المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لننتقل للبحث عن إبليس: - موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - جـ ١

[أيوب صبري باشا]

فهرس الكتاب

- ‌قصة هذا العمل

- ‌هل كانت كلمة المرآة مقصودة من المؤلف؟وماذا أراد المؤلف باستخدام كلمة المرآة ودلالتها

- ‌أسباب تصنيف الموسوعة:

- ‌أولا:

- ‌ثانيا:

- ‌الكتاب المصنّف:

- ‌سبب إطلاق هذه الأسماء على مكة:

- ‌فالأبواب الشرقية:

- ‌أما الأبواب الجنوبية فهى:

- ‌والأبواب الغربية:

- ‌والأبواب الشمالية:

- ‌وللمسجد الشريف خمسة أبواب هى:

- ‌ أثرب:

- ‌ أرض الله، أرض الهجرة:

- ‌ أكالة البلدان، أكالة القرى:

- ‌ البارة:

- ‌ الجليلة:

- ‌ ذات الحجر:

- ‌ سيدة البلاد:

- ‌ شافية:

- ‌ طيبة وطيّبة:

- ‌ عذراء:

- ‌ فاضحة:

- ‌ مؤمنة:

- ‌1 - أهل المدر:

- ‌2 - أهل الوبر:

- ‌تربية الأطفال

- ‌الزواج وعاداته

- ‌وليمة العرس:

- ‌حفل الختان

- ‌الخيل:

- ‌عناصر مجلد «مرآة جزيرة العرب»:

- ‌مرآة مكة

- ‌الوجهة الأولى

- ‌إفادة مخصوصة:

- ‌الخلاصة:

- ‌بيت الله (الكعبة):

- ‌ الملتزم

- ‌ المستجار

- ‌ الحجر الأسود

- ‌داخل الكعبة:

- ‌حجر إسماعيل:

- ‌ميزاب الكعبة:

- ‌حفرة المعجن:

- ‌الشادروان:

- ‌الستارة الشريفة:

- ‌المطاف الشريف:

- ‌المقام الشريف:

- ‌المنبر اللطيف:

- ‌المقامات الأربعة:

- ‌المقام الحنفى:

- ‌المقام الشافعى:

- ‌المقام الحنبلى:

- ‌المقام المالكى:

- ‌قبة الفراشيين:

- ‌قبة السقاية:

- ‌مسألة:

- ‌البلدة المعظمة مكة المكرمة

- ‌أديان العرب فى الجاهلية

- ‌أسماء مكة الله السامية

- ‌منظومة

- ‌سبب إطلاق هذه الأسماء على الكعبة

- ‌رواية:

- ‌نظم:

- ‌بكة:

- ‌بلد:

- ‌قرية:

- ‌أم القرى:

- ‌البلد:

- ‌أم رحم:

- ‌باسة:

- ‌صلاح:

- ‌ناسة:

- ‌حاطمة:

- ‌رأس:

- ‌كوثى:

- ‌عرش وعريش وعرش:

- ‌قادس، قادسية:

- ‌سبوحة:

- ‌حر‌‌ام:

- ‌ام:

- ‌معطشة:

- ‌برة:

- ‌رتاج:

- ‌رحم وأم الرحمة:

- ‌أم كوثى:

- ‌أمينة:

- ‌أم الصفا:

- ‌مروية:

- ‌متحفة:

- ‌أم المشاعر:

- ‌البلدة المرزوقة:

- ‌رواية:

- ‌حكمة:

- ‌حكاية مليئة بالعبر:

- ‌تهامة:

- ‌الحجاز:

- ‌البلدة الطيبة:

- ‌مدينة الرب:

- ‌عاقر:

- ‌فاران:

- ‌عتيق:

- ‌أسباب تلقيب بيت الله بالألقاب الجميلة

- ‌المشرفة:

- ‌مكرمة:

- ‌مهابة:

- ‌والدة:

- ‌نادرة:

- ‌جامعة:

- ‌المباركة:

- ‌المفخمة:

- ‌ المشرفة

- ‌أعلام قلاع الحرمين الشريفين

- ‌استيلاء طائفة القرامطة المفسدين على مكة المعظمة

- ‌استطراد

- ‌إخطار:

- ‌ الحسينية

- ‌وادى فاطمة

- ‌تنبيه:

- ‌العلاج:

- ‌درجات الحرارة

- ‌إفادة خاصة:

- ‌تنبيه:

- ‌الخوخ:

- ‌المشمش:

- ‌التين:

