الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
513 - " بَابُ مَنْ كَبَّرَ في نوَاحِي الْكَعْبَةِ
"
604 -
عن ابْنِ عِبَّاس رضي الله عنهما:
أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَا قَدِمَ أبى أن يَدْخُلَ الْبَيْتَ وفيه الآلِهَةُ، فأَمَرَ
ــ
عهد بعبادة الأصنام (1)، فخشى أن يظن الجهال أن استلام الحجر من باب تعظيم الأحجار كما كانت العرب تفعل. الحديث: أخرجه الخمسة غير ابن ماجة.
فقه الحديث: دل الحديث على أن من سنن الطواف تقبيل الحجر الأسود أول الطواف بلا صوت بعد استلامه ولمسه بيده اليمنى أو بكفيه (2)، فإن لم يستطع تقبيله قبَّل يده لقول نافع:" رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبل يده وقال ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله " أخرجه مسلم، قال النووي: وهذا الحديث محمول على من عجز عن تقبيل الحجر، وإلا فالقادر يقبل الحجر، وهذا الذي ذكرناه من استحباب تقبيل اليد بعد الاستلام للعاجز هو مذهبنا ومذهب الجمهور، وقال القاسم بن محمد التابعي المشهور ولا يستحب التقبيل، وبه قال مالك في أحد قوليه (3). الحديث: أخرجه الخمسة غير ابن ماجة. والمطابقة: في قوله: " لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ".
513 -
" باب من كبر في نواحي الكعبة "
604 -
معنى الحديث: يحدثنا ابن عباس رضي الله عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم " مكة يوم الفتح " أبى " أي كره "أن يدخل البيت
(1)" شرح العيني " ج 9.
(2)
" الفقه الإسلامي وأدلته " للدكتور وهبة الزحيلي ج 3.
(3)
" شرح النووي على مسلم " ج 9.
بِهَا فأخْرَجَتْ، فأخْرجُوا صُورَةَ إبْراهِيمَ وإسْمَاعِيلَ وفي أيدِيهِمَا الأزْلَامُ، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" قاتَلَهُمُ اللهِ أما وَاللهِ قد عَلِمُوا أنَّهُمَا لمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قَطُّ " فَدَخَلَ الْبَيْتَ فكَبَّرَ في نَوَاحِيهِ ولَمْ يُصَلِّ فِيهِ ".
ــ
وفيه الآلهة" أي والأصنام معلقة على جدرانه، ومنصوبة عليه، " فأمر بها فأخرجت. فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل " أي ومن ضمنها تمثالان لإبراهيم وإسماعيل " وفي أيديهما الأزلام " أي أقداح الأزلام، قال القرطبي (1): ويقال: كانت في البيت عند سدنة البيت وخدام الأصنام، يأتي الرجل إذا أراد حاجة فيقبض منها شيئاً، فإن كان عليه: أمرني ربي، خرج إلى حاجته على ما أحب أو كره " فقال رسول الله: قاتلهم الله أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط " أي أن هذه الصور التي صوروا فيها إسماعيل وإبراهيم والأزلام في أيديهما صور كاذبة لا تمت إلى الواقع بصلة، لأنهم يعلمون علم اليقين أنهما لم يستقسما بالأزلام طول حياتهما. " فدخل البيت وكبر في نواحيه " أي في جهاته الأربع " ولم يصل فيه " هكذا يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في الكعبة عندما دخلها، لكن ثبت في حديث بلال رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة، وهو مقدم عليه، لأنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، وشاهد ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فيها، ولم يدخل معه ابن عباس رضي الله عنهما. الحديث: أخرجه أيضاًً أبو داود.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أنه يستحب لمن دخل الكعبة أن يكبر في جهاتها الأربع. ثانياًًً: أنه يستحب دخول الكعبة للحاج وغيره، وليس من المناسك عند الجمهور. ثالثاً: نفى ابن عباس رضي
(1)" تفسير القرطبي " ج 6.