الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث التاسع
رَوَى مَالِكٌ منْ حَدِيثِ كَبشَةَ بنتِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ، وكانَتْ تَحْتَ ابنِ أبي قتَادَةَ: أنَّ أبا قتَادَةَ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوْءاً، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ لِتَشْرَبَ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا الإنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ. قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أنْظُرُ إلَيهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنَةَ أَخِي؟ قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " [إنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ] (1)؛ إنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَافِينَ عَلَيْكُمْ أَوِ الطَّوَافَاتِ".
أخرجَهُ الأربعةُ، وابنُ خزيمةَ وابنُ حِبَّانَ فى "صحيحيهِما"، وصحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ (2).
(1) سقط من "ت".
(2)
* تخريج الحديث:
رواه الإمام مالك في "الموطأ"(1/ 22)، ومن طريقه: أبو داود (75)، كتاب: الطهارة، باب: سؤر الهرة، والنسائي (68)، كتاب: الطهارة، باب: سؤر الهرة، و (340)، كتاب: المياه، باب: سؤر الهرة، والترمذي (92)، كتاب: الطهارة، باب: ما جاء في سؤر الهرة، وقال: حسن صحيح، وهذا أحسن شيء روي في هذا الباب، وقد جوَّد مالك هذا الحديث عن إسحاق بن عبد الله بن أبي =
وأمَّا ابنُ مَنده فخالف (1).
الكلام عليه من وجوه:
* الأول: في التعريفِ بمَنْ ذُكِرَ فيهِ:
أمَّا أبو قَتَادَةَ رضي الله عنه: فهو الحارثُ بن رِبعيِّ - بكسر الراء المُهملة، وسكون الباء المُوَحَّدة، بعدها عينٌ مُهملة - (2) ويُقَال: النُّعمانُ بن ربعي، ويُقَال: عمرو بن ربعي بن بُلْدُمـ[ـة](3) - بضم الباء المُوحدة والدال المُهملة أيضاً، وبينهما لامٌ ساكنة - بن خُنَان (4) - بضم الخاء
= طلحة، ولم يأت به أحدٌ أتمَّ من مالك، وابن ماجه (367)، كتاب: الطهارة، باب: الوضوء بسؤر الهرة والرخصة في ذلك، وابن خزيمة في "صحيحه"(104)، وابن حبان في "صحيحه"(1299).
وقد صحح هذا الحديث جمع من الأئمة والحفاظ منهم: البخاري كما نقله البيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 245)، والترمذي وابن خزيمة وابن حبان كما ذكر عنهما آنفاً، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 141)، والدارقطني كما نقل ابن عبد الهادي في "التنقيح"(1/ 59)، والحاكم في "المستدرك"(567)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 246)، وغيرهم. وانظر:"التلخيص الحبير" لابن حجر (1/ 41). وسيأتي مزيد كلام عن الحديث في الوجه الثاني من هذا الحديث.
(1)
في كتابه "الصحيح بالاتفاق والاختلاف" كما نقله عنه المؤلف في الوجه الثاني من هذا الحديث.
(2)
وهذا هو الأصح في اسم أبي قتادة واسم أبيه.
(3)
زيادة من "ت".
(4)
في الأصل: "خناس"، والتصويب من "ت".
المُعجَمَة، وبعدها نونٌ - بن سِنَان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن [سَلِمَةَ](1) - بكسر اللام - الأنصاري السَّلَمي، بفتح السين واللام معاً.
اتَّفقَ الشيخان وبقيةُ الجماعة علَى إخراح حديثه، قالَ يحيَى بن بُكير: مات رحمه الله سنةَ أربعٍ وخمسين، وسنُّهُ سبعون سنة (2).
وأما كبشةُ بنت كعب فسيأتي الكلام علَى أمرها.
وأما مالكٌ: فهو أبو عبد الله، مالكُ بن أنس [بن مالك](3) بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غَيمان - بفتح الغين المُعجمة، وبعدها [ياء](4) آخرُ الحروف - بن جُثَيل - بضم الجيم، وفتح الثاء المُثلثة، وبعدها آخرُ الحروف - بن عمرو بن الحارث - وهو ذو أصبح - بن حمير بن
(1) في الأصل: "مسلمة"، والتصويب من "ت".
