المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - أهل الوبر: - موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - جـ ١

[أيوب صبري باشا]

فهرس الكتاب

- ‌قصة هذا العمل

- ‌هل كانت كلمة المرآة مقصودة من المؤلف؟وماذا أراد المؤلف باستخدام كلمة المرآة ودلالتها

- ‌أسباب تصنيف الموسوعة:

- ‌أولا:

- ‌ثانيا:

- ‌الكتاب المصنّف:

- ‌سبب إطلاق هذه الأسماء على مكة:

- ‌فالأبواب الشرقية:

- ‌أما الأبواب الجنوبية فهى:

- ‌والأبواب الغربية:

- ‌والأبواب الشمالية:

- ‌وللمسجد الشريف خمسة أبواب هى:

- ‌ أثرب:

- ‌ أرض الله، أرض الهجرة:

- ‌ أكالة البلدان، أكالة القرى:

- ‌ البارة:

- ‌ الجليلة:

- ‌ ذات الحجر:

- ‌ سيدة البلاد:

- ‌ شافية:

- ‌ طيبة وطيّبة:

- ‌ عذراء:

- ‌ فاضحة:

- ‌ مؤمنة:

- ‌1 - أهل المدر:

- ‌2 - أهل الوبر:

- ‌تربية الأطفال

- ‌الزواج وعاداته

- ‌وليمة العرس:

- ‌حفل الختان

- ‌الخيل:

- ‌عناصر مجلد «مرآة جزيرة العرب»:

- ‌مرآة مكة

- ‌الوجهة الأولى

- ‌إفادة مخصوصة:

- ‌الخلاصة:

- ‌بيت الله (الكعبة):

- ‌ الملتزم

- ‌ المستجار

- ‌ الحجر الأسود

- ‌داخل الكعبة:

- ‌حجر إسماعيل:

- ‌ميزاب الكعبة:

- ‌حفرة المعجن:

- ‌الشادروان:

- ‌الستارة الشريفة:

- ‌المطاف الشريف:

- ‌المقام الشريف:

- ‌المنبر اللطيف:

- ‌المقامات الأربعة:

- ‌المقام الحنفى:

- ‌المقام الشافعى:

- ‌المقام الحنبلى:

- ‌المقام المالكى:

- ‌قبة الفراشيين:

- ‌قبة السقاية:

- ‌مسألة:

- ‌البلدة المعظمة مكة المكرمة

- ‌أديان العرب فى الجاهلية

- ‌أسماء مكة الله السامية

- ‌منظومة

- ‌سبب إطلاق هذه الأسماء على الكعبة

- ‌رواية:

- ‌نظم:

- ‌بكة:

- ‌بلد:

- ‌قرية:

- ‌أم القرى:

- ‌البلد:

- ‌أم رحم:

- ‌باسة:

- ‌صلاح:

- ‌ناسة:

- ‌حاطمة:

- ‌رأس:

- ‌كوثى:

- ‌عرش وعريش وعرش:

- ‌قادس، قادسية:

- ‌سبوحة:

- ‌حر‌‌ام:

- ‌ام:

- ‌معطشة:

- ‌برة:

- ‌رتاج:

- ‌رحم وأم الرحمة:

- ‌أم كوثى:

- ‌أمينة:

- ‌أم الصفا:

- ‌مروية:

- ‌متحفة:

- ‌أم المشاعر:

- ‌البلدة المرزوقة:

- ‌رواية:

- ‌حكمة:

- ‌حكاية مليئة بالعبر:

- ‌تهامة:

- ‌الحجاز:

- ‌البلدة الطيبة:

- ‌مدينة الرب:

- ‌عاقر:

- ‌فاران:

- ‌عتيق:

- ‌أسباب تلقيب بيت الله بالألقاب الجميلة

- ‌المشرفة:

- ‌مكرمة:

- ‌مهابة:

- ‌والدة:

- ‌نادرة:

- ‌جامعة:

- ‌المباركة:

- ‌المفخمة:

- ‌ المشرفة

- ‌أعلام قلاع الحرمين الشريفين

- ‌استيلاء طائفة القرامطة المفسدين على مكة المعظمة

- ‌استطراد

- ‌إخطار:

- ‌ الحسينية

- ‌وادى فاطمة

- ‌تنبيه:

- ‌العلاج:

- ‌درجات الحرارة

- ‌إفادة خاصة:

- ‌تنبيه:

- ‌الخوخ:

- ‌المشمش:

- ‌التين:

- ‌السفرجل:

- ‌الكمثرى:

- ‌التفاح:

- ‌البرقوق:

- ‌التمرهندى:

- ‌العنب:

- ‌التمر:

- ‌اللوز:

- ‌الجوز:

- ‌التوت:

- ‌العناب:

- ‌البطيخ والشمام:

- ‌البرتقال:

- ‌‌‌الليمون:

- ‌الليم

- ‌الرمان:

- ‌الموز:

- ‌ الخيار

- ‌العجور:

