الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذن فالهدف الأساسى من تأليف الكتاب هو نفع الإسلام وبمعنى أصح نفع المسلمين فى شتى بقاع الأرض عن طريق تعريفهم بأقدس بقعة على وجه الأرض فهى كانت قبلتهم ووجهة حجهم وموطن أشرف خلق الله.
الكتاب المصنّف:
ينقسم هذا السفر الضخم فى أصله العثمانى إلى ثلاثة أجزاء كبار هى مرآة مكة ويشغل الصفحات من 1 - 1145،ومرآة المدينة وهى من صفحة 1146 - 2502،ومرآة جزيرة العرب من صفحة 2503 - 2906.
فى الجزء الأول من هذه الموسوعة-وهو مرآة مكة-تحدث أيوب صبرى باشا عن كل شئ يمت بصلة إلى مكة سواء من بعيد أو قريب، فهو يحدثنا عن تاريخها منذ بدء الخليفة إلى زمن تأليف الكتاب (عهد السلطان عبد الحميد الثانى)،وعن ساكنيها وعاداتهم، وموقعها الجغرافى وحدودها، ووصف منازلها ودورها وطرقها، وما سيأتى فى الحديث عن مرآة مكة وهو حديث مستقل.
وفى الجزء الثانى من هذه الموسوعة-وهو مرآة المدينة ويماثل فى الحجم الجزء الأول-يتحدث فيه عن مراجعه ومعلوماته الشخصية وما حصل عليه من الأخبار من تحقيقاته الذاتية. ومع هذا فهو أول كتاب يتضمن الأحوال العامة والخاصة للمدينة المنورة باللغة العثمانية ومن هنا حاز شرف السبق والأولية ويصح أن نصف هذا الجزء بأنه دائرة معارف كبيرة عن المدينة المنورة.
أما الجزء الثالث من هذا الكتاب فهو يعد أصغر جزء فى الموسوعة إذا ما قورن بالجزأين السابقين مرآة مكة ومرآة المدينة فهو يبلغ حوالى 400 صفحة بينما يربو كل جزء من السابقين على 1250 صفحة.
وفى مرآة جزيرة العرب الحديث المستفيض عنها من حيث الموقع الجغرافى والحدود الطبيعية وتاريخ الجزيرة منذ أقدم العصور وذكر الملوك والحكام الذين
تولوا زمامها وكذلك قبائلها ورسومهم وعاداتهم وأحوال ساكنيها وكيف تقلبت بهم الأحداث.
ويبين المصنف فى بداية هذا الجزء أنه جعله ذيلا لكل من مرآة مكة ومرآة المدينة ومن ثم وجب إلحاقه بهما واعتباره جزءا ثالثا للكتاب، إذ إن معرفة أحوال جزيرة العرب وتاريخها من الأهمية بمكان لمن يريد أن يتعرف على صورة الحرمين حتى تكتمل الصورة فى ذهننا فيقول: «ولكنه من المحال أن نحيط الإنسان علما بأحوال الخريطة الحجازية الواسعة وحقائقها التاريخية بمطالعة بعض التوضيحات التى قدمت عن الأماكن المقدسة والمآثر الفخمة للحرمين الشريفين مطالعة سطحية قبل أن يعرف الأحوال التاريخية والتقسيمات الجغرافية لجزيرة العرب، ولذلك كتبت هذا التاريخ المختصر وضمنته أحوال قطعة جزيرة العرب وألحقته بالمرآة.
وهذا الجزء يعتبر الخلاصة لمن أراد أن يتعرف على أحوال جزيرة العرب ورغم قلة حجمه عن الجزأين السابقين إلا أنه كتب على ستة أجزاء. ولا تخلو هذه الموسوعة من نزعة أدب الرحلات وخاصة فى الأجزاء التى يذكر فيها الأماكن المقدسة ومواقعه الحربية ووصف الحرمين الشريفين وينبغى العلم أن المصنف زار هذه الأماكن المباركة وهو يصف ذلك لنا من خلال زياراته ولهذا اتضحت لنا صورة البلاد وخريطتها وأحوالها.
يتمتع أيوب صبرى باشا بقوة وكثرة مراجعه، ودقة رؤيته، وصواب تحليلاته، كما يتسم بالتواضع الجم فهو يصر على وضع نفسه موضع تساؤل من جهة القارئ وموضع التقصير أيضا فهو كثيرا ما يصف نفسه بالتقصير والعجز.
كما تتصف هذه الموسوعة بالروح العلمية التى تعتمد التوثيق أساسا لها.
ويظهر هذا حرصه كل الحرص على الأمانة العلمية التى تمثلت فى أمور منها:
1 -
حرصه أن يذكر لنا مصادره ينص على ذلك فى مقدمة مصنفه وفى ثناياه.
