الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا". قُلْتُ: أَمِمَّا بَقِيَ أَوْ مِمَّا مَضَى؟ قَالَ: "مِمَّا مَضَى". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 4254].
*
الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
5408 -
[30] عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ كَانُوا يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سُبْحَانَ اللَّهِ! هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ. . . . .
ــ
وقوله: (فإن يهلكوا فسبيل من هلك) أي: فسبيلهم سبيل من هلك من القرون السابقة.
وقوله: (وإن يقم لهم دينهم) في طاعة الولاة وإقامة الحدود والأحكام، (يقم لهم) أي: يقم أمرهم إلى عام سبعين، ولعله كان الأمر لعبد الملك باعتبار هذه الأمور أنظم وأتم إلى هذه المدة بإخبار المخبر الصادق وهو أعلم به.
وقوله: (قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ ) يعني أن السبعين لهم مبتدأة بعد خمس أو ست أو سبع وثلاثين، أم تدخل الأعوام المذكورة في جملتها، (قال: مما مضى) يعني يقوم لهم أمر دينهم إلى عام سبعين سنة من أول دولة الإسلام أو وجود الهجرة، لا من انقضاء خمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين، وهذ المقدار يكفي في شرح هذا الكلام، وهو الوجه المختار، وذكروا فيه وجوهًا، فتدبر.
الفصل الثالث
5408 -
[30](أبو واقد) قوله: (ذات أنواط): (الأنواط) في الأصل جمع
لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قبلكُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2180].
5409 -
[31] وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الأُولَى -يَعْنِي مَقْتَلَ عُثْمَانَ- فَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَصْحَابٍ بَدْرٍ أَحَدٌ، ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيةُ -يَعْنِي الْحَرَّةَ- فَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ أَحَدٌ، ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الثَّالِثَةُ فَلَمْ تُرْفَعْ (1) وَبِالنَّاسِ طَبَاخٌ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. [خ: 3800].
* * *
ــ
نوط، مصدر ناطه نوطًا: علقه، أريد به المنوط تسمية بالمصدر.
5409 -
[31](ابن المسيب) قوله: (فلم يبق من أصحاب بدر أحد) يعني أنهم ماتوا منذ قامت الفتنة بمقتل عثمان إلى أن قامت الفتنة الأخرى بوقعة الحرة لا أنهم قتلوا في هذه الفتنة، وكان آخر من مات من البدريين سعد بن أبي وقاص، ومات قبل وقعة الحرة ببضع سنين، وكذا الحال في أصحاب الحديبية.
وقوله: (ثم وقعت الفتنة الثالثة) قيل: المراد بالفتنة الثالثة خروج ابن حمزة الخارجي في زمن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، قيل: هي فتنة الأزارقة، والأول أولى لأنها مخصوصة بالمدينة، وفتنة الأزارقة غير مخصوصة، وظاهر الحديث يفهم منه الاختصاص كالفتنتين الأوليين، كذا في (الحواشي).
وقوله: (وبالناس طباخ) الطباخ بالفتح كسحاب، ويضم: القوة والسمن، وقال الطيبي (2): يقال: فلان لا طباخ له؛ أي: لا عقل له ولا خير عنده، أراد أنه لم يبق
(1) في نسخة: "تَرْتَفِعُ".
(2)
"شرح الطيبي"(10/ 72).