الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول: تحريم وطء الحائض في فرجها
أجمع العلماء على أنه يحرم على الزوج أن يجامع زوجته في فرجها حال الحيض، وممن نقل الإجماع ابن المنذر في الأوسط
(1)
، وابن حزم في مراتب الإجماع، وابن قدامة
(2)
، والنووي
(3)
، ونقل الإجماع أيضاً خلق كثير من المفسرين، والمحدثين، والفقهاء منهم الطبري رحمه الله في تفسيره
(4)
، والقرطبي في التفسير
(5)
، وابن كثير في تفسيره
(6)
، وابن تيمية
(7)
.
واستثنى الحنابلة للرجل الذي به شبق أن يطأ امرأته وهي حائض، بشرط ألا تندفع شهوته إلا بالوطء في الفرج، ويخاف تشقق أنثييه إن لم يطأ، وليس عنده غير زوجته الحائض، بحيث لا يقدر على مهر حرة ولا ثمن أمه.
وهذا الاستثناء من الحنابلة داخل في تحليل الحرام للضرورة لقوله تعالى: {إلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ}
(8)
، وقوله تعالى: {مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ
(1)
الأوسط (2/ 208).
(2)
المغني (1/ 414).
(3)
المجموع (2/ 189)، وفي شرح مسلم (1/ 592).
(4)
تفسير الطبري (4/ 381).
(5)
الجامع لأحكام القرآن (3/ 87).
(6)
تفسير القرآن العظيم (1/ 460)، تحقيق الشيخ مقبل الوادعي وفقه الله.
(7)
مجموع الفتاوى (21/ 624).
(8)
الأنعام، آية:119.
حَرَجٍ}
(1)
، وقوله تعالى:{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
(2)
(3)
.
وأما الاستمتاع فيما فوق السرة وتحت الركبة، فقد حكى بعضهم الإجماع على جوازه، منهم ابن قدامه
(4)
.
وقال النووي بعد أن ساق خلاف العلماء في الاستمتاع فيما بين السرة والركبة، قال:"وأما ما سواه - يعني سوى ما بين السرة والركبة - فمباشرتها فيه حلال بإجماع المسلمين، نقل الإجماع فيه الشيخ أبو حامد والمحاملي، وابن الصباغ، والعبدري وآخرون"
(5)
.
(377)
وأما ما يروى عن ابن عباس من طريق حبيب مولى عروة ابن الزبير، أن ندبة مولاة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته
أنها أرسلتها ميمونة إلى عبد الله بن عباس في رسالة، فدخلت عليه، فإذا فراشه معزول عن فراش امرأته، فرجعت إلى ميمونة فبلغتها رسالتها ثم ذكرت ذلك، فقالت لها ميمونة: ارجعي إلى امرأته فسليها عن ذلك، فرجعت إليه فسألتها عن ذلك،، فأخبرتها أنها إذا طمثت عزل عبد الله فراشه عنها، فأرسلت ميمونة إلى عبد الله ابن عباس، فتغيظت عليه، وقالت: أترغب عن سنة رسول الله
(1)
الحج، آية:78.
(2)
البقرة، آية:185.
(3)
انظر: معرفة أولي النهى شرح المنتهى (1/ 466)، المبدع (1/ 221)، كشاف القناع (1/ 198).
(4)
المغني (1/ 414).
(5)
المجموع (2/ 393).
- صلى الله عليه وسلم؟ فوالله إن كانت المرأة من أزواجه لتأتزر بالثوب ما يبلغ أنصاف فخذيها ثم يباشرها بسائر جسده.
[سنده ضعيف]
(1)
.
(378)
وأما ما رواه ابن جرير الطبري بسند صحيح، عن محمَّد ابن سيرين، قال: قلت لعبيدة:
ما يحل لي من امرأتي إذا كانت حائضاً؟ قال: الفراش واحد واللحاف شتى
(2)
.
فهذا لا حجة فيه، لأنه موقوف على تابعي، مخالف لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فله تأويل مقبول، قال ابن رجب: "الصحيح عن عبيدة ما رواه وكيع في كتابه، عن ابن عون، عن ابن سيرين، قال: سألت عبيدة ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً؟ قال: الفراش واحد، واللحاف شتى، فإن لم يجد بداً رد عليها من طرف ثوبه.
وهذا إنما يدل على أن الأولى أن لا ينام معها متجردة في لحاف واحد، حتى يسترها بشيء من ثيابه. وهذا مما لا خلاف فيه
(3)
.
(379)
وأما ما رواه أحمد، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن ابن قريظة الصدفي
(4)
، قال:
(1)
سبق تخريجه، انظر تخريجه في حديث رقم (94).
(2)
سبق تخريجه انظر رقم (96).
(3)
شرح ابن رجب للبخاري (2/ 35).
(4)
هكذا في المطبوع، وفي تعجيل المنفعة (1463): ابن قريظ بدون التاء المربوطة.
قلت لعائشة رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاجعك وأنت حائض؟ قالت: نعم، إذا شددت على إزاري، ولم يكن لنا ذاك إلا فراش واحد، فلما رزقني الله فراشاً آخر اعتزلت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
[سنده ضعيف]
(2)
.
