الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة
«13»
في المحرم، بايع مولانا السلطان الملك المنصور:
الخليفة الحاكم بأمر الله [أبا]«1» العباس أحمد ابن الخليفة المستكفي بالله أبي الربيع سليمان «2»
(وهو) من كان قد عهد إليه والده، ولم يبايع في حياة الملك الناصر فلما ولي ولده أمر بمبايعته فبويع وجلس معه السلطان على كرسي الملك، وبايعه القضاة وغيرهم، والحمد لله.
وفي شهر صفر، توفي شيخ الإسلام الحافظ جمال الدين المزّي «3» صاحب التصانيف «4» عن ثمان وثمانين سنة، رحمه الله تعالى.
[وفي شهر صفر]«5» ، تواترت الأخبار بفساد الملك المنصور وشربه للخمور حتى قيل إنه جامع زوجات أبيه- ثبت الله إيماننا- ثم خلع من السلطنة، وأرسل إلى قوص فأقام بها، وأمر قوصون واليها بقتله فقتل رحمه الله، وتسلطن أخوه الملك الأشرف كجك «6» ، وهو ابن ثماني سنين، جعل الله العاقبة إلى خير.
وفي شهر جمادى الأخر (ة) ، أمر قوصون، وقد كان من بعض خواصّ الملك
الناصر، الفخري «1» وسير معه ثماني مئة نفس لحصار السلطان أحمد بن الملك الناصر «2» بقلعة الكرك، وأرسل معه أيضا إلى نائب دمشق ألطنبغا (415) وأمره أن يسير إلى نائب حلب طشتمر «3» وأن يقاتله، وكان طشتمر قد امتنع من مبايعة السلطان الملك الأشرف [كجك]«4» ، فسار ألطنبغا في جيش دمشق وهو في عشرة آلاف، وأمدّ بمال من قوصون إلى أن وصل إلى حلب، فلما سمع طشتمر بقدومه استعظم قتال المسلمين فهرب في بعض خواصّه إلى درندة فدخل ألطنبغا بالجيش إلى حلب فنهب أمواله وأثاثه وحواصله ثم عوج الفخري إلى دمشق بعد محاصرة الكرك أياما وبايع صاحبها السلطان أحمد وأتى بمن معه فبايعه من بقي من الجيش الذين تأخروا عن حلب، فاشتد أمر الفخري قليلا ثم ذهب إلى ثنية العقاب وأخذ من مخزن الأيتام أربع مئة ألف درهم، وكان ألطنبغا قد استدان منه مئة ألف درهم عثره الله فهو الذي فتح الباب ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ
«5» ، كل ذلك وألطنبغا في حلب، فلما وصله خبر ما جرى
بدمشق رجع على عقبه رادا فلما قرب من دمشق قدم بعض الأمراء إلى الفخري وبايعه، ثم أرسل الفخري القضاة إلى ألطنبغا في أن يقدم بلا قتال، وأن يحقن دماء المسلمين في شهر الله الأصم كل ذلك ألقوا في نفسه ويأبى، وأقام على ذلك أياما حتى هلك بعض الجيش من الجوع والقلة، وكان الفخري قد استعان بأهل كسروان الجبلية والحرافيش «1» ودفع لهم مالا ثم لبس كل الفريقين عدد القتال، فلما قربت الوقعة قدمت الميسرة إلى الفخري ثم تبعتها الميمنة، وبقي ألطنبغا في أميرين أحدهما المرقبي «2» والآخر ابن الأبوبكريّ «3» والثالث الحاج رقطاي «4» نائب طرابلس، فمضى الثلاثة بقليل من الخيل إلى مصر، ثم أرسل الفخري إلى دمشق فدقّت البشائر بالنصر، ثم أرسل إلى الكرك (416) فأعلم صاحبها بالنصر، ثم خطب له بدمشق وغزة والقدس، فلما أن وصل ألطنبغا ومن معه إلى مصر تغير أمر قوصون واختلف عليه، وكان قد غلب على الأشرف لصغره، وصار الأمر له فقبض عليه أيدغمش»
أمير آخور الناصر رحمه الله، ونهب دياره واتفق هو و [المصريون]«6» على إرساله إلى إسكندرية، وقيد ألطنبغا وحبس بمصر، فلما وصل إلى طشتمر ما جرى قدم من درندة إلى دمشق فاجتمع الفخري بالقضاة وخرجوا إلى لقيّه بكل ما يحتاج إليه، ثم أقام طشتمر بدمشق أياما، ثم عزم على الرحيل إلى مصر هو والفخري ومن معهما.