الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان ذلك مصححًا للحديث إذ لم يروه عنه؛ بل أرسل القصة إرسالًا، وقال ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة الحارث هذا: وقد ذكر ابن منده أن الحارث بن خزمة هو الذي جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالآيتين خاتمة سورة التوبة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخر السورة؛ وهذا عندي فيه نظر.
وأما حديث عباد بن عبد الله بن الزبير الذي هنا فإنه حديث منكر شاذ مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة: أن القرآن بلَّغه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته سورًا معروفة مفصلة، يفصل بين كل سورتين منها البسملة إلا في أول براءة، ليس لعمر ولا لغيره أن يرتب فيه شيئًا، ولا أن يضع آية مكان آية، ولا أن يجمع آيات وحدها فيجعلها سورة، ومعاذ الله أن يجول بشيء من هذا في خاطر عمر.
ثم قال: فهذا الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن. (1)
الوجه الثاني: آية التوبة كانت مع أبي خزيمة ولم تكن مع الحارث بن خزيمة
.
وهذا ما قاله القرطبي وابن حجر، والأرجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية (2).
الوجه الثالث: وعلى فرض صحة الأثر
.
قال ابن حجر: فهذا إن كان محفوظًا احتمل أن يكون قول زيد بن ثابت: وجدتها مع أبي خزيمة لم أجدها مع غيره. أي: أول ما كتبت ثم جاء الحارث بن خزيمة (3) بعد ذلك. أو أن أبا خزيمة هو الحارث بن خزيمة لا ابن أوس. (4)
الرد على قولهم: أن آية الأحزاب كان فقدها في جمع أبي بكر
.
(1) مسند أحمد 3/ 163: 164.
(2)
تفسير القرطبي 1/ 73، فتح الباري 8/ 196، 8/ 631.
(3)
الصحيح أنه الحارث بن خزمة، وليس خزيمة كما ذكر ذلك الحافظ.
(4)
فتح الباري 8/ 632.