الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأول: الأحكام، وهذه لا يعني مخالفتُها لما عندنا بطلانَها، فقد يكون الاختلاف ناتجا عن كونها منسوخة في شرعنا، ثابتة في شرع من قبلنا، إلا أن ينص القرآن على نفي ذلك الحكم من كتاب سابق كالتوراة مثلًا، فيكون وجوده في التوراة ناتجا عن عملية تحريف متعمد.
الثاني: الأخبار والقصص، وهذه لما كان النسخ لا يجري فيها، فقد قسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما جاء موافقا لشرعنا، فهذه يحكم بصدقها، لشهادة شرعنا لها بذلك، كالبشارات المتعلقة ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في الكتابين التوراة والإنجيل.
القسم الثاني: ما جاء مخالفا لشرعنا، فهذه يحكم ببطلانها، كزعمهم أن نبي آخر الزمان سيكون من نسل داود عليه السلام يريدون بذلك الطعن في نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم. وكالأخبار التي يوردونها عن الله عز وجل كقولهم: إن الله تعب بعد أن خلق السموات فارتاح في يوم السبت، وكطعنهم في الأنبياء عليهم السلام بإيرادهم قِصصًا تنتقص من قدرهم، أو تطعن في عصمتهم. أو في أخبارٍ عن السابقين مخالفةٍ لما جاء في شرعنا الحنيف.
القسم الثالث: ما لم يشهد لها شرعنا لا بالموافقة ولا بالمخالفة، فهذه يُتوقف فيها، فلا نصدقها خشية أن تكون مما أدخلته يدُ التحريف، ولا نكذبها خشية أن تكون من وحي الله عز وجل وعلى هذا القسم يُنَزَّلُ قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم"، و {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136] (1)
إذن نستخلص قاعدةً هامةً وهي من أهم أصول الاحتجاج والمناظرة: لا تناقش فرعًا مرتبطًا بأصل والفرع لا يوافقك فيه.
الوجه السابع: التواريخ في التوراة تتكلم
.
نقول: إن حجة المعترض أن إبراهيم ونمرود لم يتعاصرا بدليل أن النمرود جاء قبل
(1) البخاري (4215).
إبراهيم بـ 300 سنة لا يصح، والتورايخ في التوراة تقول ذلك وإليك البيان:
بدراسة أجدادهما منذ خلق آدم لتبين الفرق بينهما يتضح الآتي:
أولًا: ينص سفر التكوين على أن نمرود وإبراهيم يشتركان في جدهما نوح؛ لأن نمرود هو ابن كوش بن حام بن نوح (تكوين 10/ 6 - 8).
وإبراهيم هو ابن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح بن أرفكشاد بن سام بن نوح (لوقا 3/ 34 - 36).
وقد يقول قائلٌ: إن بُعْدَ المسافة بين إبراهيم ونوح وقربَها بين نمرود ونوح تُعَبِّرُ عن بعد المسافة الزمنية بين إبراهيم ونمرود.
ولكن سفر التكوين الذي أخذ منه ذلك يقول غير هذا وإليك البيان:
الاسم
…
سن الوالد عند ميلاده
…
الزمن من خلق آدم
…
الموضع من سفر التكوين
آدم
…
خلق ولم يولد
…
0
…
5/ 1
شيث
…
130
…
130
…
5/ 3
أنوش
…
105
…
235
…
5/ 6
قينان
…
90
…
325
…
5/ 9
مهللئيل
…
70
…
395
…
5/ 12
يارد
…
65
…
460
…
5/ 15
أخنوخ
…
162
…
622
…
5/ 18
متوشالح
…
65
…
687
…
5/ 21
لامك
…
187
…
874
…
5/ 25
نوح
…
182
…
1056
…
5/ 28
سام وحام ويافث
…
500
…
1556
…
5/ 32
ملحوظة هامة: جاء في سفر التكوين (7/ 6) ولما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الأرض، وهنا يحدث تفرع النسل فنمرود من ذرية حام وإبراهيم من ذرية سام
أولًا: نمرود
الاسم
…
سن الوالد عند ميلاده
…
الزمن من خلق آدم
…
الموضع من سفر التكوين
كوش
…
حوالي مئة أو أكثر
…
1656
…
10/ 1
نمرود
ثانيًا: إبراهيم
أرفكشاد
…
100
…
1658
…
11/ 10
شالح
…
35
…
1693
…
11/ 12
عابر
…
30
…
1723
…
11/ 14
فالج
…
34
…
1757
…
11/ 16
رعو
…
30
…
1787
…
11/ 18
سروج
…
32
…
1819
…
11/ 20
ناحور
…
30
…
1849
…
11/ 22
تارح
…
29
…
1878
…
11/ 24
إبراهيم
…
70
…
1948
…
11/ 26
والجدول السابق يوضح أن الفارق بين مولد إبراهيم ومولد كوش - أبو نمرود - (1948 - 1666) = 282 سنة.
ومما تبين أن أقل أعمار أباء كوش هو 365 (تك 5/ 23) وتصل إلى 969 (تك 5/ 27) فلا يبعد أبدا أن يكون إبراهيم أدرك أبا نمرود فكيف ننفي معاصرة إبراهيم لابن كوش (النمرود)؟