(2)
* مصادر الترجمة:
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 15)، "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 258)، "تاريخ بغداد" للخطيب (1/ 159)، "الاستيعاب" لابن عبد البر (4/ 1731)، "تاريخ دمشق" لابن عساكر (67/ 141)، "صفة الصفوة" لابن الجوزي (1/ 647)، "أسد الغابة" لابن الأثير (6/ 244)، "تهذيب الكمال" للمزي (24/ 194)، "سير أعلام النبلاء" للذهبي (2/ 449)، "الإصابة في تمييز الصحابة"(7/ 327)، "تهذيب التهذيب" كلاهما لابن حجر (12/ 224).
(3)
سقط من "ت".
(4)
زيادة من "ت".
سبأ. ذكر نسبه إسماعيل ابن أبي أويس (1) ابن أُخته (2).
ولد سنةَ ثلاثٍ وتسعين من الهجرةِ - فيما قالَ يَحيَى بن بُكير -، ومات مِن غيرِ خلافٍ سنةَ تسعٍ وسبعين ومئة.
وقدرُهُ في الإسلامِ [كبير](3)، والثناءُ عليه من الأئمةِ كثيرٌ، أجلُّهُ وأعظمُهُ مَا ذَكرَهُ مُصعَبُ بن عبد الله الزبيري قالَ: قالَ لنا سُفيان بن عُيَينةَ: نَرَى هذا الحديث الَّذِي يُروَى عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: "يضرِبُ [الناس] (4) أكبادَ الإبلِ في طلبِ العلمِ، فلا يَجِدُونَ عالِماً أعلمَ مِنْ عالمِ المَدينةِ": أنَّهُ مالكُ بن أنس (5).
(1) في الأصل: "إسماعيل بن يونس"، والتصويب من "ت" و"ب".
(2)
أي: ابن أخت الإمام مالك رحمه الله، وأبوه هو عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي، كان زوج أخت مالك بن أنس وابن عمه. كما ذكر الخطيب في "تاريخ بغداد"(10/ 5 - 6). وانظر نسبه في "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5/ 63)، و"الإكمال" لابن ماكولا (2/ 566).
(3)
زيادة من "ت".
(4)
زيادة من "ت".
(5)
الحديث رواه ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 84) من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري.
وروى الحديث أيضاً: الترمذي (2680)، كتاب: العلم، باب: ما جاء في عالم المدينة، وقال: حسن، وقد روي عن ابن عيينة أنه قال في هذا: سئل من عالم =
وقال الطَّهْراني: قالَ عبد الرزاق: وفي قول رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أنْ يَضربَ الناسُ أكبادَ الإبلِ يطلبونَ العلمَ، فلا يَجِدونَ عالماً أعلمَ من عالمِ المدينةِ"، قالَ عبدُ الرزاق: وكنا نَرَاهُ مالكَ بن أنس (1).
وقال عليُّ بن المَدِيني: سمعت عبدَ الرحمن بن مَهدي يقول: أخبرني وهيب (2) بن خالد - وكان مِنْ أبصرِ النَّاسِ بالحديثِ - أنَّهُ قدم المدينةَ، قالَ: فلمْ أرَ أحداً، إلا تَعرِفُ وتُنْكِرُ، إلا مالكاً ويَحيى بن سعيدٍ الأنصاري (3)، قال عبدُ الرحمن بن مهدي: لا أُقَدِّمُ علَى مالكٍ في صحة الحديث أحداً (4).
وقال عليُّ بن المديني: سمعتُ يحيَى بن سعيد يقول: ما في القومِ أصحُّ حديثاً من مالك - قالَ: يعني بالقومِ: الثَّوريَّ والأوْزَاعيَّ وابنَ عُيَينةَ - قالَ: ومالكٌ أحبُّ إليَّ من معمر (5).
= المدينة؟ فقال: إنه مالك بن أنس، وقال إسحاق بن موسى: سمعت ابن عيينة يقول: هو العمري عبد العزيز بن عبد الله الزاهد.
(1)
رواه ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل"(1/ 12).
(2)
"ت": "وهب".
(3)
رواه ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل"(1/ 13 - 14). وانظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (8/ 74).
(4)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 322)، وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 65).
(5)
رواه ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل"(1/ 15).
وكان يحيَى بن سعيد يقول: سفيانُ وشعبةُ ليسَ لهما ثالثٌ إلا مالكٌ (1).
وقال عبد الرحمن بن مهدي: أئمةُ الناس في زمانهم أربعةٌ: سفيانُ الثوري بالكوفةِ، ومالكٌ بالحجازِ، والأوزاعيُّ [بالشامِ](2)، وحمادُ بن زيد بالبصرةِ (3).
وقال يحيَى بن مَعين: كان مالكٌ من حُجَجِ الله تعالَى علَى خلقه (4).
وقال أبو حاتم الرَّازيُّ: الحجةُ علَى المُسلمينِ الَّذِين ليسَ فيهم لبسٌ: سفيانُ الثوريُّ، وشعبةٌ، ومالكُ بن أنس، وسفيانُ بن عُيَينةَ، وحمادُ بن زيد (5).
وقال الربيعُ: سمعت الشَّافِعيَّ يقول: إذا جاءَكَ الحديثُ عن مالكٍ فشُدَّ به يديكَ، وسمعتُ الشَّافِعيَّ يقول: إذا جاءك الخبرُ فمالكٌ النجمُ (6).
(1) انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (1/ 63).
(2)
سقط من "ت".
(3)
رواه ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل"(1/ 31)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(35/ 174).
(4)
انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (1/ 74).
(5)
انظر: "مقدمة الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (1/ 10) وزاد فيهم: الأوزاعي.
(6)
رواه ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 64) وعنده: "الأثر" بدل "الخبر".
وقال الحسنُ بن رشيق: سمعتُ أبا عبد الرحمن؛ يعني: النَّسَائي، يقول: أمناءُ الله عز وجل علَى علمِ رسولِه صلى الله عليه وسلم شعبةُ بن الحجَّاجِ، ومالكُ ابن أنس، ويحيَى بن سعيد القَطَّان، قالَ: والثوريُّ إمامٌ إلا أنَّهُ يروي عن الضعفاءِ، قالَ: وما أحدٌ عندي بعدَ التابعين أنبلُ من مالك بن أنس، ولا أحدٌ آمنُ علَى الحديثِ مِنهُ، ثمَّ يليه (1) شعبةُ في الحديثِ، ثمَّ يحيَى بن سعيد القطان، [و](2) ليسَ أحدٌ بعد التابعين آمنَ علَى الحديثِ من هؤلاء الثلاثة، ولا أقلَّ روايةً عن الضعفاءِ (3).
ورَوَى ابن دَاسَةَ عن أبي داودَ السِّجِسْتَانِيِّ قالَ: رحمَ اللهُ مالكاً كان إماماً، رحم الله الشَّافِعيَّ كان إماماً، رحم الله أبا حنيفةَ كان إماماً. رواه أبو عمر (4).
(1) في الأصل: "إليه"، والتصويب من "ت" و"ب".
(2)
سقط من "ت".
(3)
رواه ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 62 - 63).
(4)
رواه أبو عمر ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(2/ 163).
* مصادر الترجمة:
"الطبقات الكبرى" لابن سعد (ص: 344 - القسم المتمم"، "التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 310)، "مقدمة الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (1/ 11)، "الثقات" لابن حبان (7/ 459)، "حلية الأولياء" لأبي نعيم (6/ 316)، "التمهيد" لابن عبد البر (1/ 61)، "التعديل والتجريح" للباجي (2/ 696)، "ترتيب المدارك" للقاضي عياض (1/ 102)، "صفة الصفوة" لابن الجوزي =
وأمَّا ابنُ حِبَّانَ - بكسر الحاء المُهملة، وبعدها باءٌ مُوحَّدةٌ مشددة -: فهو أبو حاتمٍ محمَّدُ بن حبان بن أحمد بن حبان - كالأولِ - ابن معاذ بن مَعْبَدٍ - بالباءِ المُوحدة -[ثم اختلف بعد هذا، فقيل: ابن سعيد بن سَهِيد، وقيل: ابن معبد](1) بن هَدِيَّةَ، وقيل: معبد بن سَهِيد - بفتح السين، وكسر الهاء - بن هدية - بفتح الهاء، وكسر الدال المُهمَلَة، وتشديدِ الياءِ آخرِ الحروف، بعدها هاءٌ - بن مرَّة بن سعد (2) ابن يزيد [بن مرَّة](3) بن زيد بن عبد الله بن دارِم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زهير بن زيدِ مَنَاة بن تميم.
