الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أشهر الحج
(1)
.
قال ابن قدامة: "إدخال العمرة على الحج جائز بالإجماع من غير خشية الفوات، فمع خشيته أولى. قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم، أن لمن أهل بعمرة أن يدخل عليها الحج، ما لم يفتتح الطواف بالبيت"
(2)
.
ونقل الإجماع أيضاً ابن رشد
(3)
.
الدليل الثاني:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من كان معه هدي في حجة الوداع أن يهل بالحج مع العمرة
(4)
.
الدليل الثالث:
قال الله تعالى {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ}
(5)
. فالحج والعمرة لا يتأتى الخروج منهما إلا بإتمامهما
(6)
.
الدليل الرابع:
الأحاديث الصحيحة التي تصرح أنها كانت قارنة. منها
(1)
التمهيد (15/ 215).
(2)
المغني (5/ 369).
(3)
انظر البيان والتحصيل (17/ 327).
(4)
المغني (5/ 369).
(5)
البقرة آية (196).
(6)
المفهم (3/ 300).
(364)
ما رواه مسلم، قال: حدثني محمَّد بن حاتم، حدثنا بهز، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن عائشة رضي الله تعالى عنها
أنها أهلت بعمرة، فقدمت ولم تطف بالبيت حتى حاضت، فنسكت المناسك كلها وقد أهلت بالحج، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يوم النفر: يسعك طوافك لحجك وعمرتك، فأبت. فبعث بها مع عبد الرحمن إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج
(1)
.
(365)
ومنها أيضاً حديث جابر رواه مسلم رضي الله عنه، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح جميعا، عن الليث بن سعد، قال قتيبة: حدثنا ليث، عن أبي الزبير
عن جابر رضي الله تعالى عنه أنه قال: أقبلنا مهلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج مفرد وأقبلت عائشة رضي الله تعالى عنها بعمرة حتى إذا كنا بسرف عركت، حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة والصفا والمروة، فامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحل منا من لم يكن معه هدي، قال فقلنا: حل ماذا؟ قال: الحل كله، فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب، ولبسنا ثيابنا وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال، ثم أهللنا يوم التروية ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله تعالى عنها، فوجدها تبكي، فقال: ما شأنك؟ قالت: شأني أني قد حضت وقد حل الناس ولم أحلل، ولم أطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن، فقال: إن هذا أمر كتبه الله علي بنات آدم، فاغتسلي، ثم أهلي بالحج، ففعلت، ووقفت المواقف حتى إذا طهرت طافت
(1)
صحيح مسلم (132 - 1211). وهو في مسند أحمد (6/ 124).
بالكعبة والصفا والمروة، ثم قال: قد حللت من حجك وعمرتك جميعا. فقالت: يا رسول الله إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت، قال: فاذهب بها يا عبد الرحمن، فأعمرها من التنعيم وذلك ليلة الحصبة
(1)
.
(1)
صحيح مسلم (1213).