- ‌الهندباء:

- ‌الخرشوف:

- ‌البامية:

- ‌الكرفس:

- ‌الفاصوليا الخضراء:

- ‌السلق:

- ‌الجزر اليمانى:

- ‌الباذنجان:

- ‌الفاصوليا الجافة والفول الجاف:

- ‌الفجل:

- ‌شبت:

- ‌الثوم:

- ‌الكمون:

- ‌أسباب ظهور الأمراض فى مكة المفخمة

- ‌نصائح لمن يذهبون إلى الحجاز:

- ‌حكاية:

- ‌طواف طائر بالبيت المعظم:

- ‌طواف الجن:

- ‌الصورة الرابعةالتعريف بحدود كعبة الله بالفضائل الجليلة لمكة المكرمة

- ‌نظم

- ‌هناك ثلاث روايات عن مقام إبراهيم

- ‌الرواية الأولى:

- ‌الرواية الثانية:

- ‌الرواية الثالثة:

- ‌النتيجة:

- ‌الحكمة الأولى:

- ‌الحكمة الثانية:

- ‌الحكمة الثالثة:

- ‌الحكمة الرابعة:

- ‌الحكمة الخامسة:

- ‌استطراد

- ‌شعر

- ‌حدود حرم الله ومواقيت كعبة الله المكانية:

- ‌‌‌شعر

- ‌شعر

- ‌أسماء الذين جددوا أميال المواقيت:

- ‌الصورة الخامسةفى توضيح المسائل الهامة الخاصة بإيجار واستئجار بيوت هذه المدينة المفخمةللإقامة فى مدينة مكة المعظمة

- ‌حكاية:

- ‌حكاية أخرى:

- ‌قصة غريبة:

- ‌نظم

- ‌خلاصة مسألة إيجار البيوت:

- ‌الوجهة الثانيةتحتوى على ثلاث عشرة صورة مرتبة تضم أقوال المؤرخين التى ذكرت حولتفاصيل بناء مكة المعظمة وعمارتها، وعن الذين قاموا ببناء هذه البقعة المقدسةالمباركة، وأسباب تجديدها وتعميرها وإنقاص مساحتها وتوسيعها

- ‌الصورة الأولىتعرض الأقوال التى ذكرت فى أوليات بناء الكعبة

- ‌شعر

- ‌الصورة الثانيةفى تفصيل وبيان كيفية بناء الكعبة المعظمة للمرة الأولى

- ‌الصورة الثالثةتوضح صورة بناء الكعبة المعظمة فى المرة الثانية

- ‌أقوال الجمهور فى تعريف البيت المعمور:

- ‌إخطار:

- ‌الصورة الرابعة توضح كيفية تجديد الكعبة المحرمة فى المرة الثالثة

- ‌حكمة:

- ‌ترجمة حال سيدنا الخليل عليه سلام الله الجليل:

- ‌رباعية:

- ‌تفصيل

- ‌قطعة

- ‌استطراد

- ‌بيت

- ‌أبيات

- ‌حكمة

- ‌إخطار:

- ‌صورة هجرة سيدنا إبراهيم إلى مصر:

- ‌إضافة:

- ‌إخطار:

- ‌إخطار:

- ‌أبيات

- ‌سبب سفر خليل الرب الجليل إلى واد غير ذى زرعومكة وطريقة سفره

- ‌استطراد

- ‌إخطار:

- ‌نظم

- ‌تنبيه:

- ‌كيف ظهر بئر زمزم الشريف:

- ‌الغراب الأعصم:

- ‌أسماء زمزم الشريف

- ‌1 - زمزم:

- ‌2 - همزة:

- ‌3 - هزمة جبريل:

- ‌4 - ظبية:

- ‌5 - طيبة:

- ‌6 - برة:

- ‌7 - عصمة:

- ‌8 - مضنونة:

- ‌9 - شباعة العيال:

- ‌10 - عونة:

- ‌11 - سقيا الله إسماعيل:

- ‌12 - بركة:

- ‌13 - سيدة:

- ‌14 - نافعة:

- ‌15 - بشرى:

- ‌16 - صافية:

- ‌17 - معذبة:

- ‌18 - طاهرة:

- ‌1).19 -حرمية:

- ‌20 - مروية:

- ‌21 - سالمة:

- ‌22 - ميمونة:

- ‌23 - مباركة:

- ‌24 - كافية:

- ‌25 - عافية:

- ‌26 - طعام طعم:

- ‌27 - شفاء سقم:

- ‌28 - مؤنسة:

- ‌29 - شراب الأبرار:

- ‌30 - تكتم:

- ‌نظم

- ‌هجرة قبائل الجراهمة وقطورا إلى مكة المكرمة

- ‌زواج سيدنا إسماعيل وذهاب سيدنا إبراهيم إلى مكة لمقابلة ابنه

- ‌نظم

- ‌مسألة:

- ‌كيفية حدوث قصة الذبح الجليلة

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌قطعة

- ‌حكمة:

