الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها، في جمادى الأولى، توفي غياث الدين محمد بن سام بن [الحسين]«1» الغوري صاحب غزنة وبعض خراسان وغيرها، وكان أخوه شهاب الدين بطوس عازما على قصد خوارزم، وخلف غياث الدين من الأولاد ولدا اسمه محمود «2» ولقبه غياث الدين بلقب والده، ولم يحسن شهاب الدين الخلافة على ابن أخيه ولا على غيره من أهله، وكان لغياث الدين زوجة يحبها وكانت مغنية فقبض عليها شهاب الدين بعد موت أخيه غياث الدين وضربها ضربا مبرحا وأخذ أموالها. وكان غياث الدين مظفرا منصورا لم تنهزم له راية قط، وكان له دهاء ومكر، وكان حسن الاعتقاد، كثير الصدقات، وكان له فضل غزير، وأدب مع حسن حظ، وكان ينسخ المصاحف بخطه، ويوقفها على المدارس التي بناها، وكان على مذهب الكرامية ثم تركه وصار شافعيا.
وفيها، استولى الكرج على مدينة دوين من أذربيجان ونهبوها وقتلوا أهلها، وكانت هي وجميع أذربيجان للأمير أبي بكر بن البهلوان «3» ، وكان مشغولا بشرب الخمر ليلا ونهارا لا يلتفت إلى تدبير مملكته، ووبخه أمراؤه ونوابه على ذلك فلم يلتفت.
وفي سنة ست مئة
«13»
(146)
كانت الهدنة بين الملك المنصور صاحب حماة وبين الفرنج.
وفيها، نازل ابن لاون ملك الأرمن أنطاكية، فتحرك الملك الظاهر صاحب حلب ووصل إلى حارم، فرحل ابن لاون عن أنطاكية على عقبه.
وفيها، خطب قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكي بن مودود صاحب سنجار للملك العادل ببلاده وانتمى إليه، فصعب على ابن عمه نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود وقصد نصيبين، وهي لقطب الدين محمد واستولى على مدينتها، واستنجد قطب الدين بالملك الأشرف بن العادل، فسار إليه واجتمع معه أخوه الملك الأوحد صاحب ميّافارقين، والتقى الفريقان بقرية يقال لها بوشرة فانهزم نور الدين صاحب الموصل هزيمة قبيحة ودخل الموصل وليس معه غير أربعة أنفس فكانت هذه الوقعة أول ما عرفت من سعادة الأشرف ابن العادل فإنه لم تنهزم له راية بعد ذلك، واستقرت بلاد قطب الدين محمد بن زنكي عليه، ووقع الصلح بينهم بعد ذلك.
وفيها، اجتمع الفرنج لقصد بيت المقدس «1» ، فخرج الملك العادل من دمشق وجمع العساكر، ونزل على الطور «2» في قبالة الفرنج ودام ذلك إلى آخر السنة.
وفيها، استولت الفرنج على قسطنطينية وكانت قسطنطينية بيد الروم من قديم الزمان، فلما كانت هذه السنة اجتمعت الفرنج وقصدتها في جمع عظيم وحاصروها (147) وملكوها وأزالوا الروم «3» ، ولم تزل بيد الفرنج إلى سنة ستين
وست مئة فقصدتها الروم واستعادوها من الفرنج «1» .
وفيها، توفي السلطان ركن الدين سليمان بن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان بن سليمان بن قطلومش بن يبغو أرسلان بن سلجوق «2» ملك بلاد الروم في سادس ذي القعدة حسبما قدمنا ذكره في سنة ثمان وثمانين وخمس مئة «3» ، وكان مرضه القولنج، وكان قبل موته بخمسة أيام قد غدر بأخيه صاحب أنكورية وهي أنقرة، وكان ركن الدين المذكور يميل إلى مذهب الفلاسفة، ويحسن إلى طائفتهم ويقدمهم، ولما مات ملك بعده ولده قليج أرسلان وكان صغيرا فلم يثبت أمره، وكان ما سنذكره «4» إن شاء الله تعالى.
وفيها، كان بين خوارزم شاه محمد بن تكش وبين شهاب الدين الغوري قتال فانتصر فيه ملك الغورية، واستنجد خوارزم شاه بالخطا فساروا واتقعوا مع شهاب الدين ملك الغورية فهزموه، وشاع ببلاده أن شهاب الدين قتل فاختلفت مملكته وكثر المفسدون، ثم إنه ظهر ورجع إلى غزنة واستقر في مملكته.
وفيها، قتل ككجا «5» مملوك البهلوان وكان قد ملك الري وهمذان وبلاد