كان أحدَ الحفاظِ المشهورين، والفضلاءِ في هذه الصناعة (4) المُبرِّزِين، سمع الخلقَ الكثير، ورحل الرحلةَ الواسعة، وزار (5) الأقطارَ الشاسعة، وصنَّفَ التصانيفَ العديدة، وأظهر المعارف المُفيدة، قالَ في
= (2/ 177)، "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (2/ 383)، "تهذيب الكمال" للمزي (27/ 91)، "سير أعلام النبلاء"(8/ 48)، "تذكرة الحفاظ" كلاهما للذهبي (1/ 207)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (10/ 5)، "طبقات الحفاظ" للسيوطي (ص: 96).
(1)
زيادة من "ت" و"ب"، وقد ألحقت في الأصل إلا أنها مطموسة.
(2)
في النسخ الثلاث: "سعيد"، والتصويب من مصادر ترجمته.
(3)
زيادة من "ت" و"ب"، وقد ألحقت في الأصل إلا أنها مطموسة.
(4)
"ت": "الصنعة".
(5)
في هامش "ت": "لعله: ودار".
مقدمة (1) كتابه المُسمَّى بـ"التقاسيم والأنواع" - وهو الَّذِي عنيناه بـ "صحيحه" -: ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ (2) من إسبيجابَ إلَى الإسكندريةِ، ولمْ نروِ في كتابنا هذا إلا عن مئة وخمسين شيخاً، أقلَّ أو أكثرَ، ولعلَّ مُعَوَّلَ كتابِنا هذا يكون علَى نحوٍ من عشرين شيخاً ممن أدَرْنا السننَ عليهم، واقتنعْنَا بروايتهم عن رواية غيرهم علَى الشرائطِ الَّتِي وصفتُهَا (3).
وذكر الحافظُ أبو بكر الخطيب في كتاب "الجامع بين أخلاق الراوي وآداب السامع" قالَ: ومن الكتبِ الَّتِي تكثر منافعُهَا - إنْ كَانت علَى قدرِ ما ترجمها به [واضعُها](4) - مصنفاتُ أبي حاتم محمَّدِ ابن حِبَّان البُسْتِيِّ الَّتِي ذكرها لي مسعودُ بن ناصر السِّجْزيُّ، وأوقفني علَى تذكرة بأساميها، ولمْ يُقَدَّرْ [ليَ](5) الوصولُ إلَى النظرِ فيها؛ لأنَّها غيرُ موجودةٍ بيننا، ولا معروفةٍ عندنا، وأنا أذكرُ منها [ما](6)
(1)"ت": "تقدمة"، وكتب في الهامش:"لعله: مقدمة".
(2)
قال الذهبي في "السير"(16/ 94): كذا فلتكن الهمم، هذا مع ما كان عليه من الفقه والعربية والفضائل الباهرة وكثرة التصانيف.
(3)
انظر: "صحيح ابن حبان"(1/ 152). وعنده: "وصفناها" بدل "وصفتها".
(4)
زيادة من "ت"، وألحقت في الأصل إلا أنها مطموسة.
(5)
زيادة من "الجامع لأخلاق الراوي"(2/ 302).
(6)
سقط من "ت".
استحسنته (1) سِوَى ما عَدَلْتُ عنه اطَّرحته.
قُلْتُ: وأنا أذكرُ ممَّا ذكرَ الخطيبُ ما استحسنتُهُ (2): كتابُ "علل أوهام أصحاب التواريخ" عشرةُ أجزاء، كتاب "علل حديث الزهري" عشرون جزءاً، كتاب "علل حديث مالك بن أنس" عشرة أجزاء، كتاب "علل ما أسند أبو حنيفة" عشرة أجزاء، كتابُ "ما خالف الثوريُّ شعبةَ" عشرة أجزاء (3)، كتاب "ما خالف شعبةُ الثوريَّ" جزءان، كتاب "ما انفردَ به أهلُ المدينة من السننِ" عشرة أجزاء، كتاب "ما انفرد به أهل مكة من السننِ" خمسة أجزاء، [كتاب "ما انفرد به أهل خراسان من السنن" (4) خمسة أجزاء](5)، كتاب "ما انفرد به أهل العراق من السننِ" عشرة أجزاء، كتاب "ما عندَ شعبةَ عن قتادةَ وليسَ عندَ سعيدٍ عن قتادة" جزءان، كتاب "ما عندَ سعيد عن قتادة وليسَ عندَ شعبة عن قتادة" جزءان، كتاب "غرائب الأخبار" عشرون جزءاً، كتاب "ما أَغْرَبَ الكوفيون علَى البصريين" عشرة أجزاء، كتاب "ما أغرب
(1)"ت": "استحسنه".
