الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الثَّانِي:
5318 -
[5] عَنْ أَبِي سَعْدِ (1) بْنِ أَبِي فَضَالَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَوْمٍ لَا ريبَ فِيهِ نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أشركَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ أَحَدًا فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 3/ 466].
5319 -
[6] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ أَسَامِعَ خَلْقِهِ، وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ". رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبِ الإِيمَانِ". [شعب: 6402].
ــ
رياء، فيجزيه اللَّه في الدنيا والآخرة.
الفصل الثاني
5318 -
[5](أبو سعد) قوله: (أبي سعد) الحارثي الأنصاري اسمه كنيته، كذا في (جامع الأصول)(2).
وقوله: (ليوم لا ريب فيه) بدل من (يوم القيامة)، ذكره لبيان أنه مما لا بد في وقوعه، ويتعدى (جمع) بـ (في) وباللام.
قوله: (عمله للَّه) فكيف بمن عمله لغير اللَّه خالصًا؟
5319 -
[6](عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (سمع اللَّه به أسامع خلقه): (سمع)
(1) في النسخة الهندية: "أبو سعيد"، قال القاري (8/ 3333): وفي نسخ "المصابيح": "أبو سعيد" بياء بعد العين، قال الجزري: هو تصحيف.
(2)
"جامع الأصول"(12/ 485).
5320 -
[7] وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الآخِرَةِ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ.
5321 -
[8] وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَالدَّارِمِيُّ عَنْ أَبَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. [حم: 21590، دي: 235].
ــ
من التسميع، و (أسامع) جمع أسمع جمع سميع كأكالب وأكلب، وروي (سامع) مرفوعًا بلفظ اسم الفاعل من السمع، والمراد به اللَّه تعالى، أي: سمع اللَّه به الذي هو سامع خلقه، أي: فضحه به، أو منصوبًا، أي: من كان له سمع من خلقه، وأما على رواية (أسامع) فهو منصوب، أي: سمع اللَّه به أسماع خلقه، ويفضحه يوم القيامة وفي الدنيا.
5320 -
[7](أنس) قوله: (جمع له شمله) أي: أموره المتفرقة، أي: جعله مجموع الخاطر بتهيئة أسبابه من حيث لا يدري.
وقوله: (وهي راغمة) ذليلة حقيرة لا يحتاج في طلبها إلى سعي كثير شاءت أو لم تشأ، وفي (القاموس) (1): الرغم: الكره، رَغِمَه كَعَلِمَه ومنعه: كرهه، والتراب، كالرغام، والقسر، والذل.
5321 -
[8] قوله: (أبان) بن عثمان رضي الله عنه بفتح همزة وخفة موحدة وبنون، بصرف وتركه، والصرف أكثر.
(1)"القاموس"(ص: 1005).
5322 -
[9] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بَيْنَا أَنَا فِي بَيْتِي فِي مُصَلَّايَ إِذْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ، فَأَعْجَبَنِي الْحَالُ الَّتِي رَآنِي عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، لَكَ أَجْرَانِ: أَجْرُ السِّرِّ وَأَجْرُ الْعَلَانِيَةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 2384].
5323 -
[10] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ اللَّهُ: أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عليَّ
يَجْتَرِئُونَ؟ . . . . .
ــ
5322 -
[9](أبو هريرة) قوله: (فأعجبني الحال التي رآني عليها) وذلك للفرح والسرور بفضل اللَّه ورحمته؛ لكونه موسومًا بالعبادة بين المسلمين، وكون الرائي شاهدًا على ذلك، أو ليقتدي به كما ذكرنا في شرح الترجمة.
5323 -
[10](وعنه) قوله: (يختلون) بكسر التاء، أي: يخدعون، في (القاموس) (1): ختله يختِله ويختُله ختلًا وختلانًا: خدعه، والذئب الصيد: تَخَفَّى له، فهو خاتل وختول.
