الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثانية: الزاوية الفاسية:
أولا: مفهوم الزاوية:
تعد الزاوية في العصر والمصر الذي نتحدث عنه ضمن المساجد التي تؤدى فيها الصلوات الخمس. ولا تكون مسجدا جامعا تقام بها صلاة الجمعة إلا إذا لم يكن بالبلدة مسجد غيرها، تجنبا للطائفية والتحزب.
ويمكن تحديد المقومات الظاهرة للفضاء الروحي الذي يعبر عنه بالزاوية في أربع:
طرفان: وهما: أولا: الشيخ، وثانيا: المريدون.
ورابطتان: وهما: أولا: الطريقة، أي: المنهج أو المقومات النظرية؛ وثانيا: السلوك، أي: التربية العملية اليومية.
ثانيا: الزوايا المغربية في القرن الحادي عشر:
اضطلعت الزوايا في العصر الذي نتحدث عنه بأدوار روحية وعلمية واجتماعية وسياسية في غاية الأهمية. ولعل أهم الزوايا التي تعايشت في هذه الفترة هي:
1 -
الزاوية الشرقاوية بأبي الجعد
(1)
.
(1)
أسسها سيدي محمد الشرقي، في حدود سنة 960 هـ ولينظر تفصيل في تاريخ تأسيسها فيما حرره د. أحمد بوكاري في كتاب «الزاوية الشرقاوية: زاوية أبي الجعد، إشعاعها الديني والعلمي» ص 68 وما بعدها.
2 -
الزاوية الفاسية بفاس وتطوان والقصر الكبير
(1)
.
3 -
الزاوية الدلائية بالأطلس المتوسط
(2)
.
4 -
الزاوية الناصرية بدرعة
(3)
.
5 -
الزاوية الحمزوية بسفح جبل العياشي
(4)
.
وكانت عامتها متصلة السند بالإمامين : سيدي محمد بن سليمان الجزولي (ت 870 هـ)
(5)
، وسيدي أحمد زروق (ت 899 هـ)
(6)
. ويتصل
(1)
قدمت في موضوعها رسالة لنيل الدكتوراه في التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط بعنوان : «الزاوية الفاسية : التطور والأدوار حتى نهاية العهد العلوي الأول» أنجزتها الدكتورة نفيسة الذهبي، واعتنت بطبعها رابطة أبي المحاسن ابن الجد.
(2)
أسسها أبو بكر بن محمد بن سعيد الدلائي حوالي 974 هـ ولينظر تفصيل خبر تأسيسها وموقعها في كتاب الزاوية الدلائية : ص 30 وما بعدها.
(3)
أسسها أبو حفص عمر بن أحمد الأنصاري سنة 983 هـ بتامكرت. وقد نسبت الزاوية إلى سيدي محمد بن ناصر الدرعي الذي تولى مشيختها بعد قتل حفيد المؤسس سنة 1052 هـ. (م. س. ص 57 وما بعدها).
(4)
أسسها سيدي محمد بن أبي بكر العياشي عام 1044 هـ، وقد عرفت الزاوية نشاطا علميا كبيرا على يد ولده أبي سالم، ثم على يد حمزة بن أبي سالم الذي تعرف الزاوية إلى اليوم باسمه (م. س. ص 64 وما بعدها).
(5)
خصص سيدي محمد المهدي بن أحمد بن يوسف الفاسي (ت 1109 هـ) كتاب «ممتع الأسماع في ذكر الجزولي والتباع ومن لهما من الأتباع» لترجمة الإمام الجزولي وأتباعه كما هو واضح من عنوانه.
(6)
خصص سيدي محمد المهدي كتاب «تحفة أهل الصديقية بأسانيد الطريقة الجزولية والزروقية» لذكر طرق هذين الإمامين كما هو واضح من عنوان الكتاب. وتوجد منه عدة نسخ، ومنها نسخة الخزانة العامة بالرباط تحت رقم : 76 ج.
سندهما بالإمام أبي الحسن الشاذلي (ت 656 هـ)
(1)
.
ولا أملك أن أذكر تلك الزوايا في هذه الورقات ولا تفصيلات تلك الطرق، والتعريف برجالاتها، ولكنني أكتفي بتسجيل ثلاث ملاحظات :
أ - توحد الطريقة الصوفية في أنحاء المغرب في ذلك العصر. ويمكننا أن نطلع عند مراجعة أسانيد رجالات الزاوية الفاسية مثلا على اتصال أسانيد متصوفة المغرب بمختلف الطرق المعروفة في العالم الإسلامي
(2)
، ولكن أخذهم بتلك الطرق لم يتجاوز قصد التبرك، ومعنى التسليم للرجالات السالكين.
ب - الالتئام على نهج السنة، والنفور من تعقيدات التصوف الفلسفي. في انسجام مع التشبث بالمذهب المالكي في الفروع، والمذهب الأشعري في الأصول. وكانت هذه من أعظم المهمات التي أبلى فيها مشايخ تلك الزوايا من علماء الإسلام البلاء الحسن. إذ لا يمكننا اليوم أن
(1)
يمكن الاطلاع على عامة طرق الشاذلية بالمغرب من خلال كتاب سيدي عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفاسي (ت 1383 هـ) والذي سماه : «الترجمان المعرب عن أشهر فروع الشاذلية بالمغرب» . وتوجد نسخة المؤلف بخطه في الخزانة بالرباط تحت رقم : 4400 د.
(2)
بلغت تلك الطرق ستة وسبعين طريقا في فهرسة سيدي محمد الصغير بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي التي سماها «المنح البادية في الأسانيد العالية والمسلسلات الزاهية والطرق الهادية الكافية» وقد قام بتحقيقها الدكتور سيدي محمد بن عبد الرحمن بن جعفر الصقلي الحسيني - حفظه الله تعالى - وهي أطروحته لنيل دكتوراه الدولة من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1416 هـ/1995 م.