الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الواو حاصل ههنا مع أنه لا يفيد الترتيب البتة، لا بحسب الشرف ولا بحسب الزمان (1).
الوجه الثاني: يوجد في هذه الآية ترتيب
يوجد في هذه الآية ترتيب، وذلك لأن الله تعالى خص كل طائفة من طوائف الأنبياء بنوع من الإكرام والفضل.
فمن المراتب المعتبرة عند جمهور الخلق: الملك والسلطان والقدرة، والله تعالى قد أعطى داود وسليمان من هذا الباب نصيبًا عظيمًا.
المرتبة الثانية: البلاء الشديد والمحنة العظيمة، وقد خص الله أيوب بهذه المرتبة والخاصية.
المرتبة الثالثة: من كان مستجمعًا لهاتين الحالتين، وهو يوسف عليه السلام، فإنه نال البلاء الشديد الكثير في أول الأمر، ثم وصل إلى الملك في آخر الأمر.
المرتبة الرابعة: من فضائل الأنبياء عليهم السلام وخواصهم قوة المعجزات، وكثرة البراهين، والمهابة العظيمة، والصولة الشديدة، وتخصيص الله تعالى إياهم بالتقرب العظيم، والتكريم التام وذلك كان في حق موسى وهارون.
المرتبة الخامسة: الزهد الشديد والإعراض عن الدنيا، وترك مخالطة الخلق وذلك كما في حق زكريا ويحيى وعيسى وإلياس، ولهذا السبب وصفهم الله تعالى بأنهم من الصالحين.
المرتبة السادسة: الأنبياء الذين لم يبق لهم بين الخلق أتباع، وأشياع، وهم إسماعيل واليسع ويونس ولوط.
فإذا اعتبرنا هذا الوجه الذي راعيناه ظهر أن الترتيب حاصل في ذكر هؤلاء الأنبياء عليهم السلام بحسب هذا الوجه الذي شرحناه. (2)
الوجه الثالث: خلط الأسماء في الكتاب المقدس
.
نبدأ بخلط أسماء في نسب يسوع نفسه الذي يعتبرونه إلهًا أو أُقنومًا أو كليهما، والله المستعان:
(1) التفسير الكبير للرازي (13/ 64)، وانظر تفسير القاسمي (6/ 613).
(2)
التفسير الكبير للرازي (13/ 64)، وانظر البحر المحيط لأبي حيان (4/ 176)، ومحاسن التأويل (6/ 613)، وتفسير المنار (7/ 587)، والخازن (2/ 132).
ونبدأ بسؤال: هل للإله نسب؟
والإجابة: نعم، يكون للإله نسب إذا كان إلهًا مزيفًا من صنع البشر مثل اللات، وهبل، وقيصر، وفرعون، كل هؤلاء لهم نسب الآلهة الباطلة ممكن أن يكون لها نسب، في حالة المسيح - كما سنرى - فإن له أكثر من نسب، والأمر واضح إذا وجدت من يكتب نسبًا لربه فاعرف مباشرة أن هذا الرب مزيف، لا يحترمه من يكتب له نسبًا؛ بل أظن أنه في داخله لا يؤمن أنه إله على الإطلاق.
وتناقضات نسب المسيح وخلط الأسماء مذكورة في كتب كثيرة سنذكر واحد منها فقط هنا:
1 -
متّى يقول: يوسف بن يعقوب، ولوقا يقول: يوسف بن هالي.
لاحظ أن الشخص المذكور نسبه المتناقض هنا هو يوسف النجار رجل مريم، وهذا من أفحش الأخطاء وأشنعها، يبدأ بذكر نسب المسيح وينتهي بيوسف النجار؛ فأي تخبط أسوأ من هذا؟
ولا ندرى كيف يمكن "لابن الله" أن يكون ابن داود من ناحية زوج أمه؟ ألا يعزز هذا اتهام اليهود لأمه والعياذ بالله، عليهم جميعًا من الله ما يستحقون.
ولوقا أو بمعنى أدق كاتب إنجيل لوقا تنبه لهذا العجب فحاول تصحيحه فجاء كما يقول المثل: (يكحلها فعماها) أو زاد الطين بلة، فقال:"على ما كان يظن ابن يوسف" ولا ندري من هم الذين ظنوا ذلك إلا اليهود أعداء المسيح الذين اتهموه بأنه ابن غير شرعي ليوسف النجار، وبناء على هذا الاتهام الفاسد ينسبه لوقا إلى يوسف ويتبع كلامهم كأنه يريد أن يثبت التهمة - يعني لوقا - يقول: هذا نسب المسيح على حسب ظن الناس، وبديهي أنه لا يمكن الأخذ برواية أيٍّ من متى أو لوقا عن النسب المزعوم هذا، ولو اعتبرنا أحدهما صحيحًا لكان الآخر مخطئًا بلا شك.
التناقض: يقول البطريرك شنودة في كتاب سنوات مع أسئلة الناس (63) باختصار: إن هالي هو أخو يعقوب الذي مات، وتزوج يعقوب أخوه امرأته وأنجب يوسف، ويذكر
دليلًا من الكتاب المقدس على وجهة نظره هذه وأن متى أخذ النسب الطبيعي، ولوقا أخذ النسب الشرعي.
وكذلك يقول القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره، ويوافق البابا تمامًا ويضيف: أن هذا النسب حسب الدم واللحم (في صفحة (41)، وهذا باطل فلا علاقة دم، ولحم بين يوسف والمسيح على الإطلاق، وموضوع النسب الطبيعي والنسب الصناعي تحتاج إلى فهامة، واعتقد أنها لا تنطلي على أحد.