- ‌استطراد

- ‌لاحقة:

- ‌تكليف حضرة الخليل ببناء الكعبة المعظمة:

- ‌إخطار:

- ‌قطعة:

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌قطعة

- ‌لائحة فى ذكر كيف قدمت وتشكلت حكومة العمالقة والجراهمة فى مكةالمكرمة

- ‌نظم

- ‌انتقال حكومة مكة إلى يد بنى خزاعة

- ‌القصيدة:

- ‌إخطار:

- ‌الصورة السادسةتوضح كيف تم تجديد البيت العتيق فى المرة الخامسة وكيف نجح العمالقة فىتجديده

- ‌الصورة السابعةتبين طريقة تجديد البيت الأكرم فى المرة السادسة

- ‌الصورة الثامنةفى ذكر طريقة تجديد وبناء كعبة الله فى المرة السابعة

- ‌إخطار:

- ‌انتقال حكومة مكة المكرمة إلى قصى بن كلاب بن مرة:

- ‌استطراد:

- ‌نشأة الإجازة:

- ‌جاهلية العرب:

- ‌الذيل:

- ‌تأسيس مدينة مكة المعظمة المشهورة

- ‌استطراد:

- ‌الحجابة:

- ‌السقاية:

- ‌الآبار الموجودة فى مكة المعظمةقبل ظهور بئر زمزم الشريف

- ‌ طوى

- ‌ بذر

- ‌ سجله

- ‌حفر، سقية، أم أحراد، سنبلة، غمر:

- ‌مسألة:

- ‌لاحقة:

- ‌اللواء:

- ‌الندوة-معناها الاجتماع:

- ‌السفارة:

- ‌النظارة:

- ‌صاحب القبة ومعناه ناصب الخيمة:

- ‌الأزلام:

- ‌طريقة التفاؤل وإجراء القرعة بالأزلام:

- ‌قرعة العرب فى الجاهلية

- ‌لعب القمار فى الجاهلية

- ‌خازن الآلات والأموال:

- ‌رفادة:

- ‌شكل السماط

- ‌القيادة:

- ‌اختلاف قريش:

- ‌مطالعة:

- ‌تعريف الكهانة

- ‌ العرافة

- ‌الزجر والطيرة:

- ‌حكاية:

- ‌الصورة التاسعةفى تفصيل كيفية بناء الكعبة المعظمة للمرة الثامنة

- ‌ فتوى:

- ‌ صورة الفتوى الشريفة:

- ‌إخطار:

- ‌ ظهور حية كبيرة فوق الكعبة:

- ‌صور الأنبياء وقصص مثيرة للعجب والحيرة

- ‌ حكاية:

- ‌‌‌ حكاية:

- ‌ حكاية:

- ‌صورة دخول عبادة الأصنام إلى أرض الحجاز:

- ‌بدء ظهور عبادة الأصنام على وجه الأرض

- ‌الكلمات المسموعة من أصنام أهل مكة

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌ حكمة:

- ‌ الأبيات

- ‌الأبيات التى سمعها وائل من داخل الصنم

- ‌شعر

- ‌ادعاء جمشيد الألوهية

- ‌ظهور طقوس الوثنية بين أحفاد إسماعيل

- ‌أول من اعتنق عبادة الأصنام من بنى إسماعيل:

- ‌إخطار:

- ‌معلومات خاصة بالجن والشياطين

- ‌لننتقل للبحث عن إبليس:

- ‌ حكاية:

- ‌ حكاية:

- ‌ الأبيات

- ‌قصة الفيل العجيبة:

- ‌بلاد الحبشة:

- ‌استطراد:

- ‌معلومات خاصة فى صورة خلقة الفيل وكيفية العناية به:

- ‌فى تعريف رصانة أبنية القليس:

- ‌قصة بيت أصنام بنى بغيض:

- ‌هجوم ملك الروم .. بقصد تخريب كعبة الله القيوم:

- ‌الصورة العاشرةفى تجديد مبانى الكعبة المقدسة للمرة التاسعة

- ‌خطبة ابن الزبير:

- ‌الصورة الحادية عشرةفى تجديد مبانى الكعبة المقدسة للمرة العاشرة

- ‌حادثة غريبة:

- ‌ترجمة حال ابن الزبير:

- ‌مطالعة:

- ‌تعريف مراتب وألقاب الخلافة والسلطنة والمملكة بالإجمال

- ‌حكام أوربا:

- ‌الصورة الثانية عشرةفى ذكر كيفية تعمير أركان بيت الله وتشييده

- ‌حكاية غريبة:

- ‌الصورة الثالثة عشرةتجديد بيت الله للمرة الحادية عشرة

- ‌عين زبيدة:

- ‌إحدى كرامات بيت الله الحرام:

- ‌ الأسباب القهرية التى بينها المهندسون فى تقارير المعاينة

- ‌ردود المعترضين:

- ‌رغبتهم فى عدم تنظيف الحرم الشريف:

- ‌تكليف رضوان باشا بإعادة بناء بيت الله:

- ‌رؤيا غريبة

- ‌حكاية أخرى

- ‌مكافاة رضوان أغا على جهده وإخلاصه

الفصل: ‌2 - أهل الوبر:

جزيرة العرب إلا أنها عاشت مختلطة بالملل المسلمة والعربان الأجنبية لذا فقد طرأ بعض التغير على لغتهم.

