الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ثم دخلت سنة خمس وسبعين وست مئة
«13» ]
فيها في المحرم، [وصل الملك الظاهر بيبرس إلى دمشق]«1» ، وكان بلغه ورود الأمراء الروميين الوافدين وهم بيجار الرومي «2» وبهادر «3» ولده وأحمد بن بهادر «4» وغيرهم، فسار الظاهر إلى جهة حلب والتقاهم وأكرمهم ثم عاد إلى الديار المصرية.
ولما كان يوم الخميس خامس عشر رمضان «5» من هذه السنة، خرج الظاهر من الديار المصرية، ووصل إلى حلب ثم إلى النهر الأزرق، ثم سار إلى البلستين فوصل إليها في ذي القعدة، والتقى بها جمعا من التتر مقدمهم تناون «6» ، فالتقى الفريقان في أرض البلستين يوم الجمعة عاشر ذي القعدة فانهزم التتر، وأخذتهم سيوف المسلمين وقتل مقدمهم تناون وغالب كبرائهم، وأسر منهم جماعة كثيرة صاروا أمراء، وكان من جملة المأسورين في هذه الوقعة سيف الدين قبجق «7»
وسيف الدين سلّار «1» .
ثم سار الظاهر بعد فراغه من هذه الوقعة إلى قيساريّة واستولى عليها، وكان الحاكم بالروم يومئذ معين الدين سليمان البرواناه، وكان يكاتب الظاهر في الباطن، وكان يظن الظاهر أنه إذا وصل إلى قيساريّة يصل إليه البرواناه (342) على ما كان اتفق معه في الباطن، فلم يحضر البرواناه لما أراده الله تعالى من هلاكه، وأقام الظاهر على قيساريّة سبعة أيام في انتظار البرواناه وخطب له على منابرها، ثم رحل عنها في ثاني عشري ذي الحجة «2» ، وحصل للعسكر شدة عظيمة من نفاد القوت والعليق وعدمت غالب خيولهم ووصلوا إلى عمق حارم وأقاموا به شهرا.
ولما بلغ أبغا بن هولاكو ذلك ساق في جموع المغل حتى وصل إلى البلستين، ووجد عسكره صرعى ولم يجد أحدا من عسكر الروم مقتولا، فاستشاط غيظا وأمر بنهب الروم وقتل من به من المسلمين، فنهب وقتل منهم جماعة.
ثم سار أبغا إلى الأردو وصحبته معين الدين البرواناه، فلما استقر بالأردو أمر بقتل البرواناه فقتل «3» وقتل معه نيفا وثلاثين نفسا من مماليكه.
والبرواناه: لقب وهو الحاجب بالعجمي، وكان مقتله صبرا، وكان البرواناه