الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - شبهة: حول قوله تعالى: {بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}
نص الشبهة:
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: 26].
1 -
لما ضرب محمد صلى الله عليه وسلم المثل بالذباب والعنكبوت وذكر النحل والنمل، قال المعارضون: ما أراد الله بذكر هذه الأشياء الخسيسة! إننا لا نعبد إلهًا يذكر هذه الأشياء، فقال محمد:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} فأجابهم من جنس قولهم ولم يأت بجديد.
2 -
كان ينبغي أن يقول بعوضة فما تحتها لا بعوضة فما فوقها، في تحتها هو الصحيح في مثل هذا الموقف، وقد حاول علماء المسلمين تفسير هذا فقالوا: أي دونها في الصغر (1).
الجواب على هذه الشبهة بعون الله تعالى من وجوه:
الوجه الأول: الآية حوت علمًا وبلاغة عظيمة
.
الوجه الثاني: أين الأمانة في النقل؟
الوجه الثالث: بلسان عربي مبين.
وإليك التفصيل
الوجه الأول: الآية حوت علمًا وبلاغة عظيمة.
قول المعترض: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يأت بجديد، فهذا غير صحيح؛ بل إن الآية إنما حوت علمًا وبلاغة عظيمة نذكر من ذلك:
1 -
إثبات صفة الحياء لله جل جلاله على الوجه الذي يليق به سبحانه، وهذا مما لا يعرف بالعقل.
2 -
بيان شيء من علل ضرب الأمثال بالشيء دق أو عظم، وهو ابتلاء، وذلك يتضح في بقية الآية من قوله تعالى:{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)} [البقرة: 26].
(1) تفسير الطبري (2/ 26).