- ‌السفرجل:

- ‌الكمثرى:

- ‌التفاح:

- ‌البرقوق:

- ‌التمرهندى:

- ‌العنب:

- ‌التمر:

- ‌اللوز:

- ‌الجوز:

- ‌التوت:

- ‌العناب:

- ‌البطيخ والشمام:

- ‌البرتقال:

- ‌‌‌الليمون:

- ‌الليم

- ‌الرمان:

- ‌الموز:

- ‌ الخيار

- ‌العجور:

- ‌الهندباء:

- ‌الخرشوف:

- ‌البامية:

- ‌الكرفس:

- ‌الفاصوليا الخضراء:

- ‌السلق:

- ‌الجزر اليمانى:

- ‌الباذنجان:

- ‌الفاصوليا الجافة والفول الجاف:

- ‌الفجل:

- ‌شبت:

- ‌الثوم:

- ‌الكمون:

- ‌أسباب ظهور الأمراض فى مكة المفخمة

- ‌نصائح لمن يذهبون إلى الحجاز:

- ‌حكاية:

- ‌طواف طائر بالبيت المعظم:

- ‌طواف الجن:

- ‌الصورة الرابعةالتعريف بحدود كعبة الله بالفضائل الجليلة لمكة المكرمة

- ‌نظم

- ‌هناك ثلاث روايات عن مقام إبراهيم

- ‌الرواية الأولى:

- ‌الرواية الثانية:

- ‌الرواية الثالثة:

- ‌النتيجة:

- ‌الحكمة الأولى:

- ‌الحكمة الثانية:

- ‌الحكمة الثالثة:

- ‌الحكمة الرابعة:

- ‌الحكمة الخامسة:

- ‌استطراد

- ‌شعر

- ‌حدود حرم الله ومواقيت كعبة الله المكانية:

- ‌‌‌شعر

- ‌شعر

- ‌أسماء الذين جددوا أميال المواقيت:

- ‌الصورة الخامسةفى توضيح المسائل الهامة الخاصة بإيجار واستئجار بيوت هذه المدينة المفخمةللإقامة فى مدينة مكة المعظمة

- ‌حكاية:

- ‌حكاية أخرى:

- ‌قصة غريبة:

- ‌نظم

- ‌خلاصة مسألة إيجار البيوت:

- ‌الوجهة الثانيةتحتوى على ثلاث عشرة صورة مرتبة تضم أقوال المؤرخين التى ذكرت حولتفاصيل بناء مكة المعظمة وعمارتها، وعن الذين قاموا ببناء هذه البقعة المقدسةالمباركة، وأسباب تجديدها وتعميرها وإنقاص مساحتها وتوسيعها

- ‌الصورة الأولىتعرض الأقوال التى ذكرت فى أوليات بناء الكعبة

- ‌شعر

- ‌الصورة الثانيةفى تفصيل وبيان كيفية بناء الكعبة المعظمة للمرة الأولى

- ‌الصورة الثالثةتوضح صورة بناء الكعبة المعظمة فى المرة الثانية

- ‌أقوال الجمهور فى تعريف البيت المعمور:

- ‌إخطار:

- ‌الصورة الرابعة توضح كيفية تجديد الكعبة المحرمة فى المرة الثالثة

- ‌حكمة:

- ‌ترجمة حال سيدنا الخليل عليه سلام الله الجليل:

- ‌رباعية:

- ‌تفصيل

- ‌قطعة

- ‌استطراد

- ‌بيت

- ‌أبيات

- ‌حكمة

- ‌إخطار:

- ‌صورة هجرة سيدنا إبراهيم إلى مصر:

- ‌إضافة:

- ‌إخطار:

- ‌إخطار:

- ‌أبيات

- ‌سبب سفر خليل الرب الجليل إلى واد غير ذى زرعومكة وطريقة سفره

- ‌استطراد

- ‌إخطار:

- ‌نظم

- ‌تنبيه:

- ‌كيف ظهر بئر زمزم الشريف:

- ‌الغراب الأعصم:

- ‌أسماء زمزم الشريف

- ‌1 - زمزم:

- ‌2 - همزة:

- ‌3 - هزمة جبريل:

- ‌4 - ظبية:

- ‌5 - طيبة:

- ‌6 - برة:

- ‌7 - عصمة:

- ‌8 - مضنونة:

- ‌9 - شباعة العيال:

- ‌10 - عونة:

- ‌11 - سقيا الله إسماعيل:

- ‌12 - بركة:

- ‌13 - سيدة:