الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المؤمن «1» على ما سنذكره «2» إن شاء الله تعالى.
وفي سنة خمس وعشرين وست مئة
«13»
أرسل الملك الكامل صاحب مصر يطلب من ابن أخيه الناصر داود بن الملك المعظم صاحب دمشق حصن الشّوبك فلم يعطه الناصر ذلك ولا أجابه إليه، فسار الملك من مصر في رمضان هذه السنة ونزل على تل العجول بظاهر غزة، وولى على نابلس والقدس وغيرهما من بلاد الناصر داود صاحب دمشق، وكان في صحبة الملك الكامل الملك المظفر محمود بن الملك المنصور صاحب حماة وهو موعود من الملك الكامل انتزاع بلاد أخيه المعظم من ابنه الناصر صاحب دمشق، فاستنجد الناصر بعمه الأشرف وأرسل إليه وهو ببلاده الشرقية، فقدم الملك الأشرف إلى دمشق، ودخل هو والناصر داود إلى قلعة دمشق راكبين.
قال القاضي جمال الدين بن واصل: كنت إذ ذاك حاضرا بدمشق، ورأيت الملك الأشرف راكبا مع ابن أخيه وعلى رأس الملك الأشرف شاش علم كبير، ووسطه مشدود بمنديل، وكان وصول الأشرف إلى دمشق في العشر الأخير من رمضان هذه السنة، ووصل إلى خدمته بدمشق الملك المجاهد شير كوه، فإنه كان من المنتمين إلى الأشرف، ثم وقع الاتفاق أن يسير الناصر داود (و) شير كوه صحبة الأشرف إلى نابلس، فيقيم الناصر داود بنابلس، ويتوجه الأشرف إلى عند (206) أخيه الكامل بغزة شافعا في ابن أخيهما الناصر داود ففعلوا ذلك.
ولما وصل الأشرف إلى أخيه الكامل وقع اتفاقهما في الباطن على أخذ دمشق من ابن أخيهما الناصر، وتعويضه عنها بحران والرّها والرقّة من بلاد الملك الأشرف، وتستقر دمشق للملك الأشرف، ويكون له إلى عقبة فيق وما عدا ذلك من بلاد دمشق يكون للكامل، وأن تنتزع حماة من الناصر قليج أرسلان وتصير للملك المظفّر محمود [أخي]«1» الناصر قليج أرسلان، وأن تنتزع سلميّة من الملك المظفّر وكانت إقطاعه لما كان مقيما عند الكامل بمصر، وتعطى لشير كوه صاحب حمص.
وخرجت هذه السنة والأشرف مقيم عند أخيه الكامل بظاهر غزة، وقد اتفقا على ذلك.
وفيها، عاد التتر إلى قصد البلاد التي بيد جلال الدين بن خوارزم شاه، وجرت بينه وبينهم حروب كثيرة، وكان في أكثر الأوقات الظفر للتتر.
وفيها، قدم الإمبراطور إلى عكّا بجموعه «2» ، وكان الملك الكامل قد أرسل إليه فخر الدين بن الشيخ «3» يستدعيه إلى قصد الشام بسبب أخيه المعظم فقدم الإمبراطور وقد مات المعظم فنشب به الكامل، ولما وصل الإمبراطور استولى على