(2)
"ت": "مما استحسنه".
(3)
كذا في النسخ الثلاث، وفي المطبوع من "الجامع": ثلاثة أجزاء.
(4)
في الأصل: "السنة"، والتصويب من "ت".
(5)
سقط من "ب".
البصريون علَى الكوفيين" ثمانية أجزاء، كتاب "الفصل والوصل" عشرة أجزاء، كتاب "التمييز بين حديث النَّضر الحداني والنضر الخزاز" جزءان، كتاب "[التمييز](1) بين أشعث بن عبد الملك وأشعث بن سِوَار" جزءان، كتاب "الفصل بين حديث منصور بن المُعتَمِر ومنصور ابن زاذان" ثلاثة أجزاء، كتاب "الفصل بين حديث مكحول الشامي ومكحول الأزدي" جزء، كتاب "آداب الرحَّالة" جزءان، كتاب "ما جعل عبد الله بن عمر عبيد الله بن عمر" [جزءان] (2)، كتاب "ما جعل شيبان سفيان أو سفيان شيبان" ثلاثة أجزاء، كتاب "مناقب مالك بن أنس" جزءان، كتاب "مناقب الشَّافِعي" جزءان، [كتاب "المُعجَم علَى المُدنِ" عشرة أجزاء، كتاب "الجمع بين الأخبار المُتضادَّة" جزءان] (3)، كتاب "وصف العدل والمُعدِّلِ" جزءان، كتاب "أنواع العلوم وأوصافُها" ثلاثون جزءاً.
قال: ومن آخر ما صنف كتاب "الهداية إلى علم السنن"(4)، قصد
(1) سقط من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
سقط من "ت".
(4)
في النسخ الثلاث: "الهداية على السنن"، والتصويب من "الجامع" ومصادر الترجمة.
فيهِ [إظهارَ](1) الصناعتين اللتين هما صناعتا (2) الحديث والفقه، يذكرُ حديثاً ويترجمُ له، ثمَّ يذكرُ من يَتَفَرَّدُ بذلك الحديث، ومِن مَفَارِيدِ أيِّ بلد، ويذكرُ تاريخَ كلِّ اسم في إسناده من الصحابةِ إلَى شيخه مما يُعرَفُ نسبُهُ (3) ومولده وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه، ثمَّ يذكُرُ ما في ذلك الحديثِ من الفقهِ والحكمة، وإنْ عارضَه خبرٌ آخرُ ذكره، وجَمَعَ بينهما، وإنْ تضادَّ لفظُهُ في خبرٍ آخرَ تَلَطَّفَ للجمع بينهما، حتَّى يُعْلَمَ ما في كلِّ خبر من صناعة الفقه والحديث معاً، وهذا من أنبلِ كتبِهِ وأعزِّها.
قال الخطيب: سألتُ مسعودَ بن ناصر فقلتُ له: أكلُّ هذه الكتب موجودةٌ عندكم، ومقدورٌ عليها ببلادكم؟
فقال: لا، إنَّما يوجدُ منها الشيءُ اليسير، والنزرُ الحقير، قالَ: وقد كانَ أبو حاتم بن حبان سَبَّلَ (4) كتبَهُ، ووقفها (5)، وجمعها في دار رسمها (6) بها، فكانَ السببَ في ذهابها - مع تطاولِ الزمان - ضعفُ أمر
(1) زيادة من "الجامع".
(2)
في الأصل و"ب": "صناعة"، والمثبت من "ت".
(3)
"ت": "مما تعرف نسبته"، وفي المطبوع من "الجامع":"بما يعرف من نسبته".
(4)
أي: جعلها في سبيل الله.
(5)
في الأصل و "ت": "ووضعها"، والمثبت من "ب".
(6)
"ت": "وسماها".
السلطان، واستيلاءُ ذوي العبث والفساد علَى أهل تلك البلاد.
[و](1) قال: [و](2) مِثْلُ هذه الكتبِ الجليلة كان يجبُ أنْ يكثرَ بها النسخُ، ويتنافسَ أهل العلم، ويكتبوها (3) لأنفسهم، ويُخلِّدوها (4) أحرازَهم، ولا أحسبُ المانعَ من ذلك كان إلا قلَّةَ معرفة أهل تلك البلاد بمحلِّ العلم وفضله، وزهدهِم فيهِ، ورغبتهِم عنه، وعدمِ تَبصرتهم به، والله أعلم (5).
