المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل الأول: - لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح - جـ ٨

[عبد الحق الدهلوي]

فهرس الكتاب

- ‌(25) كتاب الآداب

- ‌1 - باب السلام

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب الاستئذان

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب المصافحة والمعانقة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب القيام

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب العطاس والتثاؤب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب الضحك

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب الأسامي

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب البيان والشعر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌10 - باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌11 - باب الوعد

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌12 - باب المزاح

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌13 - باب المفاخرة والعصبية

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌14 - باب البر والصلة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌15 - باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌16 - باب الحب في اللَّه ومن اللَّه

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌17 - باب ما ينهى عنه من التهاجر والتقاطع واتباع العورات

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌18 - باب الحذر والتأني فى الأمور

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌19 - باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌20 - باب الغضب والكبر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌21 - باب الظلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌22 - باب الأمر بالمعروف

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌(26) كتاب الرقاق

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌1 - باب فضل الفقراء وما كان من عيش النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْل الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب الأمل والحرص

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب التوكل والصبر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب الرياء والسمعة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب البكاء والخوف

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب تغير الناس

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب الإنذار والتحذير

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌(27) كتاب الفتن

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌1 - باب الملاحم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب أشراط الساعة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب قصة ابن صياد

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌5 - باب نزول عيسى عليه السلام

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب قرب الساعة وأن من مات فقد قامت قيامته

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

الفصل: ‌ الفصل الأول:

*‌

‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

4750 -

[1] عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ (1) صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ! فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ:"سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 2120، م: 2131].

4751 -

[2] وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، فَإِنِّي إِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3114، م: 2133].

ــ

الفصل الأول

4750 -

[1](أنس) قوله: (ولا تكتنوا) رويت هذه اللفظة بوجوه: بفتح تاء وكاف ونون مشددة من باب التفعل بحذف إحدى التاءين، وبفتح تاء وسكون كاف من الكنية، وبضم التاء وفتح كاف ونون مشددة من التفعيل، و (تكتنوا) بفتح التاءين بينهما كاف ساكنة من الافتعال، وأكثر ما يوجد في نسخ (المشكاة) المصححه هذا، ويكتبون في الهامش من التفعيل، واللَّه أعلم.

4751 -

[2](جابر) قوله: (فإني إنما جعلت قاسمًا أقسم بينكم) يعني إنما كنيت بأبي القاسم رعاية لمعنى القسمة، فإني أقسم بينكم بأمر اللَّه تعالى العلم والمال والبشارة والنذارة وخير الأعمال، ولا يشاركني في هذا المعنى أحد، فلم يجز أن يكنى به. هذا، وقد يذهب الفهم إلى أن تكنيته صلى الله عليه وسلم بأبي القاسم من جهة ابنه القاسم الذي ولد قبل النبوة، ولكن الحديث يدل على ما يدل، فتدبر. وذهب بعضهم أنه يمنع من

(1) في نسخة: "رسول اللَّه".

ص: 95

4752 -

[3] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ: عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2132].

4753 -

[4] وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا، وَلَا رَياحًا، وَلَا نَجِيحًا، وَلَا أَفْلَحَ، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلَا يَكُونُ، فَيَقُولُ: لَا". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ قَالَ: "لَا تُسَمِّ غُلَامكَ رَبَاحًا، وَلَا يَسَارًا، وَلَا أَفْلَحَ، وَلَا نَافِعًا". [م: 2136].

ــ

التكنية بأبي القاسم إذا روعي فيه معنى القسمة التي كني بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولو كني به أحد للنسبة إلى ابن له اسمه قاسم أو للعلمية المجردة جاز، وهذا القول ضعيف.

4752 -

[3](ابن عمر) قوله: (إن أحب أسمائكم إلى اللَّه عبد اللَّه وعبد الرحمن) لما فيهما من الاعتراف بالعبودية والتعلق بذات اللَّه تعالى المستجمع لصفات الكمال، والتمسك بصفاته المقدسة، والظاهر أن حكم جميع الأسماء التي يضاف فيها العبد إلى اسم من أسمائه تعالى كذلك، اللهم إلا أن يفرق بين الصفات اللطفية والقهرية، ثم إنه قد قيد في بعض الحواشي بقوله: بعد أسماء الأنبياء، وإضافة أسماء إلى ضمير المخاطبين ربما يشعر بذلك، وسيجيء في آخر (الفصل الثالث) ما يتعلق به.