أما حالة العرب الحضارية قبل الإسلام وبعده فهم ينقسمون إلى:

‌1 - أهل المدر:

وهم أهل المدن والأمصار وهم النوع الأول من أهل الجزيرة والذين يعرفون فيما بينهم ب (حفدى-بلدى) ويسكنون فى المدن والقرى، ويعملون-على قدر ما يساعد مناخ بلدهم واستعدادهم-بالزراعة وتربية أشجار النخيل والعناية بالحدائق والبساتين، ويبذلون جهودهم على تأمين معيشتهم بما ينتجون من المحاصيل كما أنهم يؤمنون معيشتهم من جهة أخرى بالأخذ والعطاء مع سكان البلاد المجاورة وبالتجارة.

‌2 - أهل الوبر:

وهم سكان البادية الذين يعيشون تحت الخيم ودائمى التنقل والترحال من مكان لآخر وراء الطعام والماء، وهم النوع الثانى من العرب وهم البدو الذين يمضون حياتهم بين الجبال والصخور والتلال والفيافى والصحارى ولما كان عرب الوبر دائمى التحرك والتنقل أضحوا عديمى الرغبة فى اكتساب العلوم والمعارف والفنون فهم يختلفون اختلافا كليا عن أهل المدر فى سبيل تأمين وسائل معيشتهم. فالمساكن فقط لتقى أجسامهم من شدة حرارة الشمس خالية تماما من علامات التجمل.

وفى الفصل الثالث: يذكر مؤلفنا الملوك والجبابرة الذين حكموا الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام ومنهم:

ملوك عاد الأولى-كانت بلدتى حضر موت وشحر دارى ملوك عاد الأولى وكانت رعاياهم القبائل العربية التى تسكن فى الصحارى الواقعة بين البلاد اليمانية وعمان.

ص: 39

وقد حكم قوم ثمود سكان حجر وادى القرى بعد هلاك قوم عاد، وعصوا الله وأخذوا يعبدون الأصنام التى صنعوها بأيديهم وهكذا طغوا فأرسل الله- سبحانه وتعالى-لهم صالحا-عليه السلام-نبيا لهم.

ثم يحكى عن سد مأرب وسبب بنائه لحماية بلدة مأرب من السيول التى كانت تنزل بها فلا تبقى ولا تذر، وبلدة مأرب التى مدحت فى القرآن الكريم بلدة طيبة كانت تبعد عن صنعاء ثلاث مراحل، واختلاف الروايات حول بانى السد وطوله وعرضه وما إلى ذلك.

ويعرض الباب الثانى للخلفاء والملوك المسلمين الذين ظهروا فى جزيرة العرب بعد ظهور الإسلام يعرض فى الفصل الأول لسيرة النبى-صلى الله عليه وسلم -وأنه ولد بعد ميلاد عيسى-عليه السلام-بخمسمائة تسعة وستين عاما فى اثنى عشر من شهر ربيع الأول والسابع عشر من شهر أبريل، وبعث نبيا فى الحادى والأربعين من عمره الشريف.

وهاجر النبى-صلى الله عليه وسلم-من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عام ستمائة اثنين وعشرين من الميلاد والسادس عشر من شهر يوليو مبدأ التاريخ الهجرى من قبل المؤرخين، مدة نبوته ثلاثة وعشرون عاما، عمره ثلاث وستون سنة.

ثم يتحدث بعد ذلك عن الخلفاء الراشدين-رضى الله عنهم-الذين حكموا بعد وفاة النبى-صلى الله عليه وسلم-ويذكر منهم أبا بكر الصديق-رضى الله عنه-وعمر الفاروق-رضى الله عنه-وعثمان بن عفان-رضى الله عنه- وعلى بن أبى طالب-كرم الله وجهه-ومن بعدهم خلفاء الدولة الأموية، وأمراء بنى العباس.

ثم يتحدث بعد ذلك عن الأمراء الذين حكموا مكة المكرمة وهو يقسمهم إلى أربع طبقات.

1 -

الطبقة الأولى: طبقة سادات بنى حسن ويطلق عليهم بنو «أخيضر» وقد

ص: 40

حكموا تسعا وتسعين سنة وظهروا فى سنة خمسين ومائتين للهجرة وانقرضوا فى أواخر سنة ثلاثمائة وخمسين هجرية.

