الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لِهِشَام: أفَأمِرُوا بِالْقَضَاء؟ قَال: لَا بُدَّ مِنْ قَضاءٍ".
608 - " بَابُ التَّنكِيلِ لِمَنْ أكْثرَ الْوِصَالَ
"
706 -
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عنِ الوِصَالِ في الصَّوْمِ، فَقَالَ لَهُ رَجُل مِنَ
ــ
عهد النبي يوم غيْم" أي احتجبت الشمس بالغيوم فظنوا أنّه قد غربت الشمس لانتشار الظلام فأفطروا، " ثم طلعت الشمس " أي ثم انكشف السحاب وظهرت الشمس فعلمنا أننا أفطرنا قبل الغروب، " قيل لهشام " أي فسئل هشام " فأمروا بالقضاء " أي: هل أمروا بقضاء ذلك اليوم؟ " قال: لا بد من قضاء " أي نعم أمروا بالقضاء ولا سبيل لتركه. الحديث: أخرجه أيضاًً أبو داود وابن ماجة.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على أن من أفطر قبل الغروب ظناً منه أنّ الشمس قد غربت يجب عليه القضاء دون الكفارة، وهو مذهب الجمهور حيث قالوا: يمسك بقية يومه، ويقضي يوماً آخر مكانه، وعن شعيب بن عمرو الأنصاري قال: أفطرنا أنا وأبي مع صهيب في شهر رمضان في يوم غيم فبينما نحن نتعشى إذ طلعت الشمس، فقال صهيب: طعمة الله أتموا صيامكم واقضوا يوماً مكانه، وروي ابن أبي شيبة عن عمر ترك القضاء مكانه. والمطابقة: في كون الحديث جواباً للترجمة.
608 -
" باب التنكيل لمن أكثر الوصال "
706 -
معنى الحديث: يقول أبو هريرة: " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال " أي نهى أمته رحمة ورفقاً بهم عن مواصلة الصوم يومين بترك الطعام ليلاً ونهاراً قصداً وعمداً فإن أمسك اتفاقاً فلا يعد وصالاً "فقال له رجل:
الْمُسْلِمينَ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: " وأيكُمْ مِثْلِي إِنِّي أبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ " فَلَمَّا أبَواْ أنْ يَنْتَهُوا عن الْوِصَالِ، وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمَاً ثُمَّ يَوْماً، ثمَّ رَأوا الْهِلالَ فَقَالَ:" لَوْ تَأخرَ لَزِدْتُكُمْ " كالتنكِيل لَهُمْ حِينَ أبوا أن يَنْتَهُوا.
ــ
إنك تواصل" أي فكيف تنهانا عن شيء تفعله وقد أمرتنا باتباع سنتك؟ " قال: وأيكم مثلي؟ " وهو استفهام بمعنى النفي، أي ليس الأمر كما تظنون، فإن الوصال لم يشرع لكم، وإنما هو خصوصية من خصوصيات نبيكم، فلا تقيسوا أنفسكم عليَّ، فإنكم لستم مثلي، ولا تقدرون على ما أقدر عليه، وفي رواية " إني لست كهيئتكم " " إني أبيت يطعمني ربي ويسقين " أثناء الليل ويمدني بالطعام والشراب فيه، أو يعطيني قوة الأكل والشرب فيه، وبذلك يمكنني من مواصلة الصيام دون إعياء، ويُحتمل أنه أراد به حقيقة الأكل والشرب. وأنه صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بطعام وشراب من عند الله تعالى كرامة له في ليالي صيامه، ولا يقال إن هذا الاحتمال يضعفه قولهم: إنك تواصل، وكونه يؤتى بالطعام والشراب ليلاً ينافي الوصال، لأنّ هذا الإِطعام والاسقاء من باب الكرامة، ولا تجري عليه أحكام المكلفين. " قال " " فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال " أي تمادوا عليه " واصل بهم " أي استمر النبي صلى الله عليه وسلم بهم على مواصلة الصوم يومين " ثم رأوا الهلال " أي هلال شوال، " فقال صلى الله عليه وسلم: لو تأخر لزدتكم " أي ليته تأخر هلال شوال حتى أزيد في عدد أيام الوصال، " كالتنكيل لهم " أي قال ذلك زجراً وتأديباً لهم، حيث كلفوا أنفسهم ما لا يطيقون، ولذلك قال لهم كما في رواية أخرى: " فاكْلَفُوا من العمل ما تطيقون ". الحديث: أخرجه الشيخان.
ويستفاد منه: كراهية الوصال، وهو مذهب الجمهور حيث حملوا النهي