الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وطال مرضه، فأرسل إلى أخيه [ملكشاه]«1» أن يكفّ عن النهب، ويجعله وليّ عهده فلم يقبل ملكشاه ذلك، ثم سار ملكشاه إلى خوزستان فأخذها من صاحبها شملة التركماني «2» .
وفي أواخر سنة أربع وخمسين وخمس مئة
«13»
نزل عبد المؤمن (بن) عليّ مدينة المهديّة وأخذها من الفرنج يوم عاشوراء سنة خمس وخمسين وملك جميع أفريقية، وكان قد ملك الإفرنج أفريقيّة في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، وأخذوها من صاحبها الحسن بن عليّ بن يحيى بن تميم الصنهاجي «3» ، وبقيت في أيديهم إلى هذه السنة ففتحها عبد المؤمن، فكان ملك الفرنج للمهديّة اثنتي عشرة سنة تقريبا، ولما ملكها عبد المؤمن أصلح أحوالها واستعمل عليها بعض أصحابه وجعل معه الحسن بن عليّ الصنهاجيّ الذي كان صاحبها، وكان قد سار إلى بني حماد ملوك بجاية ثم اتصل بعبد المؤمن حسبما تقدم، فأقام عنده مكرما إلى هذه السنة، فأعاده عبد المؤمن إلى المهديّة، وأعطاه بها دورا نفيسة وإقطاعا، ثم رحل عبد المؤمن عنها إلى المغرب.
وفيها، توفي السلطان محمد بن [محمود]«4» بن محمد بن ملكشاه السّلجوقي «5» في ذي الحجة، وهو الذي حاصر بغداد، ولما عاد عنها لحقه سلّ
وطال به فمات بباب همذان، وكان مولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، وكان كريما (31) عاقلا، خلف ولدا صغيرا، ولما حضره الموت سلم ولده إلى آقسنقر الأحمديلي «1» ، وقال: أنا أعلم أنّ العساكر لا تطيعه لأنّه طفل فهو وديعة عندك، فارحل به إلى بلادك، فرحل به آقسنقر إلى بلد مراغة.
ولما مات السلطان محمد اختلفت الأمراء، فطائفة طلبت ملكشاه أخاه، وطائفة طلبوا سليمان شاه بن محمد بن ملكشاه بن السلطان ألب أرسلان الذي كان اعتقل في الموصل «2» وهم الأكثر، ومنهم من طلب أرسلان بن طغريل الذي [كان]«3» مع إلدكز «4» ، وبعد موت محمد سار أخوه ملك شاه إلى أصفهان وملكها.
وفيها، مرض نور الدين محمود بن زنكي مرضا [شديدا]«3» أرجف بموته [وكان]«5» بقلعة حلب، فجمع أخوه أمير ميران بن زنكي»
جمعا وحصر قلعة حلب، وكان شير كوه «7» بحمص، وهو من أكبر أمراء نور الدين، فسار إلى