2 -

الطبقة الثانية: من طبقات أمراء مكة الأربع السلسلة السليلة، لأولاد موسى الذين ينتهى نسبهم إلى الحسن بن على رضى الله عنهما، والأشراف الكرام والذين يكنون هذه الطبقة هم الأشراف الكرام الذين يطلق عليهم المؤرخون «الموسويين» و «بنى موسى» وأول من تولى منهم الإمارة هو الشريف موسى، والثانى عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله، وعدد أفراد الموسويين الذين حكموا البلاد الحجازية أحد عشر أميرا.

3 -

الطبقة الثالثة: ويطلق عليهم السادة الأشراف الذين يكونون الطبقة الثالثة من الطبقات الأربع «الهواشم» وأشراف طبقة «الهواشم» الذين عرفوا ب «بنى فليته» ظهروا سنة (453 هـ) وانقرضت حكومتهم سنة (598 هـ) وحكم منهم فى خلال هذه الفترة ثلاثة عشر أميرا.

4 -

الطبقة الرابعة: شكل الطبقة الرابعة من أمراء مكة الشريف أبو عزيز قتادة بن إدريس الحسنى وسلسلة نسبه.

ويتحدث المؤلف فى الفصل الثالث عن ظهور طبقة القرامطة باعتبارها من الفرق الخارجة فى البلاد الحجازية التى اشتعلت شرارتها فى زمن المعتمد بن عباد، وفى رواية فى عهد الخليفة المنتصر بالله، وأخمدت شرارتها سنة (373 هـ) أى فى عصر الطائع بالله وعلى قول سنة (384 هـ) فى ابتداء خلافة القادر بالله واستمروا فى شقاوتهم ثمانين عاما أو ثلاثا وعشرين ومائة عام إلا أنهم لم يستطيعوا أن يقيموا حكومة قوية فى هذه المدة.

وأول من خرج من القرامطة أبو سعيد حسن بن بهرام جنابى من قرية جنالة القريبة من أهواز وكان يعمل بالبصرة وزانا، ثم ذهب إلى البحرين حيث تظاهر بالتقوى والدين واخترع اعتقادات عجيبة باطلة وضعها وخدع بها الناس وتبعه بعض الحمقى من العربان والبلهاء.

ص: 41

وكانت غاية ابن سعيد هذا أن يحلل ما حرمه الشرع وأن يخرج بهذه الدسيسة ما فى نفسه إلى حيز العمل، لأن التمرد الذى فى ضميره لم يكن جائزا شرعا.

ولقد فعل الكثير من الجرائم واستولى على أقاليم نجد، يمامة، واليمن واعتدوا على حجاج المسلمين سنة (317 هـ) بغتة وذبحوا من قبضوا عليهم من الحجاج وبعد ذلك هجموا على مكة المكرمة وانتزعوا الحجر الأسود من مكانه، وحملوه إلى بلادهم واحتفظوا به عندهم.

وهناك اختلاف كثير فى بيان حقيقة عقائد القرامطة الباطلة، وبناء على قول فريق من المؤرخين فإن أول شخص ظهر فيهم قد تجرأ أن يدعى النبوة وحاول أن يقنع الناس بكتاب ألفه من الكتب السماوية، وبناء على قول فريق آخر من المؤرخين أن أول من ظهر من القرامطة هو من الأئمة الإسماعيلية وأنه مبعوث من قبل الإمام المهدى وأراد أن يقنع الناس بذلك، وهؤلاء الخبثاء يروجون لمذهب الرفض والإلحاد.

ومن عقائدهم أنهم يقتنعون بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق- رضى الله عنه-ويعلنون أنهم ينتمون للطائفة الإسماعيلية إلا أنهم يستحلون المحرمات الشرعية ويعتقدون أن سفك دماء المسلمين مباح، كما يقولون بكفر من لا يعتنق المذهب القرمطى.

ومن جملة عقائدهم الباطلة حصر الصوم ليومين فى السنة، وعدم الغسل والاغتسال من الجنابة وجعل الخمر حلالا وقولهم «أشهد أن محمدا بن الحنفية رسول الله» .

وفى الباب الثالث يحدثنا المؤلف عن أحوال جزيرة العرب الجغرافية فهى تقع فى الجهة الجنوبية الغربية من قارة آسيا، وتسكنها القبائل البدوية العربية منذ القدم وهى شبه جزيرة كبيرة.

يحدها شمالا الشام وصحراء الجزيرة وشرق خليج البصرة، وجنوبا المحيط الهندى وغربا البحر الأحمر، ومضيق باب المندب.

ص: 42

وطولها تقريبا من الطرف الشمالى إلى جنوبها ألفان وخمسمائة كيلو متر تقريبا، وعرضها من الجهة الغربية إلى جهتها الشرقية ألفا كيلو متر تقريبا وتتسع عرضا من جهتها الجنوبية ومساحتها ثلاثة ملايين وست وخمسين ومائة ألف كيلو مترا مربعا وسكانها اثنا عشر مليونا.

