المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌23 - مباركة: وسبب إطلاق هذه التسمية واضح من اللفظ.   ‌ ‌24 - - موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - جـ ١

[أيوب صبري باشا]

فهرس الكتاب

- ‌قصة هذا العمل

- ‌هل كانت كلمة المرآة مقصودة من المؤلف؟وماذا أراد المؤلف باستخدام كلمة المرآة ودلالتها

- ‌أسباب تصنيف الموسوعة:

- ‌أولا:

- ‌ثانيا:

- ‌الكتاب المصنّف:

- ‌سبب إطلاق هذه الأسماء على مكة:

- ‌فالأبواب الشرقية:

- ‌أما الأبواب الجنوبية فهى:

- ‌والأبواب الغربية:

- ‌والأبواب الشمالية:

- ‌وللمسجد الشريف خمسة أبواب هى:

- ‌ أثرب:

- ‌ أرض الله، أرض الهجرة:

- ‌ أكالة البلدان، أكالة القرى:

- ‌ البارة:

- ‌ الجليلة:

- ‌ ذات الحجر:

- ‌ سيدة البلاد:

- ‌ شافية:

- ‌ طيبة وطيّبة:

- ‌ عذراء:

- ‌ فاضحة:

- ‌ مؤمنة:

- ‌1 - أهل المدر:

- ‌2 - أهل الوبر:

- ‌تربية الأطفال

- ‌الزواج وعاداته

- ‌وليمة العرس:

- ‌حفل الختان

- ‌الخيل:

- ‌عناصر مجلد «مرآة جزيرة العرب»:

- ‌مرآة مكة

- ‌الوجهة الأولى

- ‌إفادة مخصوصة:

- ‌الخلاصة:

- ‌بيت الله (الكعبة):

- ‌ الملتزم

- ‌ المستجار

- ‌ الحجر الأسود

- ‌داخل الكعبة:

- ‌حجر إسماعيل:

- ‌ميزاب الكعبة:

- ‌حفرة المعجن:

- ‌الشادروان:

- ‌الستارة الشريفة:

- ‌المطاف الشريف:

- ‌المقام الشريف:

- ‌المنبر اللطيف:

- ‌المقامات الأربعة:

- ‌المقام الحنفى:

- ‌المقام الشافعى:

- ‌المقام الحنبلى:

- ‌المقام المالكى:

- ‌قبة الفراشيين:

- ‌قبة السقاية:

- ‌مسألة:

- ‌البلدة المعظمة مكة المكرمة

- ‌أديان العرب فى الجاهلية

- ‌أسماء مكة الله السامية

- ‌منظومة

- ‌سبب إطلاق هذه الأسماء على الكعبة

- ‌رواية:

- ‌نظم:

- ‌بكة:

- ‌بلد:

- ‌قرية:

- ‌أم القرى:

- ‌البلد:

- ‌أم رحم:

- ‌باسة:

- ‌صلاح:

- ‌ناسة:

- ‌حاطمة:

- ‌رأس:

- ‌كوثى:

- ‌عرش وعريش وعرش:

- ‌قادس، قادسية:

- ‌سبوحة:

- ‌حر‌‌ام:

- ‌ام:

- ‌معطشة:

- ‌برة:

- ‌رتاج:

- ‌رحم وأم الرحمة:

- ‌أم كوثى:

- ‌أمينة:

- ‌أم الصفا:

- ‌مروية:

- ‌متحفة:

- ‌أم المشاعر:

- ‌البلدة المرزوقة:

- ‌رواية:

- ‌حكمة:

- ‌حكاية مليئة بالعبر:

- ‌تهامة:

- ‌الحجاز:

- ‌البلدة الطيبة:

- ‌مدينة الرب:

- ‌عاقر:

- ‌فاران:

- ‌عتيق:

- ‌أسباب تلقيب بيت الله بالألقاب الجميلة

- ‌المشرفة:

- ‌مكرمة:

- ‌مهابة:

- ‌والدة:

- ‌نادرة:

- ‌جامعة:

- ‌المباركة:

- ‌المفخمة:

- ‌ المشرفة

- ‌أعلام قلاع الحرمين الشريفين

- ‌استيلاء طائفة القرامطة المفسدين على مكة المعظمة

- ‌استطراد

- ‌إخطار:

- ‌ الحسينية

- ‌وادى فاطمة

- ‌تنبيه:

- ‌العلاج:

