الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك السلطان غياث الدين فبعث جماعة سكّنوا الناس، ووعدهم بإخراج فخر الدين الرازي من عندهم، وتقدم إلى فخر الدين بالعود إلى هراة، فعاد إليها.
وفيها، في ربيع الأول توفي مجاهد الدين قيماز «1» بقلعة الموصل وهو الحاكم بدولة نور الدين أرسلان صاحب الموصل، وقيماز المذكور هو الذي كان حاكما على عز الدين مسعود والد نور الدين أرسلان حتى قبض عليه مسعود ثم أخرجه بعد مدة، وكان قيماز عاقلا أديبا فاضلا في الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة وبنى عدة جوامع وربط ومدارس.
وفيها، فارق غياث الدين ملك الغورية مذهب الكرامية، وصار شافعيّ المذهب.
وفي سنة ست وتسعين وخمس مئة
«13»
كان في أوائلها الملكان الأفضل والظاهر على دمشق محاصريها، واتفق وقوع الخلف بين الأخوين (134) الأفضل والظاهر وسببه أنه كان للملك الظاهر مملوك يحبه اسمه أيبك ففقد، ووجد عليه الملك الظاهر وجدا عظيما وتوهم أنه دخل دمشق، فأرسل يكشف خبره، واطلع الملك العادل وهو محصور على القضية، فأرسل إلى الظاهر يقول: إن محمود بن السّكّري (؟) أفسد مملوكك وحمله إلى الأفضل أخيك، فقبض الظاهر على ابن السّكّري فظهر المملوك عنده، فتغير على أخيه الأفضل وترك قتال الملك العادل، وظهر الفشل في العسكر فتأخر الأفضل والظاهر عن دمشق وأقاما بمرج الصّفّر «2» إلى أواخر صفر، ثم سارا إلى رأس الماء
ليقيما به إلى أن ينسلخ الشتاء، ثم انثنى عزمهما، وسار الأفضل إلى مصر، والظاهر إلى حلب على القريتين ولما تفرقا خرج الملك العادل من دمشق وسار في أثر الأفضل إلى مصر، فلما وصل العسكر إلى مصر تفرقت عساكره لأجل الربيع وأدركه عمه العادل فخرج الأفضل وضرب معه مصافا، فانكسر الأفضل وانهزم إلى القاهرة ونازل العادل القاهرة ثمانية أيام فأجاب الأفضل إلى تسليمها على أن يعوض عنها ميّافارقين وحاني وسميساط فأجابه العادل إلى ذلك ولم يف له به، وكان دخول العادل إلى القاهرة في حادي عشري ربيع الآخر هذه السنة.
قال ابن الأثير:
كان دخول العادل إلى القاهرة يوم السبت [ثامن عشر]«1» ربيع الآخر، وتوفي القاضي الفاضل (135)[ليلة سابع ربيع الآخر]«2» ، ثم سافر الملك الأفضل إلى صرخد وأقام العادل بمصر على أنه أتابك الملك المنصور محمد ابن العزيز عثمان مدة يسيرة، ثم أزال الملك المنصور محمد (ا) واستقل العادل بالسلطنة. «3»
ولما استقرت المملكة للملك العادل أرسل إليه الملك المنصور صاحب حماة يعتذر إليه مما وقع منه بسبب أخذه بارين من ابن المقدم، فقبل الملك العادل عذره وأمره برد بارين إلى ابن المقدم فاعتذر الملك المنصور عنها بقربها من حماة، ونزل عن منبج وقلعة نجم لابن المقدم عوضا عن بارين فرضي ابن المقدم بذلك لأنهما خير من بارين بكثير، وتسلمهما عز الدين إبراهيم بن شمس الدين
محمد بن عبد الملك [بن]«1» المقدم، وكان له أيضا فامية وكفرطاب وخمس [وعشرون]«2» ضيعة من المعرة، وكذلك كاتب الملك الظاهر صاحب حلب عمه الملك العادل وصالحه وخطب له بحلب وبلادها وضرب السّكّة باسمه، واشترط الملك العادل على صاحب حلب أن يكون خمس مئة فارس من خيار عسكر حلب في خدمة الملك العادل كلما خرج إلى البيكار، والتزم الملك الظاهر صاحب حلب بذلك.
وقصر النيل في هذه السنة تقصيرا عظيما حتى إنه لم يبلغ أربعة عشر ذراعا.
وفيها في العشرين من رمضان توفي خوارزم شاه تكش بن أرسلان بن أطسز ابن محمد بن أنوشتكين «3» صاحب خوارزم وبعض خراسان والري وغيرها [من البلاد]«4» الجبلية بشهرستانة (136) وولي الملك بعده ابنه محمد بن تكش وكان لقبه قطب الدين محمد فغيره إلى علاء الدين، وكان تكش عادلا حسن السيرة ويعرف الفقه على مذهب أبي حنيفة والأصول، ولما بلغ غياث الدين ملك الغورية موت خوارزم شاه تكش ضربت نوبتشيته ثلاثة أيام، وجلس للعزاء مع ما كان بينهما من العداوة المستحكمة، وهذا خلاف ما فعله بكتمر بعد موت السلطان صلاح الدين «5» .
فلما استقر في المملكة محمد بن تكش هرب ابن أخيه هندوخان بن