وقوله: (من اللين) أي: لأجل إظهار اللين.
وقوله: (أبي) أي: بإمهالي إياهم (يغترون).
وقوله: (أم علي) قال الطيبي (2): (أم) منقطعة، إضراب عن اعتذارهم باللَّه على اغترارهم عليه سبحانه.
(1)"القاموس"(ص: 892).
(2)
"شرح الطيبي"(10/ 10).
فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ فِيهِمْ حَيْرَانَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2404].
5324 -
[11] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى قَالَ: لَقَدْ خَلَقْتُ خَلْقًا أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ، وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ، فَبِي حَلَفْتُ لأُتِيحَنَّهُمْ فِتْنَةً تَدَع الْحَلِيمَ فِيهِمْ حَيْرَانَ، فَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حديثٌ غَرِيبٌ. [ت: 2405].
ــ
وقوله: (لأبعثن على أولئك منهم) أي: من أنفسهم أو من قبل الناس، و (من) للابتداء، أي: ناشئة منهم، وكونه للتبيين كما ذكره الطيبي بعيد كما لا يخفى.
وقوله: (تدع الحليم) أي: العاقل الحازم، وفي بعض نسخ (المصابيح):(الحكيم) بالكاف.
وقوله: (حيران) أي: يتحير على دفع ذلك العذاب عنه؛ لشدته وصعوبته فضلًا عن غير الحازم.
5324 -
[11](ابن عمر) قوله: (من الصبر) في (القاموس)(1): بكسر الباء: عصارة شجر مرٍّ.
وقوله: (لأتيحنهم) في (النهاية)(2): أتاحه اللَّه وأتاح له، أي: قدره [له] وأنزله به، انتهى. وفي (القاموس) (3): المتاح: الأمر المقدر.
(1)"القاموس"(ص: 380).
(2)
"النهاية في غريب الحديث والأثر"(1/ 202).
(3)
"القاموس"(ص: 190).
5325 -
[12] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَإِنْ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابعِ فَلَا تَعُدُّوهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2453].
ــ
5325 -
[12](أبو هريرة) قوله: (إن لكل شيء شرة) الشرة بكسر الشين وتشديد الراء آخره تاء: الحرص والنشاط، وشرة الشباب: نشاطه، ذكروه في باب الراء في مادة الشر ضد الخير، وأما الشره بفتحتين والهاء فهو بمعنى شدة الحرص، ذكروه في باب الهاء، و (الفترة) بفتح فاء وسكون تاء: الضعف والانكسار، فتر يفتر ويفتر فتورًا وفتارًا: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة، ومادته للضعف والسكون، والمراد بالشرة هنا: جانب الإفراط وبالفترة: التفريط، فلكل من الأعمال والأخلاق طرفين: الإفراط والتفريط، والمحمود هو التوسط كما بُيِّن في موضعه، وأشار إلى التوسط والاقتصار بقوله:(فإن صاحبها سدد)، و (إن) شرطية والفعل مقدر بعدها على وتيرة:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} [التوبة: 6]، أي: سلك طريق السداد والصواب، و (قارب) أي: لم يبعد ولم يذهب إلى أحد الجانبين، (فارجوه) أي: ارجوا فوزه وفلاحه.
(وإن أشير إليه بالأصابع) بأن سلك طريق الإفراط، فلا تعدوه من الفائزين، هكذا ذكر الطيبي (1)، ويمكن أن تجعل الإشارة بالأصابع شاملةً لكل من طرفي الإفراط والتفريط؛ فإن الاشتهار كما يكون بالذهاب والإغراق في جانب الإفراط كذلك يكون في جانب التفريط، ولعله إنما خصه بجانب الإفراط؛ لأن عدم العد من الفائزين في جانب التفريط أظهر من أن يذكر، وإنما يحتاج ذكره في جانب الإفراط لأنه قد يتوهم
(1)"شرح الطيبي"(10/ 11).