الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصة هذا العمل
فى أوائل الثمانينات من القرن الماضى، حصلت من احدى المكتبات التجارية فى انقرة وهى مكتبة صالح الخان على نسخة كاملة من خمسة أجزاء من الأصل التركى العثمانى لكتاب أيوب صبرى باشا الذى عنوانه مرآة مكة المكرمة ومرآة المدينة المنورة ومرآة جزيرة العرب وكانت نسخة نادرة، واشتريتها أملا فى ترجمتها إلى اللغة العربية. ثم كانت المشاغل العلمية وكثرة السفر فتأخر التفكير فى الترجمة.
ولما أراد الله، تكون فريق عمل متخصص فى اللغة التركية وفى التاريخ لترجمة هذا الكتاب وفريق آخر لمراجعة الترجمة. والجدير بالتسجيل هنا أن جميع من أسهم فى هذا العمل. من مترجمين ومراجعين ومشرفين، قنعوا بالرمز والقليل فى أداء دورهم وأنتهت علاقتنا المادية بترجمة هذا الكتاب ولكن كان من الضرورى نشر الكتاب، فاستشرنا الأستاذة الدكتورة/ماجدة مخلوف فدلتنا على دار الآفاق العربية وصاحبها الأستاذ/سليم عبد الحى سليم الذى وجدنا منه كل ترحيب بالنشر، وشكرناه كثيرا وقدرنا له هذا. وقدر هو لنا أن لم تكن لنا شروطا مادية فى نشر الطبعة الورقية من هذا الكتاب. واهتم بالطباعة وكرس لها الشيخ محمود جيرة الله لهذا أهنى المكتبة العربية والمستفدين من ظهور هذا السفر العظيم
محمد حرب
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكتاب من درر التراث العثمانى وهو تراث إسلامى مكتوب باللغة التركية العثمانية وهى لغة أسهمت إسهاما واضحا فى مسيرة التراث الإسلامى، ومعلوم أن التراث الإسلامى لا يقتصر على التراث المكتوب باللغة العربية فحسب، إنما تتنازعه الفارسية والتركية: الشرقية والغربية وغير ذلك من لغات المسلمين مثل هذه اللغات فى ذلك مثل اللغة العربية، بالإضافة إلى التراث الشفاهى لهذه الشعوب.
ومصنف هذا الكتاب هو أيوب صبرى باشا، وهو مؤرخ عثمانى توفى فى استانبول عام 1890 م ولما كان-يرحمه الله-قد تنقّل فى السلك العسكرى حتى وصل إلى رتبة أميرلاى فى البحرية العثمانية وأقام فترة طويلة بالحرمين الشريفين مكة والمدينة أتاح له ذلك أن يثرى علمه ومشاهداته ورؤيته الشخصية ومعرفته الواسعة بالتاريخ الإسلامى، وبدا هذا واضحا فى تصنيفه لكتابه هذا المشهور جدا والذى يتفوق كثيرا على ما كتب فى فنه فى كل اللغات.
وأهم مصنفات أيوب صبرى باشا هذا العالم المؤرخ الأديب:
1 -
محمود السير 1870 م
2 -
تكملة المناسك 1875 م
3 -
أسباب العناية فى ترجمة بداية النهاية 1889 م
4 -
شرح قصيدة بانت سعاد 1884 م
5 -
مرآة مكة 1884 م
6 -
مرآة المدينة 1887 م
7 -
مرآة جزيرة العرب 1889 م
وتمثل هذه المرايا الثلاثة هذه الموسوعة التى بين يديك عزيزى القارئ ولما كان أيوب صبرى باشا-بهذا العمل الموسوعى الضخم-يمثل عهد السلطان عبد الحميد صاحب سياسة الجامعة الإسلامية والتقارب الإسلامى، لذلك وجد هذا الكتاب على ضخامته طريقه إلى المطبعة، وقد جاء هذا الكتاب موسوعة جامعة شاملة عن هذه البقعة الطيبة قلما توجد فى كتاب واحد وبهذه الصورة الرائعة التى صنف الباشا بها كتابه.
قسم أيوب صبرى باشا كتابه إلى ثلاثة مجلدات فى خمسة أجزاء:
الأول: مرآة مكة فى جزأين
الثانى: مرآة المدينة فى جزأين أيضا
الثالث: جزيرة العرب فى جزء واحد
ويقع الكتاب فى 3000 صفحة تقريبا، من القطع الكبير.
إن هذا المصنّف الذى يعد-بحق-موسوعة علمية وثقافية بما حواه من المعارف والفنون والتاريخ والقصص والشعر والإحصاءات قد استغرق تأليفه سبعة عشر عاما فقد قام المؤلف بتنقيح مادة كتابه، وانتقاها جيدا إذ إنه بجانب اعتماده على المصادر والمراجع كان يسأل الأحياء من الناس من كبار السن يستوثق لمادة كتابه.