الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4736 -
[5] وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: "يَرْحَمُكَ اللَّهُ"، ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى فَقَالَ:"الرَّجُلُ مَزْكُومٌ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَفِي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي الثَّالِثَةِ:"إِنَّهُ مَزْكُومٌ". [م: 2993، ت: 2743].
4737 -
[6] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فَمِهِ؛ فإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2995].
*
الْفَصْلُ الثَّانِي:
4738 -
[7] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا عَطَسَ غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدِهِ أَوْ ثَوْبِهِ، وَغَضَّ بِهَا صَوْتَهُ. . . . .
ــ
4736 -
[5](سلمة بن الأكوع) قوله: (الرجل مزكوم) يعني أنه مريض، والتشميت إنما هو لصحيح، وأما المريض فيدعى له بالعافية بوجه آخر، والتشميت دعاء خاص من لا يكون مريضًا، والزكام بالزاي المضمومة والزكمة: تجلُّبُ فضولِ رطبةٍ من بطني الدماغ المقدمين إلى المنخرين.
4737 -
[6](أبو سعيد الخدري) قوله: (فليمسك بيده على فمه) وهذا أدب حسن، إذ لا يخلو فتح الفم عن ظهور فضلة وتشويه صورة.
الفصل الثاني
4738 -
[7](أبو هرير: ) قوله: (وغض) أي: خفض.
وقوله: (بها) أي: بالعطسة، متعلق بـ (صوته)، ويحتمل أن يكون الباء للملابسة.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ. [ت: 2745، د: 5029].
4739 -
[8] وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلِ الَّذِي يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيْكُمُ وَيُصْلحُ بَالَكُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالدَّارِمِيُّ. [ت: 2741، دي: 2/ 283].
4740 -
[9] وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، فَيَقُولُ:"يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ. [ت: 2739، د: 5038].
ــ
4739 -
[8](أبو أيوب) قوله: (الحمد للَّه على كل حال) قيل: قد يشعر قول القائل: (على كل حال) بنوع من الشكاية، ولذا كرهه هذا القائل في جواب من قال: كيف حالك؟ والحق أن الأمر ليس كما قال على إطلاقه.
نعم قد يقول بعض الناس بحيث يفهم ذلك منه عرفًا، وعلى تقدير التسليم لما كان في العطاس من عروض عارض على المزاج يغير الحال كاد أن يكره حمد اللَّه عليه، ويذكر ما في ضمنه من النعمة، واللَّه أعلم.
4740 -
[9](أبو موسى) قوله: (يرجون أن يقول لهم: يرحمكم اللَّه) فإن قلت: كيف يرجون بركة دعائه وهم كافرون ينكرونه؟ قلنا: كان إنكارهم عنادًا واستكبارًا؛ لأنهم كانوا يعرفونه حق معرفته، كما قال تعالى:{يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146].
وقوله: (فيقول: يهديكم اللَّه) فيه أنهم داخلون في الأمر بالتشميت لكن لهم
4741 -
[10] وَعَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: وَعَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، فَكَأَنَّ الرَّجُلَ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَقُلْ إِلَّا مَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ (1) عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
ــ
تشميت مخصوص.
4741 -
[10](هلال بن يساف) قوله: (هلال بن يساف): (يساف) بفتح الياء تحتها نقطتان وتخفيف السين المهملة وبالفاء، وفي (المغني) (2): هو بفتح الياء وكسرها، وقيل: بكسر همزة مكان الياء، ثم المصحح في كثر النسخ بالتنوين منصرفًا، وصحح في نسخة مصححة بالفتح غير منصرف وحك التنوين، كأنه جعله منقولًا من المضارع، كيزيد ويشكر، واللَّه أعلم.
وقوله: (وجد في نفسه) وجد موجدة ووجدانًا: غضب، ووجد وجدًا: حزن، وفي (الصراح) (3): موجدة ووجدان: خشم كَرفتن بركسي، ووجد بالفتح: أندوهكَين شدن.
وقوله: (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليك وعلى أمك، إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد للَّه. . . إلخ")، يعني أن الوظيفة في العطاس هذه الأذكار وهذه الأدعية،
(1) في نسخة: "إذا".
(2)
"المغني في ضبط الأسماء"(ص: 296).
(3)
"الصراح"(ص: 149).
وَلْيَقُلْ لَهُ مَنْ يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَقُلْ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ. [ت: 2740، 5031].
4742 -
[11] وَعَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "شَمِّتِ الْعَاطِسَ ثَلَاثًا، فَمَا زَادَ فَإنْ شِئتَ فَشَمِّتْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [د: 5036، ت: 2744].
4743 -
[12] وَعَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ قَالَ: شَمِّتْ أَخَاكَ ثَلَاثًا، فَإِنْ زَادَ فَهُوَ زُكَامٌ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ: . . . . .
ــ
والسلام على الحاضرين ليس بشيء معتبر في ذلك، ولكن لما سلم الرجل رد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وأما قوله: (على أمك) فذكروا فيه وجوهًا: الأول أنه إشارة إلى أن السلام في هذا المحل لم يقع في موقعه كما أن يسلم أحد عند إرادة السلام عليك [و] على أمك، الثاني: أنه تذكير له أن هذا أدب الأميين الذين لم تصلهم التربية من الرجال واكتسبوا في حجر الأمهات الآداب النسائية، الثالث: أنه تنبيه على حماقته من جهة سراية صفات أمه إليه، فافتقر إلى الدعاء لأمه بالسلامة عن الآفات، وذكر في بعض الحواشي [أن] التقدير: عليك الويل وعلى أمك؛ لعدم تأدبك بآداب الرجال، ولعدم تأديبها إياك وحسن تربيتها إياك، واللَّه أعلم.
4742 -
[11](عبيد) قوله: (وعن عبيد) بلفظ التصغير (ابن رفاعة) بكسر الراء.
4743 -
[12](أبو هريرة) قوله: (وقال) ظاهره أن فاعل (قال) أبو داود،