الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عما حدث إذا كان فى استطاعته أن ينطق، وهو بهذا قد ألمح وصرح بأنه لا يليق بهم أن يعبدوا هذه الحجارة العاجزة عن إخبارهم بالضرر الذى أصابهم ولجأ النمرود وآزر إلى التهديد الذى لا يليق بالإنسانية لكى يسكتوا ذلك الرسول سعيد الطالع وتجرءوا على تعذيبه، لإجباره على الكلام واشتدوا عليه فى القول وأغلظوا عليه حتى يعترف بما فعل. وأصروا فى حوار غير لائق لاستنطاقه.
ولما رأى النماردة إصرار النبى الجليل على ترديد الفقرات التى تشمل على حقائق ثابتة «أتعبدون ما صنعت أيديكم، فى حين أنها وأنتم من خلق الحق سبحانه وتعالى» .
عندئذ أدركوا أنهم لن يستطيعوا إجبار سيدنا إبراهيم على السكوت، وبعد مناقشات مطولة ظهر عجزهم فى اتخاذ القرار اللازم، واضطروا لحبسه وسجنه مدة ثلاث عشرة سنة وفى النهاية قرر النمرود-وفى قول آخر عمل برأى رجل قبيح المظهر من أكبر بلاد فارس اسمه «هيوم» -وعزم على إحراقه فى النار.
وبنى مبنى ذا جدران عالية أمام الجبل الواقع مقابل قرية «كوثى
(1)
» من ملحقات الكوفة أو البصرة ونقل إليه حطبا يكفى حرقه لأربعين يوما وعلى رواية لثلاثمائة وست وستين يوما
(2)
.
وكذلك أشياء أخرى قابلة للحرق وملئوا بها المبنى المذكور وسكبوا عليها الزيت وأضرموا النار فيها من الجهات الأربعة.
استطراد
نظرا لوجود حى فى مدينة «أورفة» معروف باسم «كوثى» وبه مزار على اعتبار أنه المكان الذى ولد به سيدنا إبراهيم وبناء على هذا يتحتم أن يكون موقد النار المعد لحرق سيدنا إبراهيم فى «أورفة» وقد عرف أن هناك صندوقا أخضر على أنه مهد حضرة الخليل وهو داخل الغار الواقع أسفل قلعة «أورفة» وهم
(1)
اسم هذه القرية حسب بحوث المؤرخ «سدّى» هو غوطة-بدايع الزهور.
(2)
هذه المدة حسب رواية سدّى هى ثلاثة أشهر كاملة. بدائع الزهور.
يطلقون اسم «كوثى» على الحى الواقع بمحاذاة هذا الغار وهو متصل به كما يوجد فى هذه المدينة خرابة يطلق عليها قصر النمرود.
ويوجد غير هذا فى أحد الأبراج أطلال قلعة «أورفة» أطلال عمودين من الحجر يبعد أحدهما عن الآخر مسافة خمسين ذراعا.
وهذان العمودان معروفان بين الأهالى على أنهما المنجنيق الذى أعد لسيدنا إبراهيم.
وحسبما سمع من أهل أورفة، فقد مد إلى هذه الأعمدة حبلان سميكان، مثل الحبال التى تمتد بين المآذن ثم علقت هذه الحبال بشجرة وتركت فجأة وهكذا ألقى سيدنا إبراهيم فى خرائب المنجنيق الذى سنبين شكله فيما بعد. انتهى.