الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي سنة أربعين وست مئة
«13»
كان بين (256) الخوارزمية ومعهم المظفّر غازي صاحب ميّافارقين، وبين عسكر حلب ومعهم المنصور إبراهيم صاحب حمص مصاف قرب الخابور عند المجدل في يوم الخميس لثلاث بقين من صفر هذه السنة، فولى المظفّر غازي والخوارزمية [منهزمين]«1» أقبح هزيمة، ونهب منهم عسكر حلب شيئا كثيرا، ونهبت وطاقات «2» الخوارزمية ونساؤهم أيضا، ونزل الملك المنصور إبراهيم في خيمة المظفّر غازي واحتوى خزانته ووطاقه، ووصل عسكر حلب وصاحب حمص إلى حلب في مستهل جمادى الأولى مؤيدين منصورين.
وفي [ليلة الجمعة ل]«3» إحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى توفيت ضيفة خاتون بنت الملك العادل صاحبة حلب «4» ، وكان مرضها قرحة في مراق البطن وحمى، ودفنت بقلعة حلب، وكان مولدها سنة إحدى [أو اثنتين]«3»
وثمانين وخمس مئة بقلعة حلب حين كانت حلب لأبيها الملك العادل قبل أن ينتزعها منه أخوه السلطان صلاح الدين ويعطيها لابنه الظاهر غازي، واتفق مولدها ووفاتها بقلعة حلب، ولما ولدت كان عند أبيها العادل ضيف فسماها ضيفة، وكانت مدة عمرها نحو [تسع وخمسين]«5» سنة، وكان الملك الظاهر
صاحب حلب قد تزوج قبل ضيفة خاتون المذكورة بأختها غازية فلما توفيت غازية «1» تزوج بضيفة المذكورة، وكانت ضيفة خاتون قد ملكت حلب بعد وفاة ابنها العزيز وتصرفت في الملك تصرف السلاطين (257) ، وقامت بالملك أحسن قيام، فمدة ملكها نحو ست سنين، ولما توفيت كان عمر [ابن]«2» ابنها [الملك]«2» الناصر [يوسف]«2» بن [الملك]«2» العزيز نحو ثلاث عشرة سنة فأشهد عليه أنه بلغ [وحكم]«2» واستقل بمملكة حلب وما هو مضاف إليها، والمرجع في الأمور إلى جمال الدولة إقبال الخصي الأسود الخاتوني «1» .
وفي هذه السنة، توفي الخليفة المستنصر بالله أبو جعفر المنصور بن الظاهر محمد بن الإمام الناصر «3» بكرة الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة، وكانت مدة خلافته سبع عشرة سنة إلا شهرا، وكان حسن السيرة، عادلا في الرعية، وهو الذي بنى المدرسة ببغداد المسماة بالمستنصرية على جنب الدجلة من الجانب الشرقي مما يلي دار الخلافة وجعل لها أوقافا جليلة على أنواع البر، ولما توفي المستنصر اتفق آراء [أرباب] «2» الدولة مثل الدوادار «4» [و] «2» الشرابي «1» على تقليد الخلافة ولده عبد الله ولقبوه: