الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الأَوَّلُ:
5314 -
[1] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَا أَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2563].
ــ
رآه، وهي محمودة ليست من باب الرياء كما سيأتي في (الفصل الثاني) من حديث أبي هريرة، والمسألة غامضة، فيها تفاصيل، ولم يتعرض لها الفقهاء، وتحقيقها في كلام القوم خصوصًا في كتاب (إحياء العلوم)، فليرجع إليه.
و(السمعة) بضم السين وسكون الميم، تذكر مع الرياء، يقال: فعله رياء وسمعة، أي: لبراه الناس ويسمعوه، كذا في (الصحاح)(1)، وقال في (القاموس) (2): فعله رياء وسمعة، ويضم ويحرك، وهي ما نُوِّه بذكره ليرى ويسمع، وقال الكرماني (3): السمعة بضم سين: ما يتعلق بحاسة السمع، والرياء بحاسة البصر.
الفصل الأول
5314 -
[1](أبو هريرة) قوله: (إن اللَّه لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) أي: لا ينظر نظر الرحمة إلى صوركم المجردة عن السيرة المرضية، وأموالكم العارية عن الخيرات والإنفاق في سبيل اللَّه تعالى، ولكن ينظر إلى قلوبكم التي هي محل التقوى، وأعمالكم التي يتقرب بها إليه سبحانه، في
(1)"الصحاح"(3/ 1232).
(2)
"القاموس"(ص: 657).
(3)
انظر: "مجمع بحار الأنوار"(3/ 119).
5315 -
[2] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ"، وَفِي رِوَايَةٍ:"فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ هُوَ لِلَّذِي عَمِلَهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2985].
5316 -
[3] وَعَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: . . . . .
ــ
(النهاية)(1): النظر ههنا الاختيار والرحمة والعطف، وقال النووي (2): نظر اللَّه مجازاته ومحاسبته، فلا يكون إلا على القلوب دون الصور الظاهرة، ويحتج به على كون العقل في القلب.
5315 -
[2](وعنه) قوله: (أنا أغنى الشركاء) جمع شريك، والمراد به من يدعى له الشريك، وليس في الواقع.
وقوله: (تركته وشركه) يجوز فيه العطف، وكون الواو بمعنى (مع)، قالوا: هذا في القسمين من الأقسام المذكورة، وهو ما لم يقصد الثواب أصلًا، أو كان قصد الشرك غالبًا، واللَّه أعلم.
وقيل: في الحديث دليل على أنه لا يجوز الأضحية ببدنة إذا كان فيها شركة لحم.
5316 -
[3](جندب) قوله: (وعن جندب) هو اسم أبي ذر الغفاري رضي الله عنه بضم الدال وفتحها.
(1)"النهاية في غريب الحديث والأثر"(5/ 77).
(2)
"شرح صحيح مسلم" للنووي (8/ 364).
"مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 6499، م: 2987].
5317 -
[4] وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْخَيْرَ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَةٍ: يُحِبُّهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، قَالَ:"تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2642].
ــ
وقوله: (من سمع) في (القاموس)(1): التسميع: التشنيع والتشهير، وإزالة الخمول بنشر الذكر، والإسماع، أي: من شهر نفسه وقصد التشهير، أو من سمع الناس فضائله وأحواله شهر اللَّه عيوبه يوم القيامة وفضحه، يقال: سمعت به تسميعًا وسمعته: إذا شهرته، وقد جاء لفظ يوم القيامة صريحًا في حديث جندب في أول (الفصل الثالث)، وقيل: يظهر سريرته للناس في الدنيا، أي: أعماله السيئة التي يخفيها، أو نيته الفاسدة وغرضه الباطل، ويظهر للناس أن عمله لم يكن خالصًا، وقيل: أراد من سمع الناس بعمله أسمعه اللَّه به وأراه ثوابه من غير أن يعطيه، وقيل: أراد من سمع الناس بعمله أسمعه اللَّه الناس، وكان ذلك ثوابه، وقيل: يريد من نسب إلى نفسه عملًا صالحًا لم يفعله وادعى خيرًا لم يصنعه؛ فإن اللَّه يفضحه ويظهر كذبه.
وقوله: (ومن يرائي) أي: يعمل رياء يجزه اللَّه جزاء المرائي، بأن يقول: اطلب جزاء عملك ممن عملت لأجله، ويحتمل أن يكون هذا الجزاء في الدنيا أيضًا.
5317 -
[4](أبو ذر) قوله: (يعمل عمل الخير) أي: لوجه اللَّه وثوابه بدون
(1)"القاموس"(ص: 658).