الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إحراما ثانيا، وتقف بعرفات وتكمل مناسك الحج فيصير لها حجة ثانية، فبقيت على إحرامها إلى قابل وفعلت كما قال فتم حجها الأول والثاني «1» .
وفيها، مات الكيا الصّبا [حي]«2» الصنهاجي «3» صاحب ألموت مقدم الإسماعيلية، وقام ابنه مقامه فأظهر التوبة «4» .
وفي سنة ثمان وخمسين وخمس مئة
«13»
في صفر، وزّر شاور للعاضد لدين الله العلوي، وكان شاور يخدم الصالح طلائع بن رزّيك فولاه الصعيد، وكانت الصعيد أكبر المناصب بعد الوزارة، ولما جرح الصالح أوصى ولده العادل أن لا يغير على شاور شيئا لعلمه بقوة شاور،
فلما تولى العادل بن الصالح الوزارة كتب إلى شاور بالعزل، فجمع شاور جموعه وسار نحو العادل إلى القاهرة فهرب العادل فطرد شاور وراءه وأمسكه وقتله «1»
وانقضت بمقتله دولة بني رزّيك.
واستقر شاور في الوزارة وتلقب أمير الجيوش، وأخذ أموال بني رزّيك وودائعهم.
ثم إن أبا الأشبال [ضرغاما]«2» جمع جمعا ونازع شاور في الوزارة في شهر رمضان، وقوي على شاور، فانهزم شاور إلى الشام مستنجدا بنور الدين (40) ولما تمكن ضرغام من الوزارة قتل كثيرا من الأمراء المصريين لتخلو له البلاد فضعفت الدولة لهذا السبب حتى خرجت البلاد من أيديهم.
وفيها في العشرين من جمادى الآخرة، توفي عبد المؤمن بن علي صاحب بلاد المغرب وأفريقية والأندلس، وكان قد سار من مراكش إلى سلا، فمرض بها ومات.
ولما حضر الموت جمع جيوش الموحدين وقال لهم: قد جربت ابني محمدا فلم أجده يصلح لهذا الأمر، وإنما يصلح له ابني يوسف فقدموه وبايعوه، ودعي بأمير المؤمنين، واستقرت قواعد ملكه.
وكانت مدة ولاية عبد المؤمن ثلاثا وثلاثين سنة وشهورا، وكان حازما، سديد الرأي، حسن السياسة للأمور، كثير سفك الدم على الذنب الصغير، وكان يعظم أمر الدين ويقويه، ويلزم الناس بالصلاة، بحيث إنه من رؤي في
وقت الصلاة غير مصل قتل، وجمع الناس في المغرب على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه في الفروع، وعلى مذهب أبي الحسن الأشعري في الأصول.
وفيها، ملك المؤيد آي به السّنجري قومس «1» ، فلما ملكها أرسل إليه السلطان أرسلان بن طغريل بن محمد بن ملكشاه خلعة وألوية وهدية جليلة فلبس ألوية الخلعة، وخطب له في بلاده.
وفيها، كبس الفرنج نور الدين محمود (ا) وهو نازل بعسكره في البقيعة تحت حصن الأكراد «2» ، فلم يشعر نور الدين إلا وقد أطلت عليهم صلبان الفرنج، وقصدوا خيمة نور الدين، فلسرعة ذلك (41) ركب نور الدين فرسا، وفي رجله الشّبحة «3» فنزل كردي وقطعها، فنجا نور الدين وقتل الكردي، فأحسن نور الدين إلى مخلّفيه ووقف عليهم الوقوف، وسار نور الدين إلى بحيرة حمص، فنزل عليها، وتلاحق به من سلم من المسلمين.
وفيها، أمر المستنجد بإخلاء بني أسد وهم أهل الحلّة المزيديّة فقتل منهم جماعة، وهرب الباقون، وتشتتوا في البلاد، وذلك لفسادهم في البلاد، وسلمت بطائحهم وبلادهم إلى رجل يقال له ابن معروف «4» .