الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
616 - " بَابُ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ
"
715 -
عنِ ابْنِ عَبَّاسِ رضي الله عنهما قَالَ:
"قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم الْمَدينَةَ، فَرَأى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ:
ــ
استناداً إلى ما يذكر في الحديث.
714 -
معنى الحديث: تقول عائشة وابن عمر رضي الله عنهم:
" لم يرخص في أيام التشريق أن يُصَمْنَ " أي لم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين ذكراً أو أنثى في صيام أيام التشريق " وهي الثلاثة الأيام التي تلي يوم النحر "" إلاّ لمن لم يجد الهدي " أي لم يأذن في صيامهما إلاّ لمتمتع أو قارن لم يقدر على هدي النُّسُك، ولم يستطع الذبح، فإن له أن يصوم أيام التشريق ضمن الأيام العشرة التي عليه لقوله تعالى:(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ). الحديث: أخرجه البخاري.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على أنه لا يجوز صيام أيّام التشريق إلّا لمتمتع لم يجد الهدي، ولم يصم الثلاثة الأيام في عشر ذي الحجة، فيجوز له صيامها ضمن العشرة التي عليه، وهو مذهب مالك والأوزاعي والشافعي في القديم. وقال أبو حنيفة: لا يجوز صيامها مطلقاً: وهو مشهور مذهب الشافعية لحديث سعد بن أبي وقاص، قال:" أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أنادي أيام منى أنها أيام أكل وشرب ولا صوم فيها " أخرجه أحمد. وأجاز أصحاب الشافعي صيامها فيما له سبب من نذر أو كفارة أو قضاء، وهو نظير الأوقات المنهي عنها. اهـ. كما نقله المحاملي والسرخسي. والمطابقة: في قوله: " لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق ".
616 -
" باب صيام يوم عاشوراء "
715 -
معنى الحديث: يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "قدم
مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هذَا يَوْم نَجى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى: قَالَ: فَأنَا أحَقُّ بموسى (1) مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأمَرَ بِصِيَامِهِ".
ــ
النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء" أي لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من محرم " فقال: ما هذا؟ " أي فسأل عن سبب صيامهم لهذا اليوم، " قالوا: هذا يوم صالح "، أي هذا يوم مبارك مليء بالأحداث والذكريات التاريخية العظيمة أنعم الله علينا فيه بنعمة كبرى حيث " نجّى الله بني إسرائيل " في هذا اليوم " من عدوهم ": فرعون وقومه، فأغرقهم في البحر، كما قال تعالى في سورة الشعراء: (وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ) " فصامه موسى " وفي رواية مسلم: " فصامه موسى شكراً لله تعالى " وفي رواية أبي داود " ونحن نصومه تعظيماً له " " فصامه " النبي صلى الله عليه وسلم شكراً لله تعالى على نجاة موسى من الغرق ومن عدوه " وأمر بصيامه ". الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي. والمطابقة: في قوله: " فصامه وأمر بصيامه ".
فقه الحديث: دل هذا الحديث على فضل يوم عاشوراء، وأنه يوم مبارك يُسَنُّ صيامه لأن النبي صلى الله عليه وسلم صامه وأمر بصيامه، وأقل مقتضيات الأمر السنية والاستحباب وعن أبي قتادة رضي الله عنه مرفوعاً:" صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله " أخرجه مسلم.
…
(1) أي أنا أقرب إلى موسى منكم.