الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث السادس
عنْ أبي هُريرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إذَا وَقَعَ الذُّبابُ في شَرابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ، ثُمَّ لِيَنْزَعْهُ، فَإنَّ في أحَدِ جَنَاحَيهِ دَاءً، والآخَرِ شِفاءً"، أخرَجَهُ البُخاريُّ (1).
(1) * تخريج الحديث:
رواه البخاري (3142)، كتاب: بدء الخلق، باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، فإن في إحدى جناحيه داء، وفي الأخرى دواء، من طريق سليمان بن بلال، عن عتبة بن مسلم، عن عبيد بن حنين، عن أبي هريرة، به.
ورواه البخاري أيضاً (5445)، كتاب: الطب، باب: إذا وقع الذباب في الإناء، من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عتبة بن مسلم، به.
قال المؤلف في "الإمام"(1/ 221): وليس لعبيد بن حنين في "الصحيح" عن أبي هريرة غير هذا.
وقد رواه ابن ماجه (3505)، كتاب: الطب، باب: يقع الذباب في الإناء، من طريق مسلم بن خالد، عن عتبة بن مسلم، به.
ورواه أبو داود (3844)، كتاب: الأطعمة، باب: في الذباب يقع في الطعام، من طريق ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به.
قلت: وللحديث طرق كثيرة عن أبي هريرة رضي الله عنه، انظر:"الإمام" للمؤلف (1/ 221) وما بعدها.
الكلام عليه من وجوه:
* الأول: في التعريف بمن ذُكر فيه:
أمَّا أبو هُريرَةَ صلى الله عليه وسلم: فقد تقدَّمَ التعريف به.
وأمَّا البُخَارِيُّ: فهو أبو عبد الله محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة [بن الأحنف](1) بن بَرْدَزْبِه - مفتوح الباء الموحدة، ساكن الراء مكسور الدال المهملتين، ساكن الزاي المعجمة، مكسور الباء الموحدة، وآخرها (2) هاء -، جبلٌ في هذا العلم شامِخٌ، وعالمٌ بالصناعة راسِخٌ، طافَ وجَالَ، ووسَّعَ الطلب المجالَ، فضلُه كبيرٌ، والثناء عليه كثيرٌ.
قال الحاكمُ أبو عبد الله الحافظُ في "تاريخ نَيْسَابور": محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله الجُعفي، إمامِ أهل الحديث بلا خلافٍ أَعرِفُه بين أئمة أهل النقل فيه، إلا أن يكون كما قال الأوَّلُ [من الطويل]:
بِحسبِكَ أنّي لا أرَى لكَ عائِباً
…
سِوَى حاسِدٍ والحَاسِدُونَ كَثيرُ
قال الحاكم: سمعت أبا الطيِّبِ محمَّدَ بنِ أحمدَ المُذَكِّرَ يقول: سمعت أبا بكر محمَّد بن إسحاقَ بن خُزيمةَ يقول: ما رأيت تحت أديمِ هذه السماءِ أعلمَ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظَ من محمَّدِ بنِ إسماعيل البخاريِّ (3).
(1) سقط من "ت".
(2)
"ت": "آخره".
(3)
رواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص: 74)، والخطيب في "تاريخ =
قال: وسمعت يحيى بنَ عمرو بن صالح يقول: سمعت أبا العبَّاس محمَّد بن إبراهيم الفقيه يقول: كُتِب إلى محمَّد بن إسماعيل البخاري من بغداد [من البسيط]:
والمُسلِمُونَ (1) بِخَيرٍ مَا بَقِيتَ لهُمْ
…
ولَيسَ بعدَكَ خَيرٌ حِينَ تُفْتَقَدُ (2)
قال: وسمعت أبا عبد الله محمَّد بن يعقوب الحافظ يقول: سمعت أبي يقول: رأيت مسلمَ بن الحجَّاج بين يدي محمَّد بن إسماعيل البخاري، وهو يسأله سؤالَ الصبيِّ المتعلِّم (3).
