الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شوطا حول الكعبة، وكنت فى كل مرة أرى الطائر فوق كتف الخراسانى، ومد أحد الطائفين يده ليلمس الطائر لكنه لم يطر، وفى النهاية طار من تلقاء نفسه واستقر فى مكان بالجانب الأيمن من بناء المقام الشريف، وحشر منقاره تحت جناحه ووقف لفترة طويلة، واجتمع الناس حوله ليتفرجوا عليه وفجأة مد أحد أغاوات بيت الله يده وأمسك به ليريه لأحد أصدقائه، فخاف الطائر وصاح صيحة مفزعة، وكان الصوت لا يشبه صيحة الطائر.
وفزع الرجل من صوت الطائر وأطلقه فطار الطائر وحط فوق العمود الأحمر القريب من دار الندوة، ثم طار من بين باب «زيادة الندوة» وباب العجلة فتوجه إلى نواحى جبل قعيقعان.
طواف الجن:
جاء فى رواية أبى الطفيل المدرجة فى كتاب المسامرات، أن الكعبة كانت مطافا للإنس والجن قبل البعثة النبوية قال: كانت امرأة من الجن ساكنة فى الجاهلية فى مكان يسمى. «ذى طوى» ولم يكن لهذه المرأة سوى ابن واحد فقط وربت المرأة المذكورة ابنها حتى كبر وأصبح من أشراف القوم وتزوج، وبعد سبعة أيام من ليلة زفافه أراد أن يدخل مدينة مكة المعظمة ليطوف بالبيت العزيز.
وأرادت الأم ألا تأذن لابنها بالذهاب فقالت «يا ولدى إننى أحفظك من سفهاء» قريش وأضن بك» ولكنها فى النهاية سمحت له استجابة لتوسلاته، وبما أنها كانت تحب ابنها حبا جما ولن تستطيع على فراقه صبرا فقالت.
أعيذه بالكعبة المستورة
…
ودعوات ابن أبى محذورة
وما تلا محمد من سورة
…
إنى إلى حياته فقيرة
وإننى بعيشه مسرورة
وما أن أخذ الابن الإذن من والدته وسمحت له بالذهاب حتى تحولت هيئته إلى جنى وتوجه إلى الحرم الشريف، وبعد الطواف عاد من طريق حى «بنى
سهم» فقابل فى الحى المذكور رجلا أحمر الوجه أحول العينين، مفتوح الحاجبين، أعسر اليد فقتله بدون وجه حق.
وعند ما علمت الأم بقتل ابنها وموته دعت أبناء قومها وشرحت لهم الأمر، وحرضتهم على أهل مكة فانطلق داخل مكة فجأة ضجيج مدو وغمر المدينة تراب كثيف ودخان أسود واختفت تحته كل البيوت والجبال، فلم يعد يرى شئ.
وكانت طوائف الجن وراء هذا العمل، ضد قبيلة «بنى سهم» حتى إن رجال هذه القبيلة كانوا يموتون فجأة وهم فى فرشهم.
وأخيرا أدرك ما يقرب من سبعين شيخا أولى بأس لا يعرف الخوف سبيلا إلى قلوبهم حقيقة الأمر، فجمعوا أفراد قبائلهم وصعدوا الجبال وظلوا هناك ثلاثة أيام متتالية، مشغولين بقتل كل ما يرونه من الحيات والعقارب وسائر الحيوانات المؤذية وفى الليلة الثالثة سمعوا نداء من فوق جبل أبى قبيس يقول:
الإنصاف يا معشر قريش أصلحوا بيننا وبين رجال «بنى سهم» فقد قتل رجال القبيلة المذكورة الغالبية منا. بناء على هذا النداء عقد أكابر قريش صلحا بين «بنى سهم» وقبيلة الجان وأخذوا من كل واحد فيها العهد والميثاق على الآخر بألا يتعدى أحد على الآخر، وقد أطلق بنى سهم على هذه الواقعة اسم عياطلة.
***