الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الثاني: قصة طلب الحواريين من عيسى عليه السلام أن ينزل عليهم ربهم مائدة من السماء ثابتة بالقرآن الكريم
.
قال ابن كثير: هذه قصة المائدة، وإليها تنسب السورة فيقال:"سورة المائدة". وهي مما امتن الله به على عبده ورسوله عيسى عليه السلام لما أجاب دعاءه بنزولها، فأنزلها الله آية ودلالة معجزة باهرة وحجة قاطعة (1).
الوجه الثالث: هل نزلت المائدة على عيسى عليه السلام والحواريين
؟
اختلف أهل العلم في نزول المائدة من عدمه، والجمهور على أنها نزلت لقوله تعالى:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} [المائدة: 115]، والله سبحانه لا يخلف الميعاد.
قال ابن جرير: بعدما ذكر اختلاف أهل التأويل في "المائدة"، هل أنزلت عليهم، أم لا؟ ، فإن الله عز وجل لا يخلف وعدَه، ولا يقع في خبره الْخُلف، وقد قال - تعالى ذكره - مخبرًا في كتابه عن إجابة نبيه عيسى عليه السلام حين سأله ما سأله من ذلك:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} ، وغير جائز أن يقول - تعالى ذكره -:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} ، ثم لا ينزلها؛ لأن ذلك منه - تعالى ذكره - خبر، ، ولا يكون منه خلاف ما يخبر، ولو جاز أن يقول:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} ثم لا ينزلها عليهم، جاز أن يقول: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ
(1) تفسير ابن كثير (3/ 280).