ومنيس عبد النور يختلف معهما ويقول: إن هالي هو والد مريم (في صفحة 256)؛ لأن الشخص الواحد يحمل اسم أبوين أحدهما بالميلاد الطبيعى والآخر بالمصاهرة، ويذكر دليلًا من العهد القديم هو أيضًا.
أما الدكتور إبراهيم سعيد في تفسير بشارة لوقا (80) أوضح أن مريم حفيدة هالي طبقا لشهادة التلمود.
وفي التفسير التطبيقي (2075) يقول: إن نسب متى هو من يوسف الأب الرسمي ليسوع وليس الأب الحقيقي، ونسب لوقا هو من مريم، ويضيف كاتب التفسير التطبيقي: لعل لوقا نقل هنا عن لسان مريم.
وفي التفسير الحديث للكتاب المقدس لإنجيل متى بقلم ر. ت. فرانس (70) يقول: "بالنسبة لما قيل من أن سلسلة نسب لوقا هي نسب مريم هو أمر غير محتمل"، ولم يوضح كيف يحل هذا التناقض.
والخلاصة: هناك من يقول: هالى أو يعقوب عم يوسف، وهناك من يقول جد مريم، وهناك من يقول والد مريم. أي أن تفسيرهم للتناقضات أصبح هو نفسه متناقض، وكل واحد من النصارى ينضح بعصارة مخه وتحليلاته الموثقة بما جاء في العهد القديم، لاحظ أن هذا تناقض واحد في خلط الأسماء في نسب يوسف النجار الذي ليس له علاقة أصلًا بالمسيح إلا في مخ متى ولوقا، ومن نصدق! البابا، أو منيس عبد النور، أو التفسير
الحديث، أو إبراهيم سعيد؟ ! وما فائدة ذكر نسب يوسف النجار في كتاب مقدس؟ ولماذا لا توحي الروح القدس لمتى هذا، أو لوقا بنسب المسيح من مريم مباشرة دون لف ودوران وأخطاء وتبريرات للأخطاء تزيد الموقف تعقيدًا؟ ثم تجد أحدهم يتحدث عن خلط الأسماء ولا يستحي.
ونستمر مع خلط الأسماء:
نجد في النصوص العبرية الواحدة اختلفت الأسماء واختلطت، بل حتى لتجد في إصحاحين متتابعين خلطًا شديدًا في الأسماء، لنبدأ بعون الله:
ورد في يشوع (1: 7) اسم "عخان" بالنون، بينما في أخبار واحد (2: 7) ورد هكذا "عخار" بالراء بدل النون.
ولنقارن الآن الأسماء:
في إصحاح 8 من صموئيل الثاني وإصحاح 18 من أخبار الأول: - هدد عزر - هدر عزر - باطح - طبحة - بيروثاي - خون - توعي - توعو - يورام هدورام - آرام - أدوم - أخيمالك بن أبياثار - أبيمالك بن أبياثار - سرايا ثم شوشا فما رأي النصارى بهذا الخلط والتضارب؟ ؟ سرايا يتحول إلى شوشا؟ ؟
لنتابع: في أسماء الذين عادوا من السبي لو حللنا المسألة قليلا - بغض النظر عن القول بالتعارض - نلاحظ أن:
- بني حاريف في نحميا (7: 24) هم بنو يورة في عزرا (2: 8)
- بني سيعا في (47: 7) هم بنو بنو سيعها في عزرا (2: 42)
فلا ندري من اختلط عليه الأمر هنا، هل هو عزرا أم نحميا؟ ؟
والآن المصيبة الكبرى: ففي سفر الأخبار الأول نجد أن الإصحاح 8 يختلف مع الإصحاح الذي يليه أي مع الإصحاح 9، لنتابع سويًا:
31 -
وجدور واخيو وزاكر. في الإصحاح الثامن.
37 -
وحدور واخيو وزكريا ومقلوث. في التاسع.
نلاحظ هنا أنه قال: "حدور" بالحاء بدل "جدور" بالجيم.
ونلاحظ أنه قال: "زكريا" بدل "زاكر".
فهل يوجد من يشرح لنا لماذا هذا الاختلاف والخلط؟ ؟
32 -
ومقلوث ولد شماة.
38 -
ومقلوث ولد شمآم. هل تلاحظوا، مرة "شماة" ومرة "شمآم"؟ ؟
35 -
وبنو ميخا فيثون ومالك وتاريع وآحاز.
41 -
وبنو ميخا فيثون ومالك وتحريع وآحاز.
كذلك نفس الخلط المستمر، مرة يقول:"تاريع" ومرة يقول: "تحريع. . . .
36 -
وآحاز ولد يهوعدّة ويهوعدة ولد علمث وعزموت وزمري. وزمري ولد موصا
42 -
وآحاز ولد يعرة ويعرة ولد علمث وعزموت وزمري. وزمري ولد موصا نفس المسلسل، "يهوعدة" أصبح "يعرة". لنكمل. . .
37 -
وموصا ولد بنعة ورافة ابنه والعاسة ابنه وآصيل ابنه
43 -
وموصا ولد بنعا ورفايا ابنه والعسة ابنه وآصيل ابنه.
هنا يقول مرة: "رافة" ومرة: "رفايا"، وسوف نغض النظر عن بنعة والعسة بالرغم من اختلافهم في العبرية، والذي يلفت النظر هنا أن الاختلاف هنا موجود بلغة واحدة وسفر واحد وفي إصحاحين متتاليين، أليس غريبًا هذا الخلط؟ ؟
* * *