الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظم
ما العمل إنه جاءه على أنه التواب
…
وجاءه الأمر «أذن فى الناس»
ما لم يكن بيت القلب من طين وماء
…
فلتكن الضجة منها حتى تسمع أذن القلب
إن كل من كان فى الأصلاب والأرحام
…
سمع منه ذبذبة الصيت
إن كل سامع معجل
…
جعل من رأسه قدما للعبودية
إن الخلق منذ القدم فى هذه المحبة
…
وبلا سبب لم يسلكوا هذا الطريق
(فتوح الحرمين).
بناء على ما يروى أن عدد مرات حج شخص يتوقف على عدد إجابته لصيحة خليل الرحمن وكان الذى سيحج مرة واحدة قال «لبيك» مرة واحدة والذى قدر حجه مرتين قال «لبيك» مرتين وهكذا.
إذا ما نظرنا إلى حج الأمة المحمدية اليمنية كل عام يدل على أنهم فاقوا جميع المسلمين فى البلاد الأخرى فى التلبية. قال بعض المؤرخين إن إبراهيم عليه السلام عند ما أراد أن يدعو الناس للحج لم يدعهم من فوق المقام الشريف بل صعد فوق جبل أبى قبيس أو جبل «ثبير» ونفذ أمر الله-سبحانه وتعالى-إلا أن القول الأول هو المصدق عند الجمهور ومرجح على الأقوال الأخرى.
وبهذه الصورة أتم سيدنا إبراهيم مهمته ونزل من فوق المقام الشريف نزل جبريل-عليه السلام-وأخذ إبراهيم-عليه السلام-وابنه إلى جبل الصفا ومن
هناك إلى جبل المروة وأراهما حدود المسجد الحرام وأوصى بأن يوضع حجر كعلامة فارقة فى الأماكن التى عينها. ووضع خليل الرحمن
(1)
العلامات فى الأماكن التى بينها الرسول الجليل. وفى السابع من شهر ذى الحجة تلا إبراهيم- عليه السلام-خطبة بليغة مقابل البيت الشريف. والآن تلقى الخطبة فى السابع من ذى الحجة من فوق منبر المسجد الحرام تشرح فيها بالتفصيل مناسك الحج والمسائل الخاصة بالحج.
وفى أثناء الخطبة كان إسماعيل-عليه السلام-يستمع إلى خطبة أبيه فى خضوع وخشوع وصدق وأدب جم.
وفى اليوم الثانى أحرما من الحرم الشريف بنية الحج وسارا إلى منى ملبين ومهللين، وقضيا ليلهما فى الموقع الذى يوجد فيه الآن مسجد «الخيف» وكلما يحين وقت الصلاة كانا يؤديان الفرائض الخمسة فى أوقاتها وأطلق على هذا اليوم يوم «التروية» والحكمة من إطلاق هذا الاسم أنه قد كان انتظاره قبل وقعة ذبح إسماعيل بيومين مترويا كما سبق أن بيناه.
وبعد ذلك بيوم كان اليوم التاسع من ذى الحجة وبعد أن أديا صلاة الصبح وانتشر ضوء الشمس فوق جبل «ثبير» ذهبا إلى وادى الفيوضات «عرفات» ووقفا فى المكان الذى يسمى الآن مسجد «نمرة» .
وأحد أسماء هذا المسجد «مسجد إبراهيم» ويؤدى الحجاج فرضى الظهر والعصر جمع تقديم.
وفى اليوم المذكور صحبهما جبريل الأمين ليريهما الجبال التى فى الوادى وليعرفهما مناسك الحج وفعلا بين لهما الحدود المطهرة والجبلين اللذين يقطعان حدود «عرفات» .
وبعد ذلك دخل إبراهيم-عليه السلام-فى مكان يطلق عليه الآن مسجد «الصخرة» ،وأجلس ابنه إسماعيل-عليه السلام-فى مكان ما، وتمتم ببعض الكلمات وهو واقف على قدميه وصلى هو وابنه صلاتى الظهر والعصر متصلتين جمعا، وأخذا يذكران الله ويسبحانه وعادا بعد الغروب إلى وادى «المزدلفة» .
(1)
قد بين فى بحث الميقات كيفية وضع هذه العلامات وإلى أى وقت ظلت معووفة.
ويروى أن المكان الذى جلس فيه إسماعيل-عليه السلام-وكان عاليا وغير مستوبين الصخور، وإنه الآن المكان الذى وقف فيه رئيس قافلة الأنبياء على نبينا وعليهم التحايا، والمحل الذى تمتم فيه إبراهيم-عليه السلام-بكلمات وهو المحل الذى يلقى فيه الآن قضاة مكة خطبة عرفات.
وقد أدى إبراهيم-عليه السلام-هو وابنه صلاتى المغرب والعشاء متصلتين جمعا جمع تأخير، ثم أخذا يجمعان الحصى كل واحد منهما (49) حصاة لرمى الجمرات وقضيا ليلتهما تلك فى المزدلفة، وبعد أن صليا صلاة الصبح نهضا وواصلا سيرهما نحو مكان يسمى وادى المحسّر
(1)
وسارا فى هذا الوادى قدر خمسمائة ذراع سيرا سريعا.
وبعد ذلك أعدّا ذبيحة وذبحاها فى مكان يسمى مسجد «منحر» ،وهو مسجد لطيف فى ناحية مسجد «الخيف» من منى.
وفى اليوم الثالث من وصولهم إلى «منى» رميا الجمرات التى جمعاها من المزدلفة بعد الزوال حسب الأسس الشرعية ثم توجها إلى مكة المكرمة بعد أن استراحا فترة فى وادى «محصب»
(2)
وصليا فيه صلاة الظهر ثم عادا إلى مكة المكرمة.
وأخيرا عاد إبراهيم-عليه السلام-إلى الشام وفى العام التالى أدى مع زوجته سارة وابنه إسحاق-عليهم السلام-فريضة الحج الشريف.
(1)
المحسر اسم واد بين «منى والمزدلفة» وطوله خمسة وأربعون وخمسمائة ذراع. يقال إن أصحاب الفيل قد تعبوا فى هذا المكان وأصبحوا غير قادرين على السير، لذا سمى الوادى بهذا الاسم وبما أن السير فى هذا الوادى ببط ء سنة نبوية فإن الحجاج يسيرون فيه بتؤدة وبط ء ولا يجوز وقوف وقفة عرفات فى هذا الوادى أو فى وادى عرنة.
(2)
ويقال لهذا المكان أبطح أيضا وهو مكان ذو حجارة فى مدخل مكة المكرمة وبالقرب من مقبرة حجون ومن السنة السنية أن يقف فيه الحجاج الكرام ويصلوا الظهر والعصر والمغرب والعشاء وأن يقضوا ليلهم فيه ثم يدخلون مكة المكرمة.