الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من القطعة الثانية لنسخة آيا صوفيا المعتمدة في التحقيق، فقد عولت في تحقيقها على «دول الإسلام» للذهبي، واعتبرته نسخة ثانية عن تاريخ هذه السنوات، ورمزت له على مدار التحقيق باسم صاحبه (الذهبي) ، ولا أعدو الحقيقة إذا ما قلت إنه لولا هذا التاريخ لما أمكنني الوصول إلى الصورة الصحيحة للنص، ذلك أن دور الذهبي هنا لا يختلف عن دور أبي الفداء فيما يخص السنوات السابقة، بل إن تأثير الذهبي كان أشد، لأننا لم نلحظ أدنى تدخل للمؤلف في كل ما نقله عنه، وإذا كانت هناك فروق طفيفة في قراءة بعض الكلمات والأسماء ما بين نسختنا وتاريخ الذهبي تصل أحيانا حد التناوب في التصحيف والتحريف وحتى في الخطأ، فالأولى أن يعزى ذلك إلى اختلاف النّسخ والنّساخ.
2- خطة العمل
لا تختلف خطتنا في تحقيق هذا السفر عن سابقتيها في تحقيق السفرين الرابع والسادس والعشرين من هذه «الموسوعة» طالما أننا نتجه في النهاية نحو غاية واحدة محددة هي: إثبات ما كان ينوي المؤلف فعلا أن يقوله، كما أن خطواتنا للوصول إلى هذه الغاية تكاد تكون متطابقة في الأسفار الثلاثة على صعيدي الشكل والمضمون.
فعلى الصعيد الأول: «1»
1-
احتفظت بالترقيم الأصلي للمخطوط، وذلك بتخصيص قوسين داخل السياق لهذا الغرض.
2-
كتبت النص على وفق الرسم الكتابي الحديث والمتداول متداركا بذلك ما قد سلف من الرسوم، وهو ما تطلب مني تحقيق الهمز، وإثبات الألف المتوسطة
في الأسماء، وحذف ألف «مائة» والفصل بينها وبين العدد، كما حذفت النون من العددين عشرين وثلاثين لدواعي الإضافة، وضبطت العدد في حالتي التذكير والتأنيث.
3-
نقلت الحواشي إلى مواضعها المشار إليها في المتن ووضعتها بين حاصرتين: [] .
4-
أصلحت المواضع التي خرج فيها النص عن أحكام الإعراب، ونبهت إليها في الهامش.
5-
ضبطت بالشكل ما قد ينبهم على القارئ ضبطه من الأسماء والألفاظ العربية والأعجمية.
6-
صوبت الأخطاء الكتابية التي لا يخفى صوابها على أحد، والتي لا يمكن أن تقرأ بغير الوجه الذي أثبتها عليه، ولم أر ضرورة للتنبيه إليها فهي لا تعدو أن تكون نظير الأخطاء الطباعية في وقتنا الحاضر.
7-
أضفت إلى السياق ما احتيج إليه من حروف أو كلمات وميزتها من المتن بوضعها بين قوسين مكسورين: ()
وأما على الصعيد الثاني: 1- فقد قمت بمناظرة الحوادث والأخبار الواردة في النص بما ورد بشأنها في المصادر التاريخية، وأشرت إلى ما بين رواية المؤلف وبين هذه المصادر من فروق واختلافات، ورجحت ما رأيته منها صوابا.
2-
رددت النصوص المنقولة إلى مصادرها الأصلية، ونبهت إلى طريقة المؤلف في استخدامها.
3-
أصلحت الأخطاء التاريخية الناجمة عن السهو، أو التي دلت قرينة واضحة من النص نفسه أو مصدر آخر على صوابها ووضعتها بين حاصرتين، ونبهت إلى الأصل في الهامش.
4-
حاولت ربط القارئ بصورة مستمرة بتطور الأحداث، وذلك بالإحالة إلى مراحلها السابقة، وهي خطوة رأيتها ضرورية للإمساك بوحدة الحدث أو الموضوع في مواجهة المنهج الحولي (ترتيب الحوادث على السنين) الذي يقوم عليه هذا التاريخ.
5-
خرجت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وما قدرت عليه من الأشعار والبيانات والوثائق الرسمية، وضبتها بالشكل.
6-
عرفت أسماء الأعلام والشعوب والجماعات والأمكنة، فضلا عن الألفاظ والمصطلحات الفنية والحضارية التي تعود إلى عصر المؤلف.
وأخيرا
…
فإذا كانت غاية التحقيق ترمي في النهاية- كما أسلفت- إلى إثبات ما كان ينوي المؤلف فعلا أن يقوله، فإني لأرجو أن أكون قد بلغت هذا القصد، أو شارفته، وبالصورة التي تحقق النفع للآخرين.
والله الموفق للصواب، وهو يهدي إلى سبيل الرشاد.
د. حمزة أحمد عباس
ثغر الحديدة
غرة شهر المحرم 1423 هـ
15 آذار (مارس) 2002 م