الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسماعيل بالسمرين فبعث إليه جمال الدولة كافور جماعة من الجند فعرفوه بوفاة والده، ومضوا به إلى ممالك أبيه فسلموها إليه.
وكانت وفاة سيف الإسلام [بالمنصورة]«1» ، وكان شديد السيرة مضيقا على رعيته، يشتري أموال التجار لنفسه، ويبيعها كيف شاء، وجمع من الأموال ما لا يحصى حتى إنه [من كثرته]«2» كان يسبك الذهب ويجعله كالطاحون ويدخره.
وفي سنة أربع وتسعين وخمس مئة
«13»
في المحرم، توفي عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر «3»
صاحب سنجار والخابور والرقة، وكان حسن السيرة، متواضعا يحب العلم وأهله إلا أنه كان شديد البخل، وملك بعده ولده قطب الدين محمد «4» ، وتولى تدبير دولته مجاهد الدين [يرنقش]«5» مملوك أبيه.
وفيها، في جمادى الأولى، سار نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود
ابن زنكي صاحب الموصل إلى نصيبين فأخذها من ابن عمه قطب الدين محمد ابن زنكي، فأرسل قطب الدين واستنجد الملك العادل فسار الملك العادل إلى البلاد الجزرية ففارق نور الدين أرسلان نصيبين وعاد إلى الموصل، فعاد قطب الدين محمد بن زنكي وملك نصيبين.
وفيها، سار خوارزم شاه تكش إلى بخارى وهي للخطا وحاصرها وملكها وكان تكش (127) أعور فأخذ أهل بخارى في مدة الحصار كلبا أعور وألبسوه قباء [وقلنسوة] »
، وقالوا للخوارزمية: هذا سلطانكم ورموه في المنجنيق إليهم، فلما ملكها تكش أحسن إلى أهل بخارى، وفرق فيهم أموالا ولم يؤاخذهم بما فعلوه في حقه.
وفيها، وصل جمع عظيم من الفرنج إلى الساحل واستولوا على قلعة بيروت، فسار الملك العادل ونزل على تل العجول «2» وأتته النجدة، ووصل إليه سنقر الكبير «3» صاحب القدس، وميمون القصري «4» صاحب نابلس، وسار الملك العادل إلى يافا وفتحها بالسيف وقتل مقاتلتها وسبى نساءها وصبيانها، وكان هذا الفتح ثالث فتح لها، ونازلت الفرنج تبنين، فأرسل الملك العادل إلى الملك العزيز صاحب مصر، وسار الملك العزيز بعساكره واجتمع بعمه الملك العادل على تبنين فرحل الفرنج على أعقابهم إلى صور، ثم رحل الملك العزيز إلى مصر وترك غالب العسكر مع عمه وجعل إليه أمر الحرب والصلح.
ومات في هذه المدة سنقر الكبير، فجعل الملك العادل أمر القدس إلى صارم
الدين قطلق «1» مملوك عز الدين فرّخشاه بن شاهنشاه بن أيوب.
ولما عاد الملك العزيز إلى مصر في هذه المرة مدحه القاضي ابن سناء الملك بقصيدة منها «2» : (السريع)
قدمت بالسّعد وبالمغنم
…
كذا قدوم الملك المقدم «3»
أغثت تبنين وخلّصتها
…
فريسة من ماضغي ضيغم
(128)
شنشنة تعرف من يوسف
…
في النصر لا تعرف من أخزم
مقدّم «4» صار جمادى به
…
كمثل ذي الحجة في الموسم «5»
ثم طاول الملك العادل الفرنج فطلبوا الهدنة واستقرت بينهم ثلاث سنين، ورجع الملك العادل إلى دمشق.
ثم سار الملك العادل من دمشق إلى ماردين وحصرها، وصاحبها حينئذ حسام الدين يولق أرسلان بن ألبي بن تمرتاش بن إلغازي بن أرتق، وليس ليولق من الحكم شيء وإنما الحكم إلى مملوك اسمه ألبقش «6» .
وفيها، توفي بدر الدين هزار ديناري صاحب خلاط آقسنقر «7» ، وقد تقدم ذكر تملكه لخلاط سنة تسع وثمانين وخمس مئة «8» .
ولما توفي هزار ديناري استولى على خلاط خشداشه قتلغ «1» ، وكان مملوكا أرمني الأصل من سناسنة فملك خلاط سبعة أيام ثم اجتمع عليه الناس وأنزلوه من القلعة وقتلوه واتفق كبراء الدولة وأحضروا محمد بن بكتمر من القلعة التي كان معتقلا فيها واسمها [أرزاس]«2» وأقاموه في مملكة خلاط [ولقبوه]«3»
الملك المنصور وقام بتدبيره شجاع الدين قتلغ الدوادار، وكان قتلغ المذكور قفجاقي الجنس دوادار (ا) لشاه أرمن سكمان بن إبراهيم، واستقر محمد بن بكتمر كذلك إلى سنة اثنتين وست مئة، فقبض على أتابكه قتلغ الدوادار، وحبسه ثم قتله، فخرج عليه مملوك لشاه أرمن يقال له عز الدين بلبان، واتفق العسكر مع بلبان المذكور وقبضوا (129) على محمد بن بكتمر وحبسوه ثم خنقوه ورموه من سور القلعة إلى أسفل، وقالوا: وقع، واستمر بلبان في مملكة خلاط دون سنة، وقتله بعض أصحاب طغريل بن قليج أرسلان صاحب أرزن «4» ، وقصد طغريل أن يتسلم خلاط، فلم يجبه أهلها وعصوا عليه فعاد إلى أرزن، ثم وصل الملك الأوحد أيوب بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب «5» وتسلم خلاط وملكها [قريب]«6» [ثماني]«7» سنين «8» .