قُلْتُ: ولمْ يذكرِ الخطيبُ فيمَا ذَكرَهُ كتابَ "التقاسيم والأنواع" الَّذِي اتَّصلَ وجودُهُ إلَى زماننا، وانتهَى أمرُهُ إلينا، وقد رأيت أيضاً لأبي حاتم غير مَا ذَكرَهُ الخطيب عن مسعود.
وقد ذكر أبا حاتم أبو سعد الإدريسيُّ في "تاريخ سَمَرْقَنْدَ" فقال: وكان أبو حاتم علَى قضاء سمرقند مدةً طويلة، وكان من فقهاء (6) الدين، وحُفَّاظ الآثار، والمشهورين في الأمصارِ والأقطار، عالماً بالطبِّ والنجوم وفنون العلم، ألَّف "المُسندَ الصحيح"، و"التاريخ"،
(1) سقط من "ت".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
في النسخ الثلاث: "ويكتبونها" بالنون، والصواب حذفها.
(4)
"ت" و"ب": "ويخلدونها" وهو خطأ.
(5)
انظر: "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" للخطيب (2/ 302 - 304).
(6)
"ت": "حفاظ".
و"الضعفاء"، والكتب الكثيرة في كلِّ فنٍ، وفقَّهَ الناس (1) بسمرقند، وبنَى له الأميرُ أبو المُظفر أحمدُ بن نصر بن أحمد بن شامان صُفَّةً لأهل العلم، خصوصاً لأهل الحديث، ثمَّ تحوَّلَ أبو حاتم من سمرقند إلَى بُسْتٍ، ومات بها، رحمه الله تعالَى.
رَوَى عن الحسنِ بن سفيان، وأبي خليفة، وهذه الطبقة من الخراسانيين، والعراقيين، والشاميين، والحجازيين.
وذكره الحاكمُ أبو عبد الله في "تاريخ نَيْسَابور" فقال: أبو حاتم البُستِيِّ القاضي، كان من أوعيةِ اللغةِ والفقة والحديث والوعظ، ومن عقلاءِ الرجال، وكان [قد](2) قدم نَيْسَابورَ فسمع (3) من عبد الله بن شِيرَوَيه، ثمَّ إنَّهُ دخلَ العراق فأكثرَ عن أبي خليفة وأقرانِه، وبالأهوازِ وبالموصلِ وبالجزيرة وبالشامِ وبمصرَ وبالحجازِ، وكتب بهراةَ ومروٍ وبُخارَى، ورحل إلَى عمر بن محمَّد بن بجيرٍ وأكثر عنه، ثمَّ صنَّفَ، فأُخْرِجَ له من التصنيفِ في الحديثِ ما لمْ يُسبقْ إليه، ووَلِيَ القضاءَ بسمرقندَ وغيرِها من المدنِ بخراسان، بمروٍ (4) ونَيْسَابورَ سنةَ أربع وثلاثين وثلاث مئة، وخرج إلَى القضاءِ إلَى نَسَا وغيرها،
(1)"ت": "وقفه للناس".
(2)
زيادة من "ت".
(3)
"ت": "سمع".
(4)
جاء في هامش "ت": "لعله: ومرو".
وانصرفَ إلينا سنةَ سبع وثلاثين، وأقامَ بنَيْسَابور، وبنَى الخانِقاهَ (1) في باغ الراس (2) المنسوب إليه، فبقي بنَيْسَابور [إلَى](3) سنة أربعين، وانصرف إلَى وطنه ببُسْتٍ، وكانت الرحلةُ بخراسان إلَى مصنفاتِهِ.
وذكره الحافظ أبو بكر الخطيبُ فقال فيهِ: وكان قد سافر الكثيرَ، وسمع وصنَّفَ كتباً واسعةً، وحدَّث عن أبي خليفة الفضل بن الحُباب الجُمَحي، والحسن بن سفيان النسوي، وأبي يعلَى المُوصلي، وأبي بكر بن خُزَيمة، ومحمَّد بن إسحاق السرَّاج النَيْسَابوري، وغيرهم من أهل خرسان والعراق والشام ومصر، وكان ثقةً، ثبتاً، فاضلاً، فَهِماً (4).