- ‌درجات الحرارة

- ‌إفادة خاصة:

- ‌تنبيه:

- ‌الخوخ:

- ‌المشمش:

- ‌التين:

- ‌السفرجل:

- ‌الكمثرى:

- ‌التفاح:

- ‌البرقوق:

- ‌التمرهندى:

- ‌العنب:

- ‌التمر:

- ‌اللوز:

- ‌الجوز:

- ‌التوت:

- ‌العناب:

- ‌البطيخ والشمام:

- ‌البرتقال:

- ‌‌‌الليمون:

- ‌الليم

- ‌الرمان:

- ‌الموز:

- ‌ الخيار

- ‌العجور:

- ‌الهندباء:

- ‌الخرشوف:

- ‌البامية:

- ‌الكرفس:

- ‌الفاصوليا الخضراء:

- ‌السلق:

- ‌الجزر اليمانى:

- ‌الباذنجان:

- ‌الفاصوليا الجافة والفول الجاف:

- ‌الفجل:

- ‌شبت:

- ‌الثوم:

- ‌الكمون:

- ‌أسباب ظهور الأمراض فى مكة المفخمة

- ‌نصائح لمن يذهبون إلى الحجاز:

- ‌حكاية:

- ‌طواف طائر بالبيت المعظم:

- ‌طواف الجن:

- ‌الصورة الرابعةالتعريف بحدود كعبة الله بالفضائل الجليلة لمكة المكرمة

- ‌نظم

- ‌هناك ثلاث روايات عن مقام إبراهيم

- ‌الرواية الأولى:

- ‌الرواية الثانية:

- ‌الرواية الثالثة:

- ‌النتيجة:

- ‌الحكمة الأولى:

- ‌الحكمة الثانية:

- ‌الحكمة الثالثة:

- ‌الحكمة الرابعة:

- ‌الحكمة الخامسة:

- ‌استطراد

- ‌شعر

- ‌حدود حرم الله ومواقيت كعبة الله المكانية:

- ‌‌‌شعر

- ‌شعر

- ‌أسماء الذين جددوا أميال المواقيت:

- ‌الصورة الخامسةفى توضيح المسائل الهامة الخاصة بإيجار واستئجار بيوت هذه المدينة المفخمةللإقامة فى مدينة مكة المعظمة

- ‌حكاية:

- ‌حكاية أخرى:

- ‌قصة غريبة:

- ‌نظم

- ‌خلاصة مسألة إيجار البيوت:

- ‌الوجهة الثانيةتحتوى على ثلاث عشرة صورة مرتبة تضم أقوال المؤرخين التى ذكرت حولتفاصيل بناء مكة المعظمة وعمارتها، وعن الذين قاموا ببناء هذه البقعة المقدسةالمباركة، وأسباب تجديدها وتعميرها وإنقاص مساحتها وتوسيعها

- ‌الصورة الأولىتعرض الأقوال التى ذكرت فى أوليات بناء الكعبة

- ‌شعر

- ‌الصورة الثانيةفى تفصيل وبيان كيفية بناء الكعبة المعظمة للمرة الأولى

- ‌الصورة الثالثةتوضح صورة بناء الكعبة المعظمة فى المرة الثانية

- ‌أقوال الجمهور فى تعريف البيت المعمور:

- ‌إخطار:

- ‌الصورة الرابعة توضح كيفية تجديد الكعبة المحرمة فى المرة الثالثة

- ‌حكمة:

- ‌ترجمة حال سيدنا الخليل عليه سلام الله الجليل:

- ‌رباعية:

- ‌تفصيل

- ‌قطعة

- ‌استطراد

- ‌بيت

- ‌أبيات

- ‌حكمة

- ‌إخطار:

- ‌صورة هجرة سيدنا إبراهيم إلى مصر:

- ‌إضافة:

- ‌إخطار:

- ‌إخطار:

- ‌أبيات

- ‌سبب سفر خليل الرب الجليل إلى واد غير ذى زرعومكة وطريقة سفره

- ‌استطراد

- ‌إخطار:

- ‌نظم

- ‌تنبيه:

- ‌كيف ظهر بئر زمزم الشريف:

- ‌الغراب الأعصم:

- ‌أسماء زمزم الشريف

- ‌1 - زمزم:

- ‌2 - همزة:

- ‌3 - هزمة جبريل:

- ‌4 - ظبية:

- ‌5 - طيبة:

- ‌6 - برة:

- ‌7 - عصمة:

- ‌8 - مضنونة:

- ‌9 - شباعة العيال:

- ‌10 - عونة:

- ‌11 - سقيا الله إسماعيل:

- ‌12 - بركة:

- ‌13 - سيدة:

- ‌14 - نافعة:

- ‌15 - بشرى:

- ‌16 - صافية:

- ‌17 - معذبة:

- ‌18 - طاهرة:

- ‌1).19 -حرمية:

- ‌20 - مروية:

- ‌21 - سالمة:

- ‌22 - ميمونة:

- ‌23 - مباركة:

- ‌24 - كافية:

- ‌25 - عافية:

- ‌26 - طعام طعم:

- ‌27 - شفاء سقم:

- ‌28 - مؤنسة:

- ‌29 - شراب الأبرار:

- ‌30 - تكتم:

- ‌نظم

- ‌هجرة قبائل الجراهمة وقطورا إلى مكة المكرمة

- ‌زواج سيدنا إسماعيل وذهاب سيدنا إبراهيم إلى مكة لمقابلة ابنه

- ‌نظم

- ‌مسألة:

- ‌كيفية حدوث قصة الذبح الجليلة

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌قطعة

- ‌حكمة:

- ‌استطراد

- ‌لاحقة:

- ‌تكليف حضرة الخليل ببناء الكعبة المعظمة:

- ‌إخطار:

- ‌قطعة:

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌قطعة

- ‌لائحة فى ذكر كيف قدمت وتشكلت حكومة العمالقة والجراهمة فى مكةالمكرمة

- ‌نظم

- ‌انتقال حكومة مكة إلى يد بنى خزاعة

- ‌القصيدة:

- ‌إخطار:

- ‌الصورة السادسةتوضح كيف تم تجديد البيت العتيق فى المرة الخامسة وكيف نجح العمالقة فىتجديده

- ‌الصورة السابعةتبين طريقة تجديد البيت الأكرم فى المرة السادسة

- ‌الصورة الثامنةفى ذكر طريقة تجديد وبناء كعبة الله فى المرة السابعة

- ‌إخطار:

- ‌انتقال حكومة مكة المكرمة إلى قصى بن كلاب بن مرة:

- ‌استطراد:

- ‌نشأة الإجازة:

- ‌جاهلية العرب:

- ‌الذيل:

- ‌تأسيس مدينة مكة المعظمة المشهورة

- ‌استطراد:

- ‌الحجابة:

- ‌السقاية:

- ‌الآبار الموجودة فى مكة المعظمةقبل ظهور بئر زمزم الشريف

- ‌ طوى

- ‌ بذر

- ‌ سجله

- ‌حفر، سقية، أم أحراد، سنبلة، غمر:

- ‌مسألة:

- ‌لاحقة:

- ‌اللواء:

- ‌الندوة-معناها الاجتماع:

- ‌السفارة:

- ‌النظارة:

- ‌صاحب القبة ومعناه ناصب الخيمة:

- ‌الأزلام:

- ‌طريقة التفاؤل وإجراء القرعة بالأزلام:

- ‌قرعة العرب فى الجاهلية

- ‌لعب القمار فى الجاهلية

- ‌خازن الآلات والأموال:

- ‌رفادة:

- ‌شكل السماط

- ‌القيادة:

- ‌اختلاف قريش:

- ‌مطالعة:

- ‌تعريف الكهانة

- ‌ العرافة

- ‌الزجر والطيرة:

- ‌حكاية:

- ‌الصورة التاسعةفى تفصيل كيفية بناء الكعبة المعظمة للمرة الثامنة

- ‌ فتوى:

- ‌ صورة الفتوى الشريفة:

- ‌إخطار:

- ‌ ظهور حية كبيرة فوق الكعبة:

- ‌صور الأنبياء وقصص مثيرة للعجب والحيرة

- ‌ حكاية:

- ‌‌‌ حكاية:

- ‌ حكاية:

- ‌صورة دخول عبادة الأصنام إلى أرض الحجاز:

- ‌بدء ظهور عبادة الأصنام على وجه الأرض

- ‌الكلمات المسموعة من أصنام أهل مكة

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌ حكمة:

- ‌ الأبيات

- ‌الأبيات التى سمعها وائل من داخل الصنم

- ‌شعر

- ‌ادعاء جمشيد الألوهية

- ‌ظهور طقوس الوثنية بين أحفاد إسماعيل

- ‌أول من اعتنق عبادة الأصنام من بنى إسماعيل:

- ‌إخطار:

- ‌معلومات خاصة بالجن والشياطين

- ‌لننتقل للبحث عن إبليس:

- ‌ حكاية:

- ‌ حكاية:

- ‌ الأبيات

- ‌قصة الفيل العجيبة:

- ‌بلاد الحبشة:

- ‌استطراد:

- ‌معلومات خاصة فى صورة خلقة الفيل وكيفية العناية به:

- ‌فى تعريف رصانة أبنية القليس:

- ‌قصة بيت أصنام بنى بغيض:

- ‌هجوم ملك الروم .. بقصد تخريب كعبة الله القيوم:

- ‌الصورة العاشرةفى تجديد مبانى الكعبة المقدسة للمرة التاسعة

- ‌خطبة ابن الزبير:

- ‌الصورة الحادية عشرةفى تجديد مبانى الكعبة المقدسة للمرة العاشرة

- ‌حادثة غريبة:

- ‌ترجمة حال ابن الزبير:

- ‌مطالعة:

- ‌تعريف مراتب وألقاب الخلافة والسلطنة والمملكة بالإجمال

- ‌حكام أوربا:

- ‌الصورة الثانية عشرةفى ذكر كيفية تعمير أركان بيت الله وتشييده

- ‌حكاية غريبة:

- ‌الصورة الثالثة عشرةتجديد بيت الله للمرة الحادية عشرة

- ‌عين زبيدة:

- ‌إحدى كرامات بيت الله الحرام:

- ‌ الأسباب القهرية التى بينها المهندسون فى تقارير المعاينة

- ‌ردود المعترضين:

- ‌رغبتهم فى عدم تنظيف الحرم الشريف:

- ‌تكليف رضوان باشا بإعادة بناء بيت الله:

- ‌رؤيا غريبة

- ‌حكاية أخرى

- ‌مكافاة رضوان أغا على جهده وإخلاصه

الفصل: ‌ ‌23 - مباركة: وسبب إطلاق هذه التسمية واضح من اللفظ.   ‌ ‌24 -

‌23 - مباركة:

وسبب إطلاق هذه التسمية واضح من اللفظ.

‌24 - كافية:

لأنه يقوم مقام الطعام.

‌25 - عافية:

لأنه يكسب شاربه الصحة والعافية.

‌26 - طعام طعم:

مفهوم من اللفظ.

‌27 - شفاء سقم:

إنه شفاء من المرض كما سيرد فى الحديث الشريف الآتى فيما بعد.

‌28 - مؤنسة:

أنه يؤنس سكان حرم كعبة الله.

‌29 - شراب الأبرار:

ذلك لأن جميع الأنبياء وأولياء الله الكرام شربوا مرتوين من هذا الماء كما أن ماء زمزم اكتسب شرفا وقيمة حينما امتزج ماءه بريق النبى صلى الله عليه وسلم.

‌30 - تكتم:

سبب تسميته بهذا الاسم اختفاؤه وانقطاعه فى زمن «مضاض بن عمرو» .

‌نظم

لزمزم ثلاثون اسما فاذكر

منها خلوص إيمانك يظهر

همزة وهزمة شفاء سقم ميمونة

طاهرة مروية سقيا وشراب الأبرار

سيدة بركة ومضنونة مبارك عصمة

عافية معذبة طعام طعم أحرار

مونسة تكتم وبرة، حرمية عونه

ظبيه، زمزم وطيبة، وبشرى كبار

صافية، كافية، وأيضا نافعة وسالمة

وأيضا شباعة كما قال عنها شيوخنا الأخيار

ص: 225

وقد جاء فى الخبر واتفق عليه جمهور العلماء أن زمزم الشريف أفضل ماء وأعذبه بعد الماء الزلال الذى نبع من أصابع النبى المباركة وهو معجزة من معجزاته عليه السلام.

تفضلت أم أيمن-رضى الله عنها-حاضنة النبى-صلى الله عليه وسلم-وقالت طول مدة قيامى بحضانة وخدمة مستوجب المغفرة الدر اليتيم الرسول-صلى الله عليه وسلم-لم أجده يشكو من الجوع والعطش فى أى وقت من الأوقات، وكان فى الصباح يأكل قليلا من الطعام ثم يشرب عليه من زمزم المبارك وبعد ذلك كلما أردت أن أطعمه كان يجيبنى قائلا إننى شبعان.

