الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الثاني: بيان معنى قوله، لم أجدها مع أحد غيره.
الوجه الثالث: هذا لا يعني أنه أخذ القرآن بخبر الواحد.
الوجه الرابع: الرد على بعض الاعتراضات في ذلك.
وإليك التفصيل
الوجه الأول: الذي وُجد معه آخر التوبة بخلاف الذي وُجد معه آية الأحزاب
قال القرطبي: وأن أبا خزيمة (1) الذي وجدت معه آية التوبة معروف من الأنصار، وقد عرفه أنس وقال: نحن ورثناه، والتي في الأحزاب وجدت مع خزيمة بن ثابت (2) فلا تعارض، والقضية غير القضية لا إشكال فيها ولا التباس. (3)
قال ابن حجر: ومراده - البخاري - أن أصحاب إبراهيم بن سعد اختلفوا فقال بعضهم مع أبي خزيمة، وقال بعضهم: مع خزيمة، وشك بعضهم. والتحقيق ما قدمناه عن موسى بن إسماعيل أن آية التوبة مع أبي خزيمة وآية الأحزاب مع خزيمة (4).
وقال أيضًا: وأن الذي وجد معه آخر سورة التوبة غير الذي وجد معه الآية التي في الأحزاب فالأول اختلف الرواة فيه على الزهري: فمن قائل مع خزيمة، ومن قائل مع أبي خزيمة، ومن شاك فيه يقول: خزيمة أو أبي خزيمة. والأرجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية، والذي وجد معه الآية من الأحزاب خزيمة. (5)
(1) أبو خزيمة قيل: هو بن أوس بن يزيد بن أصرم مشهور بكنيته دون اسمه، وقيل هو الحارث بن خزيمة. الاستيعاب 1/ 352، 4/ 205، أسد الغابة 1/ 443.
(2)
خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الخطمي الأنصاري من بني خطمة من الأوس، يعرف بذي الشهادتين جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، يكنى أبا عمارة شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد وكانت راية خطمة بيده يوم الفتح، وكان مع علي رضي الله عنه بصفين، فلما قتل عمار جرد سيفه فقاتل حتى قتل وكانت صفين سنة سبع وثلاثين. الاستيعاب في معرفة الأصحاب 2/ 30، تهذيب الكمال للمزي 8/ 243، أسد الغابة 1/ 696، الإصابة لابن حجر 2/ 278.
(3)
تفسير القرطبي 1/ 73.
(4)
فتح الباري 8/ 196.
(5)
المصدر السابق 8/ 631.