الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً إِلَّا زَادَ اللَّهُ بِهَا قِلَّةً". رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 2/ 436].
5103 -
[36] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يُرِيدُ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ رِفْقًا إِلَّا نَفَعَهُمْ، وَلَا يَحْرِمُهُمْ إِيَّاهُ إِلَّا ضَرَّهُمْ". رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبِ الإِيمَانِ". [شعب: 6137].
* * *
20 - باب الغضب والكبر
ــ
التغافل، وقيل: إدناء الجفون، وفي (القاموس) (1): أغضى عنه طرفه: سده أو صرفه، وفيه: تغاضى عنه: تغافل، وأغضى الجفون: أدنى، وصحح في بعض النسخ بالفاء دون الغين المعجمة، ولم نجد في اللغة له من معنى ما يناسب المقام، واللَّه أعلم.
5103 -
[36](عائشة) قوله: (عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا يريد اللَّه بأهل بيت رفقًا إلا نفعهم، ولا يحرمهم إياه إلا ضرهم) يعني لا يوفق أحدًا للرفق بالناس إلا نفعهم ذلك في الدنيا والآخرة، وقد عرف معنى الرفق في شرح ترجمة الباب.
20 -
باب الغضب والكبر
(الغضب) بفتحتين ضد الرضا، غضب عليه وله كسمع: إذا كان حيًّا، وغضب به: إذا كان ميِّتًا، وهو غَضِبٌ وغضوب وغضبان، وقالوا: الغضب حركة النفس، مبدؤها إرادة الانتقام، أي: حالة تعرض للنفس توجب حركة للنفس إلى نحو الخارج،
(1)"القاموس المحيط"(ص: 1210).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
سببها الباعث عليها إرادة الانتقام، فإن الروح الحيوانية تميل في الغضب إلى جانب المغضوب عليه لتنتقم منه، ولذلك يحمر الوجه وتنتفخ الأوداج عنده، وكذلك في الفرح والسرور تخرج إلى جانب الخارج لتتلقى المحبوب.
ومن ثم كاد أن يهلك الرجل من الغضب والسرور إذا كانا مفرطين؛ لخروج الروح الحيوانية إلى الخارج بالكلية، فتنقطع رابطة تعلقها بالبدن، وفي الغم والخوف تذهب إلى جانب الداخل، ولذا يصفر الوجه ويذبل البدن فيهما، وذلك أيضًا مظنة الهلاك عند الإفراط؛ لدخولها إلى الداخل وانطفائها مطلقًا، ومثل هذا هو السبب في حمرة الخجل، فإنه إذا صدر من أحد ما يُستحيا منه واطلع عليه آخر تنقبض النفس أولًا مثل الخائف، فتعرض الصفرة، تم تسمعه النفس فتستحيي على حالة، فتميل إلى الخارج بسبب التشجيع فيحمر.
وضد الغضب الحلم، وهو أن تكون النفس مطمئنة لا يحركها الغضب بسهولة ولا تضطرب عند إصابة المكروه، كذا قالوا.
قلت: بل عند وصول المحبوب أيضًا، كما يظهر من حديث أشج عبد القيس؛ فإنه لم يضطرب عند رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه صلى الله عليه وسلم بالحلم والوقار، فالأولى أن يفسر الحلم بعدم تحرك النفس عند وجود المزعج والمقلق، تأمل.
والغضب مذموم إذا لم يكن للحق موافقًا للشرع، وأما إذا كان للحق فهو محمود من صفات الكمال كما ورد في وصفه صلى الله عليه وسلم: وكان لا يقوم يغضب لنفسه؛ فإذا انتهك من محارم اللَّه غضب، ولا يقوم لغضبه أحد، والمقصود من الرياضة ليس إزالة الغضب مطلقًا وقمعه، ولا يمكن أيضًا، بل كسره وجعله موافقًا للحق، ولو فرضا لم يكن