(380)
وروى أبو داود، قال: حدثنا سعيد بن عبد الجبار، حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمَّد - عن أبي اليمان، عن أم ذرة،
عن عائشة أنها قالت: كنت إذا حضت نزلت عن المثال على الحصير، فلم نقرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ندن منه حتى نطهر
(3)
.
[وسنده ضعيف أيضاً]
(4)
.
وفي الإكمال للحسيني (قريط) بالطاء. الإكمال للحسيني (1242)، وكذا هو في شرح ابن رجب للبخاري (2/ 36).
وذكره البخاري في التاريخ الكبير (8/ 444) فقال: "ابن قُرط" أو ابن قَرط.
وذكره في الجرح والتعديل (9/ 324) فيمن عرف بابن عامر بن قرط أو قريط.
(1)
المسند (6/ 91).
(2)
الحديث فيه: ابن لهيعة، وهو ضعيف والراوي عن ابن لهيعة فتيبة بن سعيد، وروايته عنه أعدل من غيرها. وفيه عنعنة ابن لهيعة، وهو مدلس إلا أنه قد توبع، تابعه عمرو بن الحارث عن ابن أبي حبيب به. انظر: شرح ابن رجب للبخاري (2/ 36) ولكن علته ابن قرط الصدفي. فإنه مجهول لم يرو عنه إلا سويد بن قيس ولم يوثقه أحد.
(3)
سنن أبي داود (271).
(4)
في الإسناد: أبو اليمان، واسمه كثير بن يمان، وقيل: كثير بن جريج، روى عنه اثنان.
ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 351)، ولم يوثقه أحد غيره.
وذكره البخاري في التاريخ الكبير، ولم يذكر فيه شيئاً. التاريخ الكبير (7/ 212).
(381)
وروى ابن أبي شيبة، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن أبي هلال، عن شيبة بن هشام الراسبي، قال: سألت سالماً عن الرجل يضاجع امرأته وهي حائض. فقال: نحن آل عمر فنعزلهن.
(1)
[إسناده ضعيف]
(2)
.
وضعف إسناده ابن رجب
(3)
وخرج القاضي إسماعيل، من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي
وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وسكت عليه. الجرح والتعديل (7/ 185).
وفي التقريب مستور.
كما أن في إسناده أم ذرة، روى عنها ثلاثة، ولم يوثقها أحد، وفي التقريب: مقبولة. يعني: حيث توبعت وإلا ففيها لين.
قال ابن رجب في شرح البخاري (2/ 37) أبو اليمان وأم ذرة ليسا بمشهورين، فلا يقبل تفردهما بما يخالف رواية الثقات الحفاظ الأثبات.
وخرجه بقي بن مخلد، عن الحماني، ثنا عبد العزيز، عن أبي الرجال، عن أم ذرة عن عائشة قالت: كنت إذا حضت لم أدن من فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أطهر" والحماني متكلم فيه" اهـ كلام ابن رجب.
(1)
المصنف (3/ 524)16823.
(2)
في الإسناد شيبة بن هشام الراسبي، روى عنه شعبة، وحماد بن زيد، وأبو هلال الراسبي. ذكر ذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 336) وسكت عليه فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وذكره البخاري في التاريخ الكبير، وسكت عليه. التاريخ الكبير (4/ 242).
وذكره ابن حبان في الثقات. (4/ 445).
وقد يقال: إن الرجل من التابعين، وروى عنه أكثر من واحد، خاصة شعبة، وقد قال الذهبي عامة شيوخ شعبة مقبولون، ولم يضعفه أحد من الأئمة، فمثل هذا يقبل حديثه. والله أعلم.
(3)
شرح ابن رجب للبخاري (2/ 38).
أمامة، قال: قال عمر:
كنا نضاجع النساء في الحيض، وفي الفرش واللحف قلة، فأما إذا وسع الله الفرش واللحف فاعتزلوهن كما أمر الله عز وجل
(1)
.
[قال ابن رجب: هذا لا يثبت، وجعفر بن الزبير متروك الحديث]
(2)
.
(1)
شرح ابن رجب للبخاري (2/ 37).
(2)
قال يحيى بن معين: ليس بثقة، كما في رواية الدوري عنه. الكامل (2/ 134)، ضعفاء العقيلي (2/ 182)، تهذيب الكمال (5/ 32).
وقال غندر: رأيت شعبة راكباً على حمار، فقيل له: أين تريد يا أبا بسطام؟ قال: أذهب فاستعدي على جعفر بن الزبير، وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة حديث كذب. الكشف الحثيث (194)، وتهذيب الكمال (5/ 32). وضرب أحمد على حديث جعفر بن الزبير. تهذيب الكمال (5/ 32). وقال عمرو بن علي: متروك الحديث، كثير الوهم. الجرح والتعديل (2/ 479).
وقال أبو حاتم الرزاي: متروك الحديث، كان ينزل البصرة، وكان ذاهب الحديث، لا أرى أن أحدث عنه، وهو متروك الحديث. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة، وكان في كتابنا حديث عن جعفر بن الزبير، فقال: اضربوا عليه. فقلت: ما حال جعفر بن الزبير، أضعيف هو؟ قال: كما يكون، لا أحدث عنه ليس بشيء. الجرح والتعديل (2/ 479). قال البخاري: جعفر ابن الزبير الشامي، عن القاسم، متروك الحديث، تركوه. الكامل (2/ 134).