الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
588 -
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أنَّهُ صلى الله عليه وسلم رُئِيَ وهُوَ مُعَرِّسٌ بذي الْحُلَيْفَةِ بِبَطن الْوَادِي فَقِيلَ لَهُ: إنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ ".
500 - " بَابُ غَسْلِ الْخلُوقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنَ الثيابِ
"
589 -
عَنْ يَعْلَى بْنِ أمَيَّةَ رضي الله عنه:
ــ
في حجة ". والمطابقة: في قوله صلى الله عليه وسلم: " وقل: عمرة في حجة ".
588 -
معنى الحديث: يحدثنا ابن عمر في حديثه هذا " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رُئي وهو مُعَرِّسٌ بذي الحليفة ببطن الوادي قيل له: إنك ببطحاء مباركة " أي أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما كان نازلاً في آخر الليل بذي الحليفة، رأى وهو نائم في وسط الوادي جبريل عليه السلام، يقول له: إنك ببطحاء مباركة، أي في أرض رملية خصبة كثيرة الخيرات والبركات. والمطابقة: في قوله: " إنك ببطحاء مباركة ".
فقة الحديث: دل هذا الحديث على فضل وادي العقيق، وكثرة خيراته، لا سيما لأهل المدينة. وعلى أنه يستحب النزول والمبيت فيه، والصلاة به، اقتداءً به صلى الله عليه وسلم. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي.
500 -
" باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب "
أي هذا باب يذكر فيه مشروعية غسل الخلوق من الثوب ثلاث مرات، وهو نوع من الطيب مخلوط بالزعفران.
589 -
ترجمة راوي الحديث: وهو يعلى بن أمية التميمي صحابي
أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ رضي الله عنه: أرنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالْجِعْرَّانَةِ ومَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أصْحَابِهِ، جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرى في رَجُلٍ أحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَهُوَ مَتَضَمِّخٌ بِطِيِبٍ؟
فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً، فَجَاءَهُ الْوَحْيُ، فأشَارَ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَى يَعْلى، فَجَاءَ يَعْلَى وَعَلَى رَأسِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ قَدْ أظلَّ بِهِ، فَأدْخَلَ رَأسَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ وَهُوَ يَغِطّ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنهُ فَقَالَ:" أينَ الَّذِي سَأل عَنِ الْعُمْرَةِ "، فَأتِي بَرجُلٍ فَقَالَ:" اغْسِلْ الطِّيبَ الذي بِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وانْزَعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ، واصْنَعْ في عُمْرَتِكَ كما تَصْنعُ في حَجَتِكَ ".
ــ
جليل (1)، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرين، حديثاً اتفق الشيخان على ثلاثة، قتل بصفين سنة 38 هـ.
معنى الحديث: أن يعلى بن أمية رضي الله عنه " قال لعمر: أرني النبي صلى الله عليه وسلم حين يوحى إليه " أي أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الوحي لأراه في أثناء ذلك وأتعرّف على كيفية نزوله عليه. " فبينما النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة "(بكسر الجيم وإسكان العين وفتح الراء المخففة) موضع بين مكة والطائف وهو أحد مواقيت العمرة لمن كان بمكة. " جاءه رجل فقال يا رسول الله: كيف ترى في رجل أحرم بعمرة وهو متضمخ بطيب " أي: وهو متلطخِ بالطيب في ثوبه وبدنه " فسكت النبي صلى الله عليه وسلم " عن إجابته، ولم يجبه فوراً
(1) قال الحافظ في " الفتح " وهو المعروف بابن منية، بضم الميم وسكون النون، وهي أمه، وقيل جدته، وهو والد صفوان الذي روى عنه، وليست رواية صفوان عنه لهذا الحديث بواضحة، لأنه قال فيها:" أن يعلى قال لعمر " ولم يقل إن يعلى أخبره أنه قال لعمر، فإن يكن صفوان حضر مراجعتهما، وإلا فهو منقطع، لكن سيأتي في أبواب العمرة من وجه آخر عن صفوان بن يعلى عن أبيه. (ع).
بعد سؤاله، " فجاءه الوحي فأشار عمر " أي فأشار إليَّ عمر بيده لكي أحضر لديه صلى الله عليه وسلم وأرى كيفية نزول الوحي عليه، " فجئت وعلى رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب قد أظل به، فأدخلت رأسي " وراء الثوب، " فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمرّ الوجه وهو يغط " بفتح الياء وكسر الغين، أي تتردد أنفاسه بصوت مسموع " ثم سرِّي عنه " أي: ثم انقطع عنه نزول الوحي فهدأت نفسه. وأخذت تنكشف عنه تلك الحالة " فقال: اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات " أي كَرِّرْ غسله ثلاث مرات، وفي رواية قال له:" اغسل عنك أثر الخلوق " بفتح الخاء، فأمره بإزالة أثر الطيب عن بدنه وثوبه " وانزع عنك الجبة " لأنها مخيط "واصنع في عمرتك كما تصنع في حجتك" أي اصنع إذا كنت معتمراً ما تصنعه حاجاً من اجتناب الطيب وغيره، لأنّ محظورات الحج والعمرة واحدة. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي. والمطابقة: في قوله صلى الله عليه وسلم: " اغسل الطيب ".
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: تحريم التطيب عند الإِحرام بالنسبة إلى الثياب، بكل ما يبقى أثره لوناً أو رائحة، لأنه صلى الله عليه وسلم أمر الرجل بغسل الطيب ثلاث غسلات وأن ينزع الجبة، وهو ما ترجم له البخاري، والجمهور على أنه لا يكره الطيب على البدن عند الإِحرام، بل يستحب لقول عائشة:" كنت أطيّب رسول الله صلى الله عليه وسلم لِإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت " أخرجه الجماعة وسيأتي إيضاحه. ثانياًً: أن من لبس مخيطاً أو أصاب طيباً وهو محرم ناسياً أو جاهلاً، ثم بادر بإزالته لا فدية عليه، وكذلك المحظورات الأخرى، وهو قول الشافعي وأحمد وداود، خلافاً لمالك وأبي حنيفة.
***