ويجب أن يقال فى أثناء شرب ماء زمزم: «اللهم إنى أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم» يروى عن ابن عباس-رضى الله عنهما- أن نفع ماء زمزم يتوقف على نية شاربه «إذا شرب بنية الشفاء فالله سبحانه وتعالى، ينعم بالشفاء وإذا شرب بنية الاستعاذة فالله-سبحانه وتعالى-يحفظ شاربه من كل سوء. وإذا شرب بنية إزالة الحرارة تنطفئ.

وهى تكون هكذا بالنسبة لمن يشربونها بصدق نية وسلامة طوية بدون أن يكون شربهم لتجربة مدى صحة الحديث الشريف. لأن الخصائص المذكورة لماء زمزم الشريف موجودة الآن وباقية وظاهرة إلى قيام الساعة، ولكن الله-سبحانه وتعالى-يفضح المجرمين الذين يشربونه بقصد التجربة وقد قال النبى-صلى الله عليه وسلم ذات مرة وهو يوضح الخواص الجليلة لذلك الماء المبارك إنها مباركة وذات مرة قال إنها طعام طعم وفى مرة إنها طعام طعم وشفاء سقم، وذات مرة:«إن ماء زمزم لما شرب له» ،وذات مرة قال:«التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق» وقال مرة: «لا يجتمع ماء زمزم المكرم ونار جهنم فى جوف عبد أبدا» ،وفي مرة «خمس من العبادة، النظر فى المصحف، والنظر إلى الكعبة، والنظر إلى الوالدين، والنظر فى زمزم وهى تحط الخطايا، والنظر إلى وجه العالم ومرة:

«خير بئر على وجه الأرض ماء زمزم» .ومرة أخرى: «من جاء هذا البيت، حاجا

ص: 226

فطاف به ثم أتى مقام إبراهيم عليه السلام فصلى عنده ركعتين ثم أتى إلى زمزم، ثم شرب من مائها أخرجه الله من ذنوبه كيوم ولدته أمه».

ذهب عبد الله بن المبارك ذات يوم إلى بئر زمزم الشريف، وطلب جرعات من ماء زمزم وأخذ كوبا منه وتوجه إلى كعبة الله وقال: «إلهى إن حبيبك محمد المصطفى عليه وعلى آله من التحيات أذكاها، قال إن ماء زمزم لما شرب له، وأنا أشرب هذا الماء بنية إزالة عطش يوم القيامة هذا اليوم الملئ بالهول وإطفاء نار حرارة هذا اليوم، وشرب كوب الماء.

بناء على تعريف صاحب كتاب «البحر العميق ومناسك ابن العجمى» .

إن الذين يشربون ماء زمزم الشريف طلبا للمغفرة قائلين «اللهم إنه بلغنى أن رسولك-صلى الله عليه وسلم-قال: «ماء زمزم لما شرب له» (حديث شريف) اللهم إنى أشربه لتغفر لى، اللهم اغفر لى فيغفر له ذنوبه، والذين يشربونه طلبا للشفاء من العلل والأمراض يجب أن يقولوا «اللهم إنى أشربه مستشفيا به اللهم فاشفنى» .

قال محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق (رضى الله عنهم) بينما كنت يوما فى مجلس عبد الله بن عباس جاء رجل وقال له ابن عباس من أين أتيت فأجابه من بئر زمزم، فقال ابن عباس هل استطعت أن تشرب من الماء المبارك وفقا للطريقة المسنونة؟ فقال الرجل:«إنى شربت من ماء زمزم وسوف أشكركم إذا ما بينتم لى الطريقة المسنونة لشرب زمزم» -فقال له: «عند ما تشرب ماء زمزم استقبل القبلة واذكر الله واشرب حتى ترتوى وتنفس ثلاث مرات فى أثناء الشرب وبعد الشرب احمد الله سبحانه وتعالى» ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: الفرق بين المسلمين والمنافقين أن المنافقين لا يشربون ماء زمزم حتى يبلغ حلوقهم وبذلك بين الطريقة المثلى لشرب ماء زمزم.