ثم يحدثنا بعد ذلك عن البحار والمحيطات التى تحيط بالجزيرة العربية فى الفصل الثانى من الكتاب فالبحار والمحيطات تحدها من جهاتها الثلاثة-البحر الأحمر-وهو يعرف بالخليج العربى، وبحر القلزم، وبحر شيب الشعب أو بحر جدة، وهو بحر قليل الجزر وإن كان به شعب مرجانية إلا أنها غير مفيدة، وهذه الشعب منتشرة بجانب الشواطئ مما يسبب الكثير من الحوادث لاصطدام السفن بها.

بحر الشب-ويصل بحر عمان الذى يعد جزءا من المحيط الهندى بالشواطئ الجنوبية لجزيرة العرب من باب المندب إلى مضيق هرمز.

وتنقسم الجزيرة العربية إلى ست قطع وتطلق على الأراضى التى فى الجهة الغربية الشمالية «الحجاز» والتى فى الجهة الجنوبية الغربية «اليمن» والجهة الجنوبية «حضر موت» وعلى الأراضى التى فى الجنوب الشرقى «عمان» والأماكن التى فى الجهة الشرقية «الأحساء» ، «البحرين» ،هجر، والأراضى التى فى وسط الجزيرة العربية «نجد» .

وفى الفصل الثالث يحدثنا عن الأحوال الجغرافية لبلدتى جدة والطائف فجدة: من مدن الحجاز المشهورة وهى مدينة، وتقع فى الجهة المعمورة فى الجهة الغربية لمكة المكرمة وعلى تسعين كيلو متر منها، وعلى ساحل بحر السويس فى درجة خط الطول الحادية عشرة وتسع وعشرون دقيقة فى خط العرض الشمالى وهى أكبر موانى الحجاز ازدحاما بالسفن.

وصادراتها: «جلد البقر، والبن، والصمغ العربى، والعطور المتنوعة، ريش

ص: 43

النعام، سن الفيل، الصبارة، اللؤلؤ، الصدف، البلح، الحناء، اليسر، الباغة، العسل».

ووارداتها وهى التى تستورد من مصر، وأفريقية، وأوربا هى:«الأرز، والقمح، الشعير، الدقيق، الزجاج، الصابون، الأقمشة الصوفية، والقطنية» .

ويبلغ عدد سكانها مع مجاورى وتجار مصر والشام والهند واليمن وكلهم مسلمون إلى خمسة وعشرون ألف نسمة، وأهالى جدة عموما يحبون العمل وأغلبهم أغنياء، ويشتغلون بجميع أنواع التجارة قد اكتسب ميناء جدة أهمية عظمى لموقعه الجغرافى الطبيعى.

وكافة أهليها، غير بضعة من الأوروبيين مسلمون، ويتاجر بعضهم بالهند والمستعمرات الأجنبية الأخرى.

الطائف: تقع بلدة الطائف والتى تسمى أيضا «وادى عباس» على الجانب الشرقى من مكة وعلى بعد ثمانى عشرة ساعة، ترتفع عن سطح البحر 1575 مترا، عدد سكانها ألف نسمة تقريبا.

ولما كانت أرض الطائف أكثر ارتفاعا من أرض مكة المكرمة فتقل درجة حرارتها عن درجة حرارة مكة المكرمة ست أو سبع درجات ويجود هواؤها، لأجل ذلك يصعد معظم أهل مكة إلى الطائف عند ما تشتد درجة الحرارة فى أشهر الصيف، ويقيمون هناك إلى أن تزول درجة الحرارة.

ويعرض المؤلف فى الباب الخامس للقبائل التى سكنت الجزيرة العربية حاكيا تاريخ كل قبيلة وطبيعة عاداتها وشعوبها ومن هذه القبائل.

-بنو هاشم-ويطلق بنو هاشم على الأشراف والسادات الذين تسلسلوا من أصلاب الإمامين الحسن والحسين (رضى الله عنهما).

-قبيلة عنزة-وهى التى تستوطن فى شمال الجزيرة العربية، وخاصة الأقطار الحجازية ويعيش أهلها حياة البداوة وتنقسم إلى أربع قبائل:

ص: 44

1 -

أولاد على

2 -

الحسنة

3 -

حلال

4 -

بشر

والفصل الثانى: يحدثنا عن قبيلتى حويطات وجهينة.

وتقيم أفراد قبيلة حويطات فى سواحل البحر الأحمر الشرقية التى تمتد من العقبة، وقلعة «الأزلم» إلى السويس، والأماكن التى تسكنها أراضيها قليلة الإنبات ومجدبة وعندما يجدبون يتجهون إلى عنزة.

ثم يذكر بعد ذلك فروع قبيلة حويطات والتى وصلت إلى اثنتى عشرة قبيلة.

ثم يذكر بعد ذلك فروع قبيلة جهينة التى تسكن شاطئ البحر من جبل حساين إلى ينبع البحر، وتنقسم هذه القبيلة إلى القسمين اللذين يعرفان ب (أولاد مالك)، (أولاد موسى).