قال: وسمعت أبا نصر أحمدَ بن محمَّد الورَّاق يقول: سمعت أبا حامد أحمد بن حَمْدُون يقول: سمعت مسلم بن الحجاج، وجاء إلى محمَّد بن إسماعيل البخاري، فقَبَّلَ بين عينيه، وقال: دعني حتَّى أُقبِّل رجلَيك يا أستاذَ الأُستَاذِين، و [يا](4) سيدَ المحدِّثين، ويا طبيبَ الحديثِ في عللِهِ، حدَّثك محمَّد بن سلام
…
فذكر بقيةَ الحكاية (5).
= بغداد" (2/ 27)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/ 65).
(1)
"ت": "المسلمون".
(2)
رواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص: 74)، ومن طريقه: ابن نقطة في "التقييد"(ص: 33).
ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 22)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 90).
(3)
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 29)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 89).
(4)
زيادة من "ت".
(5)
رواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص: 112 - 113)، والسمعاني في =
وروى الخطيبُ بسنده إلى أحمد بن سيَّار قال: محمَّد بن إسماعيل ابن إبراهيم [بن](1) المغيرة الجعفي، أبو عبد الله، طلبَ العلم، وجالسَ النالسَ، ورحَلَ في الحديث، ومَهَرَ فيه، وتبصَّر [وخالط](2)، وكان حسنَ المعرفة وحسنَ الحفظ، وكان يتفقَّهُ (3).
وروى الحافظُ عبدُ الغنيِّ بنُ سعيد، عن أبي الفضل جعفر بن الفَضْلِ قال: أخبرنا محمَّد بن موسى بن يعقوب بن المأمون قال: سُئِلَ أبو عبد الرحمن النسائيُّ عن العلاء وسُهَيل فقال: هما خيرٌ من فُلَيح، ومع هذا ما في الكتب كلِّها أجودُ من كتاب محمَّد بن إسماعيل البخاري (4).
وذكره الحافظُ أبو أحمدَ في كتابه "الأسماء والكُنَى" وقال: كان أحدَ الأئمة في معرفة الحديث وجمعِه، ولو قلتُ: إنِّي لم أرَ تصنيفاً يفوق تصنيفَه في المبالغة والحُسن، أو لم أسمعْ بأذني في باب الحديث مثلَه، رجوتُ أن أكونَ صادقاً في قولي.
وروى الخطيب من حديث أبي الهيثم الكُشْمِيْهَني قال: سمعت
= "أدب الإملاء والاستملاء"(ص: 136)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(13/ 102)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 68).
(1)
زيادة من "ت".
(2)
سقط من "ت".
(3)
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 6)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 52).
(4)
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 9)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 74).
محمَّد بن يوسف الفِرَبْرِي يقول: قال محمَّد بن إسماعيل البخاري: ما وضعتُ في كتاب "الصحيح" حديثاً إلا اغتسلتُ قبلَ ذلك، وصليتُ ركعتين (1).
وذكر أيضاً عن أبي إسحاق المُسْتَملي، عن محمَّد بن يوسف الفِرَبْرِي: أنه كان يقول: سمع كتابَ "الصحيح" لمحمَّد بن إسماعيل تسعون ألفَ رجلٍ، فما بقي أحدٌ يرو [يه عنه](2) غيري (3).
قلت: وهذه الرواية في "صحيح البخاري" من جهة الفِرَبْرِي هي المشهورة شرقاً وغرباً، وللمغاربة رواية أخرى من جهة إبراهيم بن معقل النَّسَفي عن البخاري موجودةٌ في فهارسهم وغيرها، ولا أعلمُها اليومَ في جهة أهل الشرق (4).
وكانت وفاة البخاري - رحمه الله تعالى - ليلةَ عيدِ الفطر، سنةَ ست وخمسين ومئتين بخِرْتَنْكَ، مكسور (5) الخاء المعجمة، ساكن الراء، مفتوح ثالث الحروف، ساكن النون، [و](6) آخره كاف (7).
(1) رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 9)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 71).
(2)
بياض في الأصل، والمثبت من "ت".
(3)
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 9)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(52/ 74).
(4)
"ت": "المشرق".
(5)
"ت": "بكسر".
(6)
زيادة من "ت".
(7)
* مصادر الترجمة:
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/ 191)، "معرفة علوم الحديث" للحاكم =