الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالأمن في دخولهم، فكأنه قيل لهم: اسلموا وأمنوا في دخولكم إن شاء الله. ونظيره قولك للغازي: ارجع سالمًا غانمًا إن شاء الله، فلا تعلق المشيئة بالرجوع مطلقًا، ولكن مقيدًا بالسلامة والغنيمة، مكيفًا بهما. والتقدير: ادخلوا مصر آمنين إن شاء الله دخلتم آمنين، ثم حذف الجزاء لدلالة الكلام عليه، ثم اعترض بالجملة الجزائية بين الحال وذي الحال (1).
الوجه السادس: معنى الدخول أي: الإقامة والتمكن والاستقرار
.
أي: أقيموا بها آمنين، سمى الإقامة دخولًا لاقتران أحدهما بالآخر، ويقال أيضًا: أي ادخلوا مصر تمكنوا منها واستقروا منها بعد أن دخلا عليه مصر (2).
الوجه السابع: يوسف عليه السلام استقبلهم في بيت، ثم قال لهم:{ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}
.
كأنه حين استقبلهم نزل في بيت هناك أو خيمة، فدخلوا عليه وضمّ إليه أبويه، ثم قال لهم:{ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (3).
وعلى هذا فالدخول نوعان:
قال الآلوسي: وكأنه عليه السلام ضرب في الملتقى خارج البلد مضربًا فنزل فيه فدخلوا عليه فيه فآواهما إليه ثم طلب منهم الدخول في البلدة فهناك دخولان: أحدهما: دخول عليه خارج البلدة، والثاني: دخول في البلدة (4).
* * *
(1) الكشاف (2/ 505).
(2)
تفسير الرازي (18/ 211)، المحرر الوجيز (3/ 281)، البحر المحيط (5/ 341).
(3)
الكشاف للزمخشري (2/ 505)، تفسير الرازي (18/ 211)، فتح القدير (3/ 88).
(4)
روح المعاني (13/ 57).