الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - الشيخ محمد الطيب الفاسي:
حياته ومكانته:
هو أبو عبد الله محمد الطيب بن محمد بن عبد القادر الفاسي.
اختلف في سنة ولادته فذكر أنها كانت سنة أربع وستين وألف، وذكر أنها كانت سنة ثمان وستين وألف أي أربع سنوات بعد ذلك
(1)
.
والمرجح هو الأول نقلا عن نشر المثاني لأنه قال في علاقة الشيخ محمد الطيب بجده «. . . فقد أدركه بالسن نحو خمس وعشرين سنة»
(2)
. فإذا علمنا أن وفاة الشيخ عبد القادر كانت في رمضان سنة واحد وتسعين وألف فإن الحاصل من ذلك ما رجحناه.
وقد كان والده يؤمل أن يكون خليفته من بعده، بل إنه قد أقامه بالزاوية مقامه في حياته. ولكن قدر الله تعالى أن يكون الوالد هو الذي يخلف ولده، فقد توفي سيدي محمد الطيب ليلة الخميس تاسع عشر ربيع الثاني سنة ثلاث عشرة ومائة، ودفن بصدر زاوية جده الشيخ عبد القادر.
وخرج والده بسبب ذلك من عزلته وعاد لمكانه في زاويته.
وقد نشأ سيدي محمد الطيب بزاوية جده، وكان من ملحقاتها كتاب لتحفيظ القرآن تلقى به تعليمه الأولي في جملة أقرانه. حيث «جود القرآن
(1)
عناية أولي المجد: ص 46.
(2)
نشر المثاني: 2/ 87.
تجويد أهل الضبط والإتقان»
(1)
.
ثم أكب على الدراسة والتحصيل، وتلقى عن شيوخ العصر بزاوية جده وبجامع القرويين مختلف العلوم. ولا يمكنني أن أفصل ذكر شيوخه الذين أخذ عنهم قبل العثور على فهرسته الخاصة المنظومة التي تأتي الإشارة إليها ضمن آثاره، ولكنني أذكر شيوخه الذين اقتصر على ذكرهم مترجموه، وهم : جده الشيخ عبد القادر. ووالده شيخ الجماعة الفقيه العلامة الحافظ سيد محمد - بالفتح - (1042 - 1116 هـ)
(2)
، وعمه الفقيه العلامة الحافظ الموسوعي أبو زيد عبد الرحمن (1040 - 1096 هـ)
(3)
، وابن عم والده الفقيه العلامة العارف أبو عبد الله محمد المهدي بن أحمد بن علي بن يوسف الفاسي (1033 - 1109 هـ)
(4)
، والفقيه العلامة
(1)
عناية أولي المجد : ص 46.
(2)
من مصادر ترجمته : المنح البادية : 2/ 153، ابتهاج القلوب : ص 333، وصفوة من انتشر : ص 215، ونشر المثاني : 3/ 151، التقاط الدرر : ص 292، عناية أولي المجد : ص.48، سلوة الأنفاس : 1/ 316.
(3)
من مصادر ترجمته : المنح البادية لولده محمد الصغير : 2/ 157، وصفوة من انتشر : ص 202، ونشر المثاني : 2/ 88، وعناية أولي المجد : ص 43، وسلوة الأنفاس : 1/ 316. ومن المؤلفات الحديثة في ترجمته مؤرخو الشرفا : ص 187، النبوغ المغربي : ص 285، الحياة الأدبية بالمغرب على عهد الدولة العلوية : ص 114، ومقال : العالم الموسوعي أبو زيد عبد الرحمن الفاسي للأستاذ الوزير محمد الفاسي : مجلة المناهل، العدد 35. ومقدمة المحقق لكتابه تحفة الأكابر الحسن الويشمي مع الملحق الخاص بمؤلفات الشيخ عبد الرحمن بآخر التحقيق.
(4)
من مصادر ترجمته : كتاب «جلاء القلب القاسي بمحاسن سيدي المهدي الفاسي» لأحمد بن عبد الوهاب الوزير الغساني. نشر المثاني : 2/ 80، والتقاط الدرر : ص -
المحدث الرحالة أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي (1037 - 1090 هـ)
(1)
.
وقد نبغ الشيخ محمد الطيب في أقرب مدة، حتى لقد نال مكانة سامية بين العلماء في حياة شيوخه، وتصدر - كما ذكرنا - زاوية جده في حياة والده وغيره من علماء أسرته.
قال القادري : «وكان له درس حفيل في التفسير والحديث والفقه، قام فيه مقام أبيه مدة»
(2)
من سبع سنين إلى حين وفاته. وقد ذكر السلطان مولاي سليمان دروس الشيخ محمد الطيب بما يقرب من ذلك، فقال في تعداد خصاله :«. . . وحسن التعبير في الإلقاء، والجمع بين البراعة والتحقيق في التدريس والتأليف والإفتاء»
(3)
.
ونوه مترجموه بمكانته العلمية ومن ذلك قول القادري في نشر المثاني :
«كان صاحب الترجمة علامة حافظا متقنا»
(4)
. وقال في التقاط الدرر : «من
= والصفوة : ص 211، وعناية أولي المجد : ص 44، وسلوة الأنفاس : 2/ 316، ومن المحدثين مؤرخو الشرفا : ص 192، وشجرة النور الزكية : ص 328.
(1)
من مصادر ترجمته : كتاب «الثغر الباسم في جملة من كلام أبي سالم» لأبي عبد الله محمد بن حمزة العياشي، مخطوط الخزانة العامة برقم : 304 ك، وفهرسته : مخطوط الخزانة العامة بالرباط رقم : 583 ك، ورحلته «ماء الموائد» وقد طبعت على الحجر بفاس، ثم أعيد طبعها بالأوفست، وقدم تحقيقها رسالة لنيل الدكتوراه بكلية الآداب بفاس. والمنح البادية : 2/ 162، ونشر المثاني : 2/ 254، والتقاط الدرر :260.
(2)
التقاط الدرر : ص 282.
(3)
عناية أولي المجد : ص 46.
(4)
2/ 87.
أعاجيب الزمان في التحقيق والإتقان والمشاركة وتحرير النوازل»
(1)
(2)
وقد تلقى عنه في مدة تدريسه عدد من العلماء الأعلام منهم أبو محمد عبد السلام بن الطيب القادري الحسني (1058 - 1110 هـ)، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي (1058 - 1134 هـ)، وأبو العباس أحمد بن العربي ابن سليمان الأندلسي (ت 1141 هـ)، وأبو عبد الله محمد بن عبد السلام بناني (ت 1163 هـ)، وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي (1093 - 1164 هـ)، وأبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس (1089 - 1182 هـ).
وأما في حياته العامة بين الناس فقد «كان صدرا في الرأي، رحب الجانب في الوجاهة، محبوبا عند الخاصة والعامة، ذرب اللسان مع حسن التأدية»
(3)
.
وقد عرف بهذه الصفات وانتشر ذكره، حتى انتدب لمهمات جسيمة عرضت في عصره، ومن ذلك مسألة الحدود الشرقية للدولة المغربية. قال
(1)
عناية أولي المجد : ص 46.
(2)
ص 282.
(3)
عناية أولي المجد : ص 46.