وفى الفصل الثالث يتحدث عن عربان قبائل بجاله وبنى حرب، وقبيلة نحاولة قبيلة فى غاية الاحتقار على حد وصفه بين أهالى الحرمين ذلك لتأصل عادات السلب والنهب والكر والفر فيهم منذ القدم على عهد يزيد بن معاوية.

قبيلة حرب-وانقسمت قبيلة حرب إلى قبيلتين كبيرتين وهما بنو سالم وبنو مسروح، كما أن بنى سالم انقسموا إلى شعبتين وهما «ميمون ومراوحة» .

وفى الفصل الرابع يذكر قبيلة مطير، وبنى سليم وبنى عتيبة، وقريش، وثقيف، وبنى عدوان.

وفى الفصل الخامس يحدثنا عن القبائل التى تسكن بين مكة المعظمة وجدة وقنفذة، وفى ساحل البحر الأحمر الذى يعد جزءا من تهامة الحجاز.

بنو لحيان: يقيم عربان قبيلة بنى لحيان فى الأماكن الواقعة بين مكة المكرمة

ص: 45

وجدة، وتقتصر معيشة بعض هؤلاء على ما يحصلون من المبالغ من المسافرين والحاج الذين يسلكون هذه الطرق.

وهناك قبيلة (بنى فهم) غير القبائل المذكورة وتقيم فى وادى خضر، وقبيلة (يزيد)،والتى تقيم فى وادى يزيد، وقبيلتا (بجالة وبنى متعان).

ويتحدث الكتاب فى الفصل السادس عن اليمن وحدوده ووصفه، والقبائل المستقرة فيه.

واليمن قطعة كبيرة من جزيرة العرب تقع فى الطول الشرقى من درجة ثلاث وأربعين إلى درجة خمسة وأربعين، وفى العرض الشمالى، فى درجة اثنتى عشرة وتقع على الطرف الجنوبى الغربى من جزيرة العرب.

ويحيط بها من الجانب الغربى البحر الأحمر وفى الطرف الجنوبى خليج عدن ويحيط بها من الشرق حضر موت، ومن الشمال الحجاز، ومسافتها الطولية خمسة وخمسون وسبعمائة كيلو متر، ومسافتها العرضية خمسون وثلاثمائة كيلو متر، عدد سكانها مليونان وخمسمائة ألف نسمة تقريبا، وتنقسم جغرافيا بالإجمالى إلى قسمين: والقسم الأول من الخطة اليمانية: الأراضى الواسعة المستوية على ساحل البحر الأحمر ويسمى «تهامة» وتمتد من شاطئ البحر إلى الداخل ما يقرب من اثنتى عشرة ساعة وهى أراضى سهلة مستوية.

والقسم الثانى من الأراضى المقابلة لتهامة وهى أراضى مرتفعة يطلق عليها نفس اليمن وهى فوق جبال متسلسلة تسمى جبال «سروات» وتمتد من الطائف إلى صنعاء.

أما سكانها فهم يسكنون القرى والمدن ويقومون بكسب قوتهم بالزراعة والتجارة، لذا نجد أن العرب الرحل يقلون فيها بالنسبة إلى الأماكن الأخرى لجزيرة العرب.

ومن ضمن ما تشتهر به اليمن من زراعة شجرة البن وكانت قديما خاصة

ص: 46

باليمن ولكنها نقلت فيما بعد إلى البلاد الأخرى حيث أنبتت فيها وقد جربها أول مرة أهل اليمن وعرفوا بعد التجربة خواصها النافعة فأخذوا يستعملونها ويشربونها فتبعهم بعد ذلك أهالى البلاد الأخرى.

والقهوة اليوم وسيلة رئيسية لإكرام الضيوف وتحيتهم، ومن أجود أنواعها البن الذى ينبت فى أرض اليمن.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى أمتع أبواب الكتاب وأطرفها على الإطلاق وهو الباب السادس الذى تعرض فيه المؤلف بالحديث لعادات أهل الجزيرة وتقاليدهم والذى تفرد ببعض الفصول التى لم ترد فى كتب غيره.

ففى الفصل الأول يذكر عادات سكان الجزيرة العربية منها العادات التى اخترعها عمرو بن لحى ومنها عادات خاصة بالنوق مثل إذا ولدت عشرة صغار يفقئون إحدى عينيها ويمنعون ركوبها ويسمونها «حام» .

والعادات القديمة كان منها وأسوأ ما يكون منها: عادة وأد البنات التى حكاها القرآن الكريم حين قال عز وجل: {وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} . [النحل:58]

ومنها أيضا: الوشم، والتعمية، وبكاء المعتزلين، التفقية، رمى السن، خضاب النحر، نصب الراية، جز النواصى، الالتفات، النهق

إلخ وهذه أيضا يروى أنها من اختراعات عمرو بن لحى وهى من العادات التى لم ينزل الله بها من سلطان فجاء الإسلام الكريم وأبطل هذه الخرافات والخزعبلات وبين أنها من دعاوى الجاهلية.

