الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي سنة ثلاث وعشرين وست مئة
1»
سار الملك المعظم عيسى بن العادل صاحب دمشق، ونازل حمص، وكان قد اتفق مع جلال الدين منكبرتي ومع مظفر الدين صاحب إربل أن يكونوا يدا واحدة، وكان الأشرف بالبلاد الشرقية، ثم رحل المعظم إلى دمشق بسبب [كثرة]«1» ما مات من خيله وخيل عسكره، وورد عليه أخوه الأشرف (198) طالبا للصلح قطعا للفتن، فبقي عنده مكرما [ظاهرا]«1» ، وهو كالأسير معه في الباطن، وأقام الأشرف عند أخيه المعظم إلى أن انقضت هذه السنة.
وأما الملك الكامل فإنه كان بمصر، وقد تخيل من بعض عسكره فما أمكنه الخروج منها.
وفيها فتح السلطان جلال الدين تفليس وهي من المدن العظام.
وفيها، سار جلال الدين المذكور ونازل خلاط وهي منازلته الأولى وطال القتال بينهم، وكان نائب الأشرف بخلاط حسام الدين علي الموصلي «2» وكان نزوله عليها ثالث عشري ذي القعدة «3» ورحل عنها لسبع بقين من ذي الحجة لكثرة الثلوج.
وفي رابع عشر رجب من هذه السنة توفي الخليفة الظاهر [بأمر الله]«4»
محمد بن الناصر لدين الله «5» ، وكان متواضعا محسنا إلى الرعية جدا، وأبطل
عدة مظالم منها أنه كان بخزانة الخلافة صنجة زائدة يقبضون بها المال ويعطون بالصنجة التي يتعامل بها الناس، وكان زيادة الصنجة في كل دينار حبة، فخرج توقيع الظاهر بإبطالها، وأول التوقيع: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ
«1» وعمل صنجة المخزن مثل [صنجة]«2» المسلمين، وكان مضاددا لأبيه الناصر في سائر أحواله ومنها أن مدة خلافة أبيه كانت طويلة ومدته هو كانت قصيرة، وكان أبوه متشيعا، وكان الظاهر سنيا، وكان أبوه ظالما جمّاعا للمال، وكان الظاهر في (199) غاية العدل وبذل الأموال [للمحبوسين وعلى العلماء]«3» .
خلافة المستنصر بالله أبي جعفر منصور «4» سادس ثلاثيهم
ولما توفي الظاهر، ولي الخلافة بعده ولده الأكبر المستنصر، وكان للظاهر ولد آخر يقال له الخفاجي في غاية الشجاعة وبقي حيا حتى أخذت التتر بغداد، وقتل مع من قتل، ولما تولى المستنصر الخلافة سلك [في]«5» العدل والإحسان مسلك أبيه الظاهر.
وفيها، سار علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان صاحب بلاد