الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أ - الاسم والنسب واللقب والحلى:
هو عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي الفهري ابن الجد. وقد تقدم الكلام عن هذه النسب وأصلها عند الحديث عن الأسرة الفاسية.
يلقب ب «أبي محمد» رغم أن محمدا أصغر ولديه، وهي عادة جارية تتعلق بالاسم لا بالولد.
ويكنى كثيرا على لسان مترجميه وغيرهم ب «أبي السعود» وأصل هذه الكنية من وضع ولده الحافظ أبي زيد عبد الرحمن، قال:«وإنما كنيته بأبي السعود لكثرة ما يميل إلى حال أبي السعود بن الشبل، وكثرة شبهه به في قوة أدبه مع ربه، وما شهد له الجمهور من مشايخه فمن دونهم به، من وفور العقل. وكان كلما نسب إلى شيء زهد فيه، وإذا ذكر له عن أحد تصرف أو نسبة حال أو مقام يقول له: قل له يأخذ حقي وحقه»
(1)
.
ويكنيه حفيده محمد الصغير بن عبد الرحمن ب «أبي البركات»
(2)
، وهو واضح المناسبة لمن عرف كثرة بركات الشيخ عبد القادر.
(1)
تحفة الأكابر: 1/ 37. وابن الشبل هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن شبل المتوفى سنة 474 هـ (عيون الأنباء: 1/ 247، كشف الظنون: 1/ 766). وهو من تلاميذ الشيخ عبد القادر الجيلاني. ووجه التشبيه بين حال ابن الشبل وحال الشيخ عبد القادر هو أمران: وفور العقل والحكمة، والزهد في المقامات العالية مع استحقاقها استغناء بالعبودية لله تعالى. وهذا من ذاك.
(2)
هي كنية خاصة مطردة في فهرسته «المنح البادية» كما لاحظه محققها الدكتور سيدي محمد الصقلي الحسيني ص 109.
ويحلى ب «شيخ الجماعة» ، وب «إمام الأئمة» ، نظرا لأن الله تعالى قد نسأ في عمره، وبارك في علمه، حتى ألحق الأصاغر بالأكابر، فكان سائر علماء القطر المغربي من تلامذته بالتعلم أو بالإجازة. وقد تقدم قريبا كلام القادري في هذا الشأن. وقد صار الشيخ عبد القادر في العصور الموالية قعددا للإسناد في المغرب والمشرق على حد سواء.
ويحلى أيضا ب «شيخ الإسلام» ، وصاحب هذه الحلية في الدولة العثمانية هو متولي خطة الإفتاء. وأما في المغرب فلم تكن الفتوى ضمن الخطط المعتبرة في نطاق التراتيب الإدارية في أي عصر من العصور، وإنما ظلت الفتوى عملا تطوعيا. فلعل هذه الحلية إنما أطلقت على الشيخ عبد القادر تقليدا لما كان مصطلحا عليه بالنسبة للعثمانيين الذي كانوا في أدنى الحدود الشرقية من المغرب. ويزكي هذا ما كان لفتاوى الشيخ عبد القادر من الاعتبار عند حكام عصره على مختلف مستوياتهم من السلطان فمن دونه، كما في سائر الأوساط العلمية في عصره فما بعده.
ويحلى ب «العارف بالله» كما في عدد لا أحصيه من المصنفات والوثائق.
ويحلى ب «القطب» كما سنقف عليه في صدر نسخة خلاصة الأصول لا حقا، وكما في غيرها. وهي حلية ابتدأها بالنسبة للشيخ عبد القادر تلميذه الشيخ أبو سالم العياشي بنقل عن بعض أكابر الوقت، «وشاع ذلك في الألسنة ولهج به العموم والخصوص، ولم ينكر ذلك الشيخ رضي الله عنه»
(1)
.
(1)
تحفة الأكابر : 1/ 107.