4753 -

[4](سمرة بن جندب) قوله: (فلا يكون) أي: فلا يوجد ذلك الغلام في ذلك المكان.

وقوله: (فيقول) أي: المجيب، (لا) أي: لا يسار ولا رباح، ولا يحسن هذا النفي، وليس هذا من النظير؛ لأنه إنما يكون عند إرادة الفعل والشروع فيه، فافهم.

وقوله: (ولا نافعًا) قد ذكر في هذه الرواية نافع لا نجيح، ويستشعر من ذلك بعدم الانحصار في هذه الأسماء، وذلك ظاهر، وقد جاء التصريح به في حديث جابر

ص: 96

4754 -

[5] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْهَى عَنْ أَنْ يُسَمَّى بِيَعْلَى، وَبِبَرَكَةَ، وَبِأَفْلَحَ، وَبِيَسَارٍ، وَبِنَافِعٍ، وَبِنَحْوِ ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ سَكَتَ بَعْدُ عَنْهَا، ثُمَّ قُبِضَ وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2138].

4755 -

[6] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَخْنَى الأَسْمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ يُسَمَّى مَلِكَ الأَمْلَاكِ". . . . .

ــ

حيث قال: وبنحو ذلك.

4754 -

[5](جابر) قوله: (ثم رأيته سكت بعد عنها، ثم قبض ولم ينه عن ذلك) هذا الخبر ناف، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة النهي، والمثبت مقدم على النافي، أو المراد النهي التحريمي.

4755 -

[6](أبو هريرة) قوله: (أخنى الأسماء) أي: أقبحها وأفحشها، في (الصراح) (1): خنى: سخن بيهوده كَفتن، وأخنى عليه في منطقه: إذا فحش، وأخنى عليه الدهر: أي أبى عليه وأهلكه.

وقوله: (رجل يسمى ملك الأملاك) أي: اسم رجل سمي بهذا الاسم، و (يسمى) بلفظ المجهول من التسمية، وهو الصحيح، وفي بعض النسخ [بفتح الفوقية] بصيغة المعلوم من التسمي، ومعناه بالفارسية: شاهنشاه، وفي رواية:(أخنع)، وفي (القاموس) (2): أخنع الأسماء عند اللَّه ملك الأملاك، أي: أذلها وأقهرها، وفي (الصراح) (3): خنعة بدكَماني، ويروى أيضًا أنخع الأسماء، وفسّره أيضًا في (القاموس):

(1)"الصراح"(ص: 556).

(2)

"القاموس المحيط"(ص: 658).

(3)

"الصراح"(ص: 310).

ص: 97

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ قَالَ: "أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَخْبَثُهُ رَجُلٌ كَانَ يُسَمَّى مَلِكَ الأَمْلَاكِ، لَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ". [خ: 6206، م: 2143].

4756 -

[7] وَعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَتْ: سُمِّيتُ بَرَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ،

ــ

بأذلها وأقهرها، وقال في (الصراح) (1): الانتخاع: دور شدن، فيكون معناه: أبعدها عن رضا اللَّه وقبوله.

وقوله: (وفي رواية لمسلم قال: أغيظ رجل) في (القاموس)(2): الغيظ: الغضب، أو أشده، أو سَورَتُه وأوله، غاظه يَغيظه فاغتاظ، وغيَّظه، فتغيَّظ، وأغاظه وغايظه، قال الطيبي (3): أي أكثر من يغضب عليه غضبًا، اسم تفضيل بني للمفعول، وفي (الصراح) (4): غيظ: خشم بنهان وبخشم در آوردن، وعلى المعنى الثاني يجوز حمله على المبني للفاعل.

وفي قوله: (لا ملك إلا اللَّه) مبالغة؛ لأنه إذا لم يكن غيره تعالى ملكًا فكيف يكون ملك الأملاك.

4756 -

[7](زينب بنت أبي سلمة) قوله: (لا تزكوا أنفسكم) تزكية الرجل

(1)"الصراح"(ص: 329).

(2)

"القاموس المحيط"(ص: 643).

(3)

"شرح الطيبي"(9/ 68).

(4)

"الصراح"(ص: 303).

ص: 98

اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ، سَمُّوهَا زَيْنَبَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2142].

