الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرعون: ما غرق فرعون ولا أصحابه، ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون، فأوحي إلى البحر أن الفظ فرعون عريانًا، فلفظه عريانًا أصلع أخيبس قصيرًا، فهو قوله:{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} (1).
الوجه الثالث: تأييد العلم الحديث ما أخبر به القرآن عن غرق فرعون
.
وها أنا أنقل هذه القصة بنصها عن أشهر الجراحين الفرنسيين (موريس بوكاي) رئيس قسم الجراحة في جامعة باريس، اعتنق الإسلام عام (1982 م)، وكان من مهارته في الجراحة قصة عجيبة قلبت حياته وغيرت كيانه وهي:
(اشتهر عن فرنسا أنها من أكثر الدول اهتمامًا بالآثار والتراث، وعندما تسلم الرئيس الفرنسي الاشتراكي الراحل (فرانسوا ميتران) زمام الحكم في البلاد عام (1981 م) طلبت فرنسا من (مصر) في نهاية الثمانينات استضافة مومياء (فرعون مصر) إلى فرنسا لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية ومعالجة، فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته مصر، وهناك وعلى أرض المطار اصطف الرئيس الفرنسي منحنيًا هو ووزراؤه وكبار المسؤولين في البلد عند سلم الطائرة ليستقبلوا فرعون مصر، وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء الفرعونية هو البروفيسور (موريس بوكاي)، وكان البروفيسور (موريس بوكاي) يحاول أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني، وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت نتائج تحليله النهائي، لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقًا، وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورًا، ثم أسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه، لكن ثمة أمرًا غريبًا ما زال يحيره؛ وهو كيف بقيت هذه الجثة دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها
(1) أخرجه ابن أبي حاتم (10568) بإسناد ضعيف، وانظر في هذا (دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر)327.
استخرجت من البحر؟ ! كان (موريس بوكاي) يُعد تقريرًا نهائيًا عما كان يعتقده اكتشافًا جديدًا في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة، حتى همس أحدهم في أذنه قائلًا: لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء، ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر واستغربه، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، فقال له أحدهم: إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق، فازداد ذهولًا وأخذ يتساءل: كيف يكون هذا؟ وهذه المومياء لم تكتشف أصلًا إلا في عام (1898) ميلادية أي: قبل مائتي عامٍ تقريبًا، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟ ! وكيف يستقيم في العقل هذا والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئًا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟
جلس (موريس بوكاي) ليلته محدقًا بجثمان فرعون يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق، بينما كتابهم المقدس (إنجيل متى ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتة. . . وأخذ يقول في نفسه: هل يعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون مصر الذي كان يطارد موسى؟ ! وهل يعقل أن يعرف محمدُهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه؟ !
لم يستطعْ (موريس) أن ينام، وطلب أن يأتوا له بالتوراة فأخذ يقرأ في سفر الخروج من التوراة قوله:(فَرَجَعَ الْمَاءُ وَغَطَّى مَرْكَبَاتِ وَفُرْسَانَ جَمِيعِ جَيْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي دَخَلَ وَرَاءَهُمْ فِي الْبَحْرِ. لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ وَلَا وَاحِدٌ)(الخروج: 14/ 28)، وبقي (موريس بوكاي) حائرًا، حتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بمقام فرعون،