2 -
حرصه على زيارة الأماكن التى يتحدث عنها غير مكتف بما جمعه من مادة علمية عنها.
ويجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المصنّف كتب بلغة واضحة فى أسلوب سهل وبعيد عن التعقيد اللغوى، وبذلك فقد ناسب هذا الأسلوب مستويات الكثير من القراء.
كذلك يعد من مميزات هذا المصنف احتوائه على قدر من الطرافة والجدة فى آن واحد. فهو مع ضخامة مادته العلمية يدفع عن القارئ الملل بكل الطرق بذكر موضوع آخر أو حكاية غريبة أو حادثة نادرة وأحيانا تطالع القارئ أبيات من الشعر.
1 -
مرآة مكة: هو المجلد الأول من هذه الموسوعة وقد تحدث المؤلف فيه عن كل شئ عرفه يمت بصلة لمكة سواء من بعيد أو من قريب، فهو يحدثنا عن تاريخها منذ بدء الخليقة إلى زمن تأليف مؤلفه هذا، وعن ساكنيها وعاداتهم، وموقعها الجغرافى وحدودها، ثم يصف لنا مكة ومنازلها ودورها وطرقها.
بعد ذلك يحدثنا المؤلف عن أسماء مكة الكثيرة وألقابها وسبب كل لقب من هذه الألقاب، ثم يعرج على أحوال بناء الكعبة المشرفة فى مرآتها ويعرض لنا- بشئ من التفصيل-ترجمة سيدنا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل-عليهما السلام -ثم يقص قصة تجديد بيت الله الحرام-فى مرآتها-التى وصلت إلى إحدى عشرة مرة.
ويواصل المؤلف حديثه بعرضه الجهود التى بذلت فى توسعة بيت الله الحرام منذ القدم حتى زمنه، وكذا الجهود التى بذلت فى تعميره وإنارته وتزيينه ليظهر فى أكمل صورة تليق ببيت الله الحرام.
ويتحدث بعد ذلك عن كسوة الكعبة المشرفة، وعمن أهدوا الكسوة إليها، ونوع القماش الذى كانت تصنع منه، وكيف تعلق الستائر على الكعبة، ووصف البيت الحرام وأجزائه الشريفة، والأبواب، وأسماء كل منها والأعمدة وعددها والقباب وعددها ووضعها، والمآذن وأسماء كل منها، ثم يتحدث بعد ذلك عن فضائل مكة ومساجدها، وجبالها ودروبها.
وينقسم هذا المجلد من الكتاب إلى سبعة أبواب وواحد وأربعين فصلا:
تحدث المؤلف فى الفصل الأول عن موقع مكة الجغرافى والإستراتيجى، فى داخل إقليم الحجاز وهى مركز إدارته وحكمه، ويحدها من الشمال المدينة المنورة وصحارى الشام، ومن الجنوب جبال نجد واليمن ومن الشرق البحرين، ومن الغرب البحر الأحمر.
وتنقسم نواحى مكة إلى منطقتين كبيرتين هما: نجد وتهامة.
ففى نجد تقع الطائف، وتمتاز، وقرن، ونجران، والظهران، وعكاظ، ومنحره، ونعم، وجرعش، وسراة.
أما النواحى التابعة لتهامة فهى: نعم، وزعك، وخنكان، ويشى، ووادى نخلة، وذات عرق، ويليل.
أما من الناحية البشرية فإن أهل مكة يتمتعون بروح تجارية عالية نظرا لموقها الخاص، وكذلك يبين لنا القرآن فى حديثه عن قريش أنها تقع فى ملتقى مناطق ودول كثيرة أضف إلى ذلك الموقع الإستراتيجى بحكم قدسيتها وحج جميع العرب إليها.
ومن الفقرات الهامة فى هذا الفصل التى تحدث عنها المؤلف أديان العرب فى الجاهلية، ففيها يتحدث عن أديان العرب وعباداتهم قبل الإسلام والتى كانت تتمثل فى اليهودية والمسيحية، والمجوسية، وكذلك الأصنام التى كانت تعبدها بعض القبائل فذكر أن بنى حنيفة من قريش اتخذت إلها من طعام اسمه «حيس» وظلوا يعبدونه مذة طويلة، وعند ما حدثت المجاعة والقحط قاموا بتقسيمه ثم أكله، وفى ذلك يقول شاعرهم:
أكلت ربها حنيفة من جوع قديم بها ومن إعواز
ومن النقاط الطريفة فى هذا الفصل والتى تعد من أهم ما ذكر المؤلف فيه حديثه عن مكة، وأسمائها، وألقابها، وسبب تلقيبها وتسميتها بهذه الأسماء