الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمعان بن مالك الأزدي، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: بالَ أعْرابِيٌّ في المَسْجِدِ، فَأَمَرَ به النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصُبَّ عليه دلوٌ مِنْ ماء، ثمَّ أَمَرَ به فَحُفِرَ مَكانُهُ (1).
واعْتُرِضَ علَى الأولِ بالإرسال؛ بناءً علَى أنَّهُ ليسَ بحجةٍ، و [قد يُورد](2) علَى الثاني المُطالبةُ بمعرفةِ حالِ سمعان بن مالك الأزدي، فلْيُكْشَفْ عنه (3).
السابعة عشرة:
اختلفوا في الماءِ المُستعملِ في إزالة النَّجاسَة، إذا كان قليلًا غيرَ مُتَغَيِّرٍ علَى مذاهب:
أحدُها: أنَّهُ طاهِرٌ طَهور.
(1) رواه أبو يعلى في "مسنده"(3626)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 14)، والدارقطني في "سننه"(1/ 131)، وقال: سمعان مجهول. وقال أبو زرعة: هذا حديث ليس بالقوي، كما نقله ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 249)، وانظر:"التحقيق في أحاديث الخلاف" لابن الجوزي (1/ 78). قلت: في مطاوي كلام الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير"(1/ 37) ما يومئ إلى تقوية أصل الحديث، فلينظر عنده.
(2)
زيادة من "ت".
(3)
سمعان بن مالك الأسدي: روى عن أبي وائل شقيق بن سلمة، وروى عنه أبو بكر بن عياش، قال الدارقطني عنه في "السنن" (1/ 131): مجهول، وكذا قال ابن خراش، كما نقله الذهبي في "ميزان الاعتدال"(3/ 328)، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (4/ 316).
والثاني: أنَّهُ نَجِسٌ.
والثالث: أنَّ حكمَهُ حكمُ المحلّ بعد الغسل، إنْ كان نجسًا بعدُ فهو نجس، وإلا فطاهرٌ غيرُ طهور.
والأخيرُ منسوبٌ إلَى جديد قولي الشّافِعيّ رضي الله عنه، والأول إلَى قديمهما، والأوسط إلَى التخريجِ (1)، وهو منسوب إلَى أبي حنيفة رضي الله عنه؛ أعني: أنَّهُ نجس (2)[وقيَّدَ بعضُهم الخلافَ فيما إذا لمْ يزدِ الوزنُ](3).
وقد استُدِلُّ بالحديثِ علَى طهارةِ غُسالةِ النَّجاسَةِ الواقعة علَى الأرضِ، وهو محلُّ النَّصّ الوارد، ووجهه أمران:
أحدهما: ما تقدَّمَ من أمرِ البِلَّةِ الباقيةِ علَى الأرضِ، فإنَّها غُسالةُ نجاسة، فإذا لمْ يثبتْ أنَّ الترابَ نُقِلَ، وثبتَ يقيناً أنَّ المقصودَ التطهيرُ، وجبَ الحكمُ بطهارة تلك البِلَّةِ.
وثانيهما: أنَّ الماءَ المصبوبَ لا بُد وأنْ يتدافعَ عندَ وقوعه علَى الأرضِ، ويصلَ إلَى محلّ لمْ يُصبْهُ البولُ مما يجاوزه، فلولا أنَّ
(1) انظر: "الوسيط" للغزالي (1/ 211 - 212)، و"المجموع شرح المهذب" للنووي (1/ 217).
(2)
انظر: "بدائع الصنائع" للكاساني (1/ 67).
(3)
سقط من "ت".