وذكره الأميرُ أبو نصرٍ فقال فيهِ: حافظٌ جليلٌ كثيرُ التصانيف (5).
وذكر [هـ](6) في موضع آخر فقال: وكان من الحفاظِ الأثبات (7).
(1) أصل الخانِقاه بقعة يسكنها أهل الصلاح والصوفية، معربة، وخانِقاه: بلدة. انظر: "تاج العروس" للزبيدي (مادة: خنق).
(2)
بلدة بمروٍ على فرسخين من مرو، انظر:"معجم البلدان" لياقوت (1/ 382).
(3)
سقط من "ت".
(4)
ورواه عن الخطيب: ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 252).
(5)
انظر: "الإكمال" لابن ماكولا (1/ 432).
(6)
زيادة من "ت".
(7)
انظر: "الإكمال" لابن ماكولا (2/ 316).
وذكره الحافظ أبو القاسم ابن عساكر فقال بعدَ ذكرِ نسبِهِ: أحدُ الأئمةِ الرَّحَّالين (1) المُصنفين المُحسنين (2).
قُلْتُ: وكان أبو حاتم من المُنزِّهةِ المُؤولة، مُتحفِّظاً في الكلامِ علَى الأحاديث المُشكِلَة، نافياً عن أهل الحديث عُقَدَ التشبيه، ناطقاً في هذا الفن بملءِ فيه، فرُبَّما تسبَّبَ بذلك (3) - أو بعضِه - إلَى الشناءةِ (4) والشناعة من مخالفيه، واختلاف [الناس](5) في العقائدِ والمذاهب جزيلاً طويلاً، وأرتعَ بعضُهُم في أعراضِ بعضٍ مَرتعاً وبيلاً، وسدَّدَ في الطعنِ من السهام ما لا تردُّهُ دروع (6) الزجرِ ولا المَلام، وبثَّ في الأرضِ داهيةً يَحِقُّ أنْ يُقَال [لها] (7): صَمِّي صَمامَ (8){إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [السجدة: 25].
(1)"ب": "الراحلين".
(2)
انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (52/ 249).
(3)
"ت": "فربما نسب في ذلك".
(4)
"ت": "السفاهة".
(5)
زيادة من "ت".
(6)
في الأصل و"ب": "يرده روع"، والمثبت من "ت".
(7)
زيادة من "ت".
(8)
قولهم: صَمِّي صَمَام: يضرب للرجل يأتي الداهية؛ أي: اخرسي يا صمام. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (12/ 345)، (مادة: صمم).
قالَ الحاكم بعد كلام ذكره أبو حاتم: كثيرُ العلم، وكان يُحسَدُ لفضلِهِ وتقدمِهِ (1).
قُلْتُ: وقد اخترنا في غير هذا الكتاب تركَ اعتبار المذاهب بالنسبةِ إلَى قَبول الرواية، وهو المنقول عن الشَّافِعيِّ رضي الله عنه في أهل الأهواء، واستثنَى الخطَّابِيَّةَ الَّذِين يَرَون شهادةَ الزور علَى وفق مذهبهم (2).
وذكر أبو بكر بن نُقْطَةَ أبا حاتم في كتابِهِ فقال: وكان إماماً، حافظاً، صنَّفَ في علم الحديث كتباً حسنة، توفي سنة أربع وخمسين وثلاث مئة (3).
وكذا ذكره الأميرُ قبلَه (4).
(1) نقله ابن حجر في "لسان الميزان"(5/ 114).
(2)
انظر: "الاقتراح" للمؤلف (ص: 292). وانظر: "الكفاية" للخطيب (ص: 120)، و"شرح مسلم" للنووي (1/ 60)، وغيرهما.
(3)
انظر: "التقييد" لابن نقطة (ص: 65).
(4)
انظر: "الإكمال" لابن ماكولا (2/ 317).
* مصادر الترجمة:
"تاريخ دمشق" لابن عساكر (52/ 249)، "الإكمال" لابن ماكولا (2/ 316)، "التقييد" لابن نقطة (ص: 64)، "سير أعلام النبلاء"(16/ 92)، "تذكرة الحفاظ" كلاهما للذهبي (3/ 920)، "طبقات الشافعية" للسبكي (3/ 131)، "لسان الميزان" لابن حجر (5/ 112)، "طبقات الحفاظ" للسيوطي (ص: 375).