وقد صدق الدار قطنى والحاكم قول ابن عباس وبيّنا أنه يطابق تماما الأحاديث النبوية الشريفة وشرحا أن زمزم يشرب على ثلاث دفعات ويبدأ كل مرة بالبسملة وتنتهى بحمد الله. والمقصود بكلمة حتى تبلغ الحلق أنه لا بد أن يملأ البطن بماء

ص: 227

زمزم حتى تصل إلى ما بين عظام الضلوع ومن الجائز نقل ماء زمزم الزلال إلى خارج الحرم أى يؤخذ إلى بلاد المسلمين للتبرك به. والتوضؤ بماء زمزم غير مكروه ويجوز الاغتسال به، لكن من يستنجون به يصابون بمرض البواسير.

وبما أن الرسول-صلى الله عليه وسلم-منبع الحكمة قد نقل ماء زمزم الشريف إلى خارج الحرم، فمن السنة السنية الأحمدية نقل الحجيج ماء زمزم معهم عند العودة.

من عجائب زمزم المكرم من الأمور المجربة إذا شرب إنسان ما من ماء زمزم حتى بلغ حلقه وقد أخلص النية ثم قال «يا زمزم زمى» شفى من مرض الشراهة فى الأكل.

قال أحد الصالحين للإمام اليافعى عليه رحمة الله: كنت أجلس ذات يوم عند كعبة الله، وفجأة جاء رجل غطى وجهه بشال ودخل إلى مبنى بئر زمزم وملأ جرته ماء وشرب قدرا من الماء ورجع، وعند ما جاء إلى جانبى طلبت منه الجرة المذكورة، وعند ما شربت الماء المتبقى بداخلها أحسست بلذة عجيبة لم أتذوقها طوال عمرى فكان ماء زمزم بداخل الجرة كأنه شرابا حلوا ممزوجا بالعسل المصفى، وعند ما أردت أن أنظر إلى وجه الرجل لأتبين من هو فإذا به يأخذ الجرة من يدى وانصرف.

وفى اليوم الثانى ذهبت إلى المسجد الحرام من الفجر وجلست بجانب بئر زمزم عسى أن أراه مرة أخرى وبعد مرور وقت قصير ظهر الرجل بوجهه المغطى وتقدم إلى داخل مبنى بئر زمزم وملأ دلو ماء من زمزم وشرب منه وشربت ما تبقى فى الدلو وكأن ما شربته لم يكن ماء زمزم المكرم إنما كان حليبا ممزوجا بالسكر.

وينقل أن رسولنا سيد الكائنات عليه ألطف التحيات، شرف بئر زمزم ذات يوم وسحب السقاة دلو ماء، وقدموه له فشرب الرسول-صلى الله عليه وسلم-القليل منه ومزج الباقى بريقه المبارك وسكب السقاة ذلك الماء الممزوج داخل بئر زمزم للتبرك، فقال الرسول-صلى الله عليه وسلم-إن ماء زمزم يشفى المرض ويدفع الجوع عن الذى يشربه بنية الطعام.

ص: 228

وعن أبى ذر الغفارى-رضى الله عنه البارى-أنه فى الأيام التى لا يجد طعاما صالحا للأكل يشرب ماء زمزم الشريف ويكسب طاقة وهكذا كان يدفع الجوع والحرارة. إن خواص زمزم الموضحة أعلاه يصدقها الأطباء أيضا.

وحسبما قال المجربون. إنه يقوى المعدة ويسهل هضم الطعام وإذا شرب والمعدة خاوية، فإنه يطهر الأمعاء. ويهدئ سخونة الجسم بناء على هذا يجب الارتواء منه والمعدة خاوية والتبرك به.

وقد ثبت بالحديث الصحيح أن ماء زمزم الشريف أفضل من الكوثر ويزيل من شاربه الحرص والطمع، ويسهل هضم الطعام، ويبرئ الأمراض المزمنة وغير المزمنة ويحث على الطاعة والعبادات، ويزيد نور البصيرة ويقوى الفهم والطاعة والعلم، ويزيل أمراض الجسم وغضب الله واجد الوجود، ويضفى على القلب رقة، والذين يشربونه اتباعا للسنة السنية الأحمدية يرضون الله-سبحانه وتعالى ويغيظون الجن والشيطان الرجيم ويؤلمونهما ويبعثون فى إيمانهم القوة والنضارة.

وقد كتب الإمام السمهودى فى كتابه (خلاصة الوفاء)،وهو من مؤرخى المدينة المنورة المشهورين المتأخرين: يوجد مثل هذا الماء فى المدينة المنورة أيضا حتى أنه يطلق على بئره «بئر زمزم» ،ويحمل ماؤه إلى البلاد الأخرى بقصد التبرك به.

***

ص: 229