وقد ظهر بينهم بعض السحرة، والكهنة، وأخذوا يخبرونهم عن المغيبات ولما صادف أن تحقق بعضها وأخبروه فانخدعوا بهم وأخذوا يستعينون بهم فى حل مسائل دينهم ومشكلات حياتهم.

أما عن عقائدهم فكانوا على عقائد وملل شتى كثيرة متفرقة منها:

ص: 47

1 -

فرقة منكرة: كانت تنكر الخالق والبعث والحساب وتحاول أن تثبت أن الطبيعة هى التى تحيى وتميت والدهر يفنى فكانوا يقولون: «ما يهلكنا إلا الدهر» .

ومن ذلك قول شاعرهم:

حياة ثم موت ثم بعث

حديث خزافة يا أم عمرو

ومن ذلك قولهم:

ما هى إلا أرحام تدفع وأرض تبلع، نموت ونحيا، ولا يهلكنا إلا الدهر.

2 -

الفرقة الثانية: كانت تعترف بالخالق، وابتداء الخلق ولكنها تنكر المعاد.

3 -

الفرقة الثالثة: تعترف بالخالق وابتداء الخلق ونوعا من البعث ثم أنكروا ذلك وعبدوا الأوثان ظانين أنها ستكون شفيعا لهم لدى الله-سبحانه وتعالى.

وكان من بينهم من يعبد النجوم والكواكب مثل الأشوريين، ومن يعبد الحيوانات مثل المصريين، ومن يعبد الملائكة والجن وكان منهم من انحرف لمذهب من يعتقد فى تناسخ الأرواح.

ويحدثنا المؤلف بعد ذلك عن كرم العرب وسخائهم وتحملهم للجوع والعطش فالقبائل البدوية تشتهر شهرة واسعة بين العرب بالكرم، والكرم البدوى معروف لدى البسيطة كلها، حتى الفقراء منهم يتصفون بهذه الصفة وهم يقدمون لضيوفهم أفضل ما يكون عندهم من طعام أو شراب وإن لم يجد الواحد منهم ما عنده لذلك فقد يذبح حصانه وناقته وهو أحوج ما يكون إليهما، وهم لشهرتهم بالكرم، فالكرماء منهم ممدوحون أبدا، والبخلاء مذمومون نادمون أبد الدهر.

ولما كان بعض العربان يفرحون بقدوم الضيف فرحا شديدا فينتظرون كل صباح ورود الضيف، ويناجون الله-سبحانه وتعالى-أن يبعث لهم ضيفا وسواء أكان الضيف معروفا أم غير معروف فالواجب يحتم إكرامه بغض النظر

ص: 48

عن معرفته أو عدمها، بل هم يتنافسون فى بذل هذا الشرف والترحيب بالضيف الغريب ويأخذونه إلى منازلهم حيث يعدون لهم أجود أنواع الطعام والشراب.

ومن عاداتهم تقديم ثلاثة فناجين قهوة متتالية ولكن بن هذه القهوة لا بد أن ينضج بعد ورود الضيف ويطحن فى المطحن ويسوى فى إبريق من الفخار، وقد يضحى صاحب البيت فى سبيل حماية ضيفه بنفسه وماله وعلى الضيف أن يعد نفسه واحدا من أهل البيت وأن يدافع عنهم إذا ما تعرضوا للأذى.

ومن صفاتهم أيضا تحمل الجوع والعطش والجو الشديد الحرارة وليس فى العالم قوم يتحملون هذه الأشياء مثلهم والذى يشبع منهم مرة فى أربع وعشرين ساعة يعد نفسه سعيدا.

وهم يعيشون على تناول الأعشاب التى تنمو بجانب الغدران التى تكونت من أثر الأمطار، وعند ما يتجهون إلى مكان ما للإغارة على بعضهم بما أنهم لا يملكون كثيرا من الزاد فإنهم يطحنون الدخن وشيئا من الدقيق وكلما يجوعون يضعون فى أفواههم قدرا منه ويشربون ماء.

ومع كل هذا التحمل فصحتهم جيدة وأجسامهم قوية إلا أن قوة أجسامهم لا تكتمل فبنية أجسامهم نحيفة وهم فى غاية من خفة الدم.

وفى الفصل الرابع من الباب السادس يحدثنا المصنف عن باب من الأبواب الطريفة والنادرة وهى عادات العرب وأساليبهم فى السلب والإغارة والعرب الذين يخرجون للسلب والنهب يتخذون أحدهم رئيسا وقائدا ولا يخرجون عن طاعته ورأيه، ومن أحكام السلب والنهب عندهم أن يكون نصف الخارجين ركبانا، والنصف الآخر من المترجلين وفى أثناء قتالهم لا يستخدمون الأسلحة النارية، ولكنهم يقاتلون بالأسلحة البيضاء مثل السيف والرماح وما يشبهها من الآلات.

وبعد ما يهيئون مهماتهم الحربية ويتخذون تدابيرهم القتالية ويقتربون من مقر

ص: 49