الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوم الأربعاء رابع ربيع الآخر، وكان قبل ذلك اليوم صاحب ديوان الزمام «1» .
وفي سنة خمس وأربعين وخمس مئة
«13»
في رابع عشر المحرم، أخذت العرب جميع الحجاج بين مكة والمدينة، فهلك أكثرهم، ولم يصل منهم إلى البلاد إلا القليل.
وفيها، سار نور الدين محمود بن زنكي إلى فامية «2» ، وحصر قلعتها وتسلمها من الفرنج، وحصّنها بالرجال والذخائر، وكان قد اجتمع الفرنج وساروا ليرحلوه عنها، فملكها قبل وصولهم، فلما بلغهم فتحها تفرقوا.
وفيها، سار الأذفونش صاحب طليطلة بجموع الفرنج إلى قرطبة وحصرها ثلاثة أشهر، ولم يملكها ورحل عنها.
وفي سنة ست وأربعين وخمس مئة
«14»
انهزم «3» نور الدين من جوسلين «4» ، ثم أسر جوسلين، وكان جوسلين من
أعظم فرسان الفرنج قد جمع بين الشجاعة وجودة الرأي، وكان نور الدين قد عزم على قصد بلاده، فجمع جوسلين الفرنج وأكثر وسار نحو نور الدين والتقوا فانهزم المسلمون، وأسر منهم جمع كثير، وكان من جملة من أسر منهم السلاح دار، ومعه سلاح نور الدين فأرسله جوسلين إلى مسعود بن قليج أرسلان «1» صاحب قونية وأقصرا، وقال: هذا سلاح زوج ابنتك، وسيأتيك بعده ما هو أعظم منه، فعظم ذلك على نور الدين، وهجر [الملاذ]«2» وأفكر في أمر جوسلين، وجمع التركمان، وبذل لهم الوعود إن ظفروا به إما (11) بإمساك أو بقتل، فاتفق أن جوسلين طلع إلى الصيد فكبسه التركمان وأمسكوه، فبذل لهم مالا فأجابوا إلى إطلاقه، فسار بعض التركمان إلى أبي بكر بن الداية «3» نائب نور الدين بحلب، فأرسل عسكرا كبسوا التركمان الذين عندهم جوسلين، وأحضروه إلى نور الدين أسيرا، وكان أسر جوسلين من أعظم الفتوح، وأصيب النصرانية كافة بأسره.
ولما أسر سار نور الدين إلى بلاده وقلاعه وملكها، وهي «4» :
تلّ باشر، وعين تاب، ودلوك، وأعزاز، وتل خالد، وقورس، والراوندان، وبرج