الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة حال سيدنا الخليل عليه سلام الله الجليل:
سيدنا إبراهيم-على نبينا وعليه التفخيم-من الأنبياء أولى العزم من الرسل، يصل نسبه العالى إلى البطن الخامس من هود-عليه السلام.
ولد إبراهيم عليه السلام فى قرية كوثى على وزن طوبا-مهد زينة الوجود- وكانت تابعة لمدينة «بابل» أو «برسد» الملحقة بالكوفة، وولد بعد هبوط الذات النبوية المتصفة بالهداية أبى البشر آدم عليه السلام-على وجه الأرض ب 3323 سنة وعلى قول ب 3363 سنة، وبعد واقعة طوفان نوح المفجعة ب 1711 سنة، وقبل الهجرة النبوية ب 2893 سنة.
وهناك من يقول إنه ولد قبل الهجرة النبوية ب 2596 سنة. ويخمن جماعة من المؤرخين الأجانب أن مولده كان قبل ميلاد عيسى ب 2366،أو ب 2122 عند جماعة أخرى. ويروى أنه ولد فى مدينة حران وبعد ذلك هاجر إلى «بابل» وفى رواية أخرى أنه ولد فى مدينة «أورفة» فى تركيا ثم هاجر إلى حران ومنها إلى بابل. وقال بعض المؤرخين أيضا إنه ولد فى قرية برزة «من قرى دمشق بالشام، وأصبحت المغارة التى ولد فيها مزارا للعارفين، بل هناك من يقول إن الدعاء فى هذه المغارة يستجاب من الله سبحانه وتعالى.
(بدايع الزهور)
(1)
.
كان وجهه الشريف أحمر مائلا للبياض، قامته متوسطة موزونة معتدلة أشهل العينين ضخم السرة، عظيم الصدر مستوى المنكبين.
ولد فى زمن هاصر بن كوفى بن حام بن نوح-عليه السلام-أو فى عهد نمرود بن كنعان الذى كان من جبابرة الملوك وتصادف ليلة ميلاده ليلة الجمعة فى يوم عاشوراء.
وفى ذلك التاريخ خرج النمرود التعس عن الطريق المستقيم وجادة الصواب
(1)
هذه الرواية من الروايات المرجحة لدى صاحب بدايع الزهور.
بمساعدة الظروف، وأقام مجموعة من الأصنام على أشكال مختلفة وادعى الألوهية ودعا الناس إلى عبادته، وهكذا أضل الناس عن عبادة الملك المتعال جل جلاله. وكان يقول:«إن الذين يعبدون صورتى، سواء خفية أو علانية ويتقربون إلي ينالون درجة الكمال وأعلى المناصب» .وذات ليلة رأى فى منامه أن كوكبا لامعا براقا يضئ حتى أن نوره حجب ضياء القمر المنير فاختفى، فقلق قلقا شديدا وأحضر كبار الكهنة والمنجمين وأمرهم بتفسير ما تدل عليه الرؤيا وبناء عليه قال المنجمون: سيولد مولود ذو طالع ميمون مرتفع محمود العاقبة، وسيكون سببا فى تحطيم بنيان سلطنتك حتى تصير خرابا وأن هذا الطفل ما زال فى صلب أبيه.
وتبعا لقول آخر أن (جليد بن عاص) وهو من أشهر الحكماء ومجموعة البؤساء الأشقياء التابعين له والذين اختصوا بتفسير رؤيا النمرود قالوا: «بالنظر فى أحكام كتبنا المتداولة، فإنه سيولد هذه السنة غلام محظوظ سعيد فى عاصمة بلدكم، وبعد أن يكبر هذا الغلام سيأتى بدين جديد وسيدعى أنه رسول لهذا الدين، وسيدعونا لاتباعه وإذا عجزنا عن إيجاد حل لهذا الأمر من الآن، فإن دولة النماردة ستزول وتمحى بلا ريب.
وتحير النمرود التعس من هذه المعلومات الفلكية التى تلقاها من كهنته، وبدافع من حماقته وبلاهته هب ليغير حكم القضاء وأصدر أوامره بالتفريق بين الرجال والنساء لكى يحول دون اجتماع الأزواج فى الفترة التى جددها الكهنة، وعين لكل عشرة رجال رقيبا عليهم، وعلاوة على هذا التضييق على الناس أمر بقتل كل الأطفال الذين سيولدون في تلك السنة».
وفى الواقع أنه لم يستطع تغيير القدر الإلهى، إذ التقى آزر
(1)
فى تلك الليلة بزوجته
(2)
(أدنى بنت نمرة) وانتقل سيدنا إبراهيم إلى رحم أمه.
(1)
آزر هو لقب لتارخ أبو سيدنا إبراهيم لقب بهذا الاسم للإله الذى يعبده على قول، وفى قول آخر هو عمه أخو أبيه. وهذا ما رجحه الشيخ محمد متولى الشعراوى-رحمه الله-من العلماء المعاصرين.
(2)
هناك اختلاف فى اسم «أدنى» فبعض الرواة يصرون على أن اسم والدة إبراهيم عليه السلام «أدنى» بينما يقول الثانى أن اسمها «ملكا» ويدعى الثالث أنه «نونا» بينما يقول الرابع أنه «ليوثا» .