الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(والمستنبطة) معطوف على المنقولة، / [و 13] أي: المستخرجة بالعقل (من النقل) ك «الجمع المحلى ب «ال» عام». فإن العقل يستنبط عمومه لما
(1)
نقل:
أن هذا الجمع يصح الاستثناء منه. وكل ما يصح الاستثناء منه مما لا يحصر
(2)
فيه، فهو عام؛ للزوم تناوله المستثنى. فيضم إحدى المقدمتين إلى الأخرى.
فالعقل يستنبط من هاتين المقدمتين النقليتين عموم الجمع المحلى ب «ال» ، فيحكم بعمومه، لا بمجرد العقل، إذ لا مجال له في ذلك.
3 - الوضع:
أ - تعريف الوضع:
[والوضع: تعيين اللفظ الدال على المعنى بنفسه].
(و) يعرف (الوضع) بأنه: (تعيين اللفظ للدلالة على المعنى) فيفهم
(3)
منه العارف بوضعه له لغة
(4)
أو شرعا.
(بنفسه): متعلق بالدلالة، أي: لا بقرينة.
ب - الموضوع:
[واللفظ: موضوع للمعنى من حيث هو].
(واللفظ) الدال على معنى له جهتان: جهة إدراك بالذهن، وجهة
(1)
في (ب): مما.
(2)
في (ب): لا حصر.
(3)
في (ب): فيفهمه.
(4)
زاد في (ب): (أو عرفا).
تحققه في الخارج.
وهل الوضع له باعتبار الجهة الأولى، أو الثانية؟ أو من غير نظر إلى شيء منهما؟
في ذلك ثلاثة مذاهب :
الأول : وعليه أبو إسحاق الشيرازي (ت 476 هـ)
(1)
: أنه موضوع للمعنى الخارجي.
الثاني : وعليه الإمام الرازي : أنه موضوع للمعنى الذهني وإن لم يطابق الخارج لدوران الألفاظ مع المعاني الذهنية وجودا وعدما. فإذا
(2)
رأينا شبحا بعيدا، وظننا أنه
(3)
صخرة سميناه بذلك، فإذا دنونا منه وعرفنا أنه حيوان، فإن ظننا أنه طائر سميناه بذلك، فإذا دنونا منه ورأينا
(4)
أنه رجل سميناه بذلك
(5)
.
(1)
جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله الشيرازي (393 - 476 هـ) فقيه أصولي شافعي مؤرخ وأديب، له مؤلفات منها : التنبيه في الفقه، والتبصرة، واللمع في الأصول، وطبقات الفقهاء في التراجم، وغير ذلك. من مصادر ترجمته : طبقات الشيرازي : 5، وفيات الأعيان : 1/ 29. البداية والنهاية : 12/ 124. طبقات السبكي : 4/ 215. كشف الظنون : 1/ 339. الفتح المبين : 1/ 255. شذرات الذهب : 3/ 349.
(2)
في (ب) : (فإنا إذا).
(3)
في (ب) : ظنناه.
(4)
في (ب) : رأيناه.
(5)
ذكر ذلك في المحصول (1/ 269 - 271) حيث قال : «البحث الثالث : في أن الألفاظ ما وضعت للدلالة على الموجودات الخارجية، بل وضعت للدلالة على -
وردّ بأن اختلاف الاسم لاختلاف المعنى في الذهن، لظنّ أنه في الخارج كذلك، لا لمجرد اختلافه في الذهن؛ فالموضوع له ما في الخارج والتعبير عنه تابع لإدراك الذهن حسبما أدركه.
الثالث : وعليه تقي الدين
(1)
(ت 756 هـ)
(2)
: أنه «موضوع للمعنى من حيث هو»
(3)
، من غير قيد بذهني ولا خارجي، فاستعماله في أيهما استعمال حقيقي، على هذا دون الأولين
(4)
.
= المعاني الذهنية. والدليل عليه : أما في الألفاظ المفردة». وذكر الاستدلال المذكور هنا بلفظه. ثم قال : «فاختلاف الأسامي عند اختلاف الصور الذهنية يدل على أن اللفظ لا دلالة له إلا عليها. وأما في المركبات : فلأنك إذا قلت «قام زيد» ، فهذا الكلام لا يفيد قيام زيد، وإنما يفيد أنك حكمت بقيام زيد وأخبرت عنه. ثم إن عرفنا أن ذلك الحكم مبرأ عن الخطأ، فحينئذ نستدل به على الوجود الخارجي. فأما أن يكون اللفظ دالا على ما في الخارج فلا. والله أعلم».
(1)
زاد في (ب) : الشيخ تقي الدين السبكي.
(2)
تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن تمام بن يوسف بن موسى السبكي (683 - 756 هـ) فقيه شافعي مفسر وحافظ وأصولي ونحوي. له مؤلفات منها : شرح المنهاج في أصول الفقه، وتفسير القرآن، ونيل العلا بالعطف بلا، وله آراء خاصة في علم الأصول. معدود في جملة المجتهدين، ترجمته في : طبقات ابن هداية الله : 230. شذرات الذهب : 6/ 180. الفتح المبين : 2/ 168.
(3)
نص عليه ولده في جمع الجوامع (مع شرح المحلي وحاشية بناني : 1/ 267). ولكنه اختار كونه موضوعا للمعنى الخارجي. ولم يذكره في الإبهاج (1/ 194 - 195)، بل اقتصر على الرأيين السابقين، وتابع فيه البيضاوي والرازي أي في كونه موضوعا للمعنى الذهني.
(4)
في (ب) و (ج) : الأول.