الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي أواخر رمضان، عزم السلطان الملك الناصر على مصر فخرج من الكرك ومعه جماعة قليلة فدخل مصر، وعمل أعزية لوالده ولأخيه ثم جلس على كرسي الملك هو والخليفة، وبويع وعقد المبايعة بينهما قاضي القضاة تقي الدين السّبكي «1» وكان قد سار هو ورفقاؤه الثلاثة وخلع السلطان عليهم خلعا سنيّة، وزينت مصر عشرين يوما أو أزيد، فلما وصلت الأخبار بجلوسه على كرسي الملك زينت له البلد سبعة أيام، ودقّت البشائر والمغاني، ولله الحمد على ذلك، ثم أمر بغرق ألطنبغا «2» وقوصون «3» في البحر فأعدموا.
وفي شهر ذي الحجة أمر مولانا السلطان بتوسيط الفخري وطشتمر فوسّطا بالكرك.
واستهلت سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة
«13»
في شهر الله المحرم، تواترت الأخبار برجوع السلطان الملك الناصر إلى قلعة الكرك بعد أن أخذ الأموال التي بقلعة الجبل وتحجب عن الناس ونسبت إليه أشياء قبيحة لا تليق بالملوك، فانقلب عسكر الشام (417) إلى مصر فخلعوه وولوا السلطان الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر «4» ، فوردت الأخبار إلى
دمشق بذلك وضربت البشائر وزينت دمشق سبعة أيام.
وفي شهر ربيع الآخر، رسم السلطان أعزّ الله أنصاره أن تحاصر الكرك لأجل سلطانها الملك شهاب الدين أحمد، وأظهر أن السبب إنما هو ما أخذه عند رواحه من قلعة الجبل، فتحصن بها ونصب المجانيق وسيّر جيشا يسيرا من دمشق وكذلك من مصر، وبعد ليال وقعت بينهما وقعة قتل فيها من الكرك قريب الخمس مئة، ومن الغرباء قريب المئتين، وحصل بسبب ذلك غلاء كثير حتى وصل الخبز الرطل بدرهمين، جعل الله العاقبة إلى خير.
وفي شهر جمادى الأولى، زينت دمشق بسبب عافية السلطان [وكان قد مرض]«1» .
وفي مستهل جمادى الآخرة، توفي ثالث يوم منه «2» الأمير علاء الدين أيدغمش «3» ودفن بالقبيبات وكانت سيرته حسنة.
وفي شهر رمضان، توفي الأديب تاج الدين عبد الباقي اليماني «4» وكان فاضلا.
وفي مستهل شوال، خرج الأمير ركن الدين بيبرس الأحمدي «5» من مصر ومعه جيش لحصار الكرك، وكذلك خرج من دمشق جيش كثير وأقاموا على الحصار العظيم بالمجانيق والنفط وغير ذلك، ووقع الغلاء إلى أن بلغ الخبز بها