الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
"
كتاب فضائل المدينة
"
أي هذا كتاب تُذكر فيه الأحاديث الدالة على فضائل المدينة.
والفضائل: جمع فضيلة، مأخوذة من قولهم: أفضل عليه أي زاد عليه، فهى إذن زيادة شيء على شيء آخر في فعل خير أو صفة حميدة، ثم أطلقت على الخصوصية التي ينفرد بها الشيء عن غيره.
وفضائل المدينة: هي المزايا والمحاسن الخاصة التي انفردت بها عن غيرها وامتازت بها عن سواها. ومن فضائلها كثرة أسمائها فإن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى قال السمهودي (1): وأجمعوا على تفضيل مكة والمدينة على سائر البلاد، واختلفوا أيهما أفضل، فذهب عمر بن الخطاب وابنه ومالك ابن أنس وأكثر المدنيين إلى تفضيل المدينة واستثنى بعضهم فقال: محل الخلاف في غير الكعبة المشرفة، واستدلوا على تفضيل المدينة بقوله صلى الله عليه وسلم: في الحديث الصحيح: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد " أي: بل أشد، وقد استجاب الله دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فصارت أحب بقاع الأرض إلى نفسه، وهو صلى الله عليه وسلم لا يحب إلاّ ما أحبه الله، ولا يفضل إلاّ ما فضله الله، ثم إن الله قد اختارها مهاجراً لنبيه صلى الله عليه وسلم وجعلها له مسكناً وقراراً، وافترض عليه المقام بها، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على سكناها ووصفها بالأفضلية المطلقة على سائر بلاد الله، فقال:" المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون " وتمنى الموت بها فقال:
" اللهم لا تجعل منايانا بمكة " أخرجه أحمد (2)، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما على الأرض
(1)" وفاء الوفاء " ج 1.
(2)
من حديث سعيد بن هند عن ابن عمر، وسعيد لا يروي عن ابن عمر. (ع)