4757 -

[8] وَعَنِ ابْنِ عبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ جُويرِيَةُ اسْمُهَا بَرَّةُ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْمَهَا جُويرِيَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2140].

4758 -

[9] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ بِنْتًا كَانَتْ لِعُمَرَ يُقَالُ لَهَا: عَاصِيَةُ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيلَةَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2139].

ــ

نفسه: ثناؤه عليها، و (البر) اسم لكل فعل مرضي.

4757 -

[8](ابن عباس) قوله: (كانت جويرية) هي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم من قبيلة بني المصطلق.

وقوله: (وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة) علل النهي عن التسمية ببرة في زينب بتوهم التزكية، وهنا بهذه الكراهة، وكل منهما يصلح للسببية، ولا مزاحمة في الأسباب، ولعله صلى الله عليه وسلم وجد من قوم زينب التمدح في التسمية دون جويرية، واللَّه أعلم. ولا يخفى أن ما ذكر في النهي عن تسمية الغلام بنجيح وأفلح يجري ههنا أيضًا، وما ذكر هنا يجري هناك.

4758 -

[9](ابن عمر) قوله: (عاصية) كانت العرب يسمون بالعاصي والعاصية ذهابًا إلى معنى التكبر والتعظيم عن الذل والانقياد والعجز والتنزه عن العيب والنقصان، فلما جاء الإسلام نهوا عنه.

وقوله: (فسماها جميلة) قريب التضاد من معنى العاصية، مع أنه لا يلزم أن يكون التغير إلى الضد، بل من القبح إلى الحسن.

ص: 99

4759 -

[10] وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ وُلِدَ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ فَقَالَ:"مَا اسْمُهُ؟ " قَالَ: فلَانٌ، قَالَ:"لَا، لَكِنِ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 6191، م: 2149].

4760 -

[11] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلَامِي، وَجَارِيتِي، وَفَتَايَ، وَفَتَاتِي، وَلَا يَقُلِ الْعَبْدُ: رَبِّي،

ــ

4759 -

[10](سهل بن سعد) قوله: (قال: فلان) قال الشيخ (1): لم أقف على تعيينه.

وقوله: (لا) أي: لا تسموه به، أو لا أرضى بأن يكون اسمه ذلك، والمنذر في معنى الفقيه، أخذًا من قوله تعالى:{وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ} [التوبة: 122].

4760 -

[11](أبو هريرة) قوله: (ولكن ليقل: غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي) قال في (القاموس)(2): الغلام من حين يولد إلى حين يشبّ، وفي (الصراح) (3): غلام: كودك، وجارية: دختر خرد، وفتى: مرد جوان، وفتاة: زن جوان، وفي إطلاق الغلام على العبيد والإماء رحمة وشفقة لهم، وإنما أطلق الفتى والفتاة لأنه يعامل معهم معاملة الشباب ولا يوقرون كالمشايخ، ويمكن أن يكون لأجل أنهم يتجلدون في الخدمة كتجلد الشباب وإن كانوا هرمى.

وقوله: (ولا يقل العبد: ربي) لأنه وإن كان مربيًا للعبد ولكن التربية على الحقيقة

(1)"فتح الباري"(10/ 576).

(2)

"القاموس المحيط"(ص: 1054).

(3)

"الصراح"(ص: 485).

ص: 100

وَلَكِنْ لِيَقُلْ: سَيِّدِي". وَفِي رِوَايَةٍ: "لِيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلَايَ". وَفِي رِوَايَةٍ: "لَا يَقُلِ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ: مَوْلَايَ، فَإِنَّ مَوْلَاكُمُ اللَّهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2249].

4761 -

[12] وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُولُوا: الْكَرْمَ؛ فَإِنَّ الْكَرْمَ قَلْبُ الْمُؤمِنِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2247].

4762 -

[13] وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: "لَا تَقُولُوا: الْكَرْمَ؛ وَلَكِنْ قُولُوا: الْعِنَبَ وَالْحَبَلَةَ". [م: 2248].

ــ

صفة خاصة للَّه رب العالمين، فإطلاقه يوهم الاشتراك، وكذلك حال المولى، ولكن يجوز إطلاق الموالاة دون الربوبية؛ فإن أمرها أقوى وأشد، وأما السيادة والرياسة والفضيلة فثابتة للمالك على المملوك لا محالة.

4761 -

[12](أبو هريرة) قوله: (لا تقولوا: الكرم؛ فإن الكرم قلب المؤمن) الكرم بفتح الراء وسكونها مصدر كرم يكرم، يوصف به للمبالغة على طريقة رجل عدل، يستوي المذكر والمؤنث والمفرد والتثنية والجمع، ويقال: رجل كرم وامرأة كرم ورجلان كرم ورجال كرم ونسوة كرم بمعنى كريم، كذا قال الطيبي (1)، والكرم يطلق على العنب وشجره، وجاء في رواية:(فإن الكرم الرجل المسلم)(2).

4762 -

[13](وائل بن حجر) قوله: (والحبلة) بالحاء المهملة والباء الموحدة المفتوحتين، وقد تسكن الباء، اسم لشجر العنب، وقد يطلق على العنب نفسه مجازًا.

(1)"شرح الطيبي"(9/ 72).

(2)

أخرجه مسلم (2247).

ص: 101

4763 -

[40] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ،

ــ

وقد ذكروا في الحديث وجهين:

أحدهما: أن المقصود هو النهي عن تسمية العنب أو شجره كرمًا، فإن العرب كانوا يسمونه كرمًا بسكون الراء لما أن شرب الخمر التي تحصل منه يورث الكرم والسخاوة فنهي عنه؛ لأن وصف ما هو أم الخبائث ومنشأ الآثام ورجس من عمل الشيطان ذريعة إلى مدح المحرمات، وتهييج للنفوس إليها وترغيب لها فيها، وقال: إن هذا الاسم إنما يليق بالمؤمن أو بقلبه لكونه معدن أنوار العلم والتقوى ومنبع الأسرار والمعارف، لأن لفظ الكرم شامل لجميع الخيرات والمكارم، قالوا: إذا وصفت أحدًا بالكرم فكأنك أثبتَّ له الخيرات والحسنات كلها.

وثانيهما: إنه ليس المقصود الأصلي من الحديث النهي عن التسمية، بل نهى عن تخصيص هذا الاسم به، والمراد تنبيه المؤمنين وتحريضهم على تحلية القلوب بالتقوى ومكارم الأخلاق ومحامد الصفات، وعلى أن لا يرضوا بأن يوسم هذا النوع من الأشجار باسم الكرم وهم أحقاء بذلك، فكأنه قال: تسمون العنب بالكرم وتخصونه به، وينبغي لكم أن تكونوا أصحاب هذا الاسم ومتصفين بهذه الصفة، وهذا حاصل ما ذكره الزمخشري أن المقصود من هذا الحديث تقرير قول اللَّه تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، وتأكيده بطريق أنيق ومسلك لطيف بأن المؤمن المتقي متأهل ومستحق بالاسم المشتق من الكرم، وهو الكريم.

4763 -

[14](أبو هريرة) قوله: (لا تسموا العنب الكرم) قد يستأنس بالاكتفاء

ص: 102

وَلَا تَقُولُوا: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدهرُ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 6182].

4764 -

[15] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَسُبُّ أَحَدُكُمُ الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2247].

4765 -

[16] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 6179، م: 2250].

وَذُكِرَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: "يُؤذِينِي ابْنُ آدمَ" فِي (بَابِ الْإِيمَانِ).

ــ

بالنهي عن التسمية من غير تعليله بقوله: (فإن الكرم قلب المؤمن) بأن الظاهر هو الوجه الأول من الوجهين المذكورين للنهي عن التسمية بالكرم، واللَّه أعلم.

4764 -

[15](وعنه) قوله: (فإن اللَّه هو الدهر) أي: المصرف الفعال، قد سبق شرحه في أول الكتاب في (كتاب الإيمان).

4765 -

[16](عائشة) قوله: (ولكن ليقل: لقست نفسي) قال في (القاموس)(1): لقست نفسه إلى الشيء كفرح: نازعته إليه، ومنه: غَثَتْ وخبثت، وفي (الصراح) (2): لقس: شوريدن دل وتباه شدن.

وإنما كره صلى الله عليه وسلم لفظ خبثت لقبحه، ولئلا ينسب المسلم الخبث إلى نفسه، والحاصل أن خبثت ولقست عبارتان في الغثيان، وكره الأول لما ذكر.

(1)"القاموس المحيط"(ص: 530).

(2)

"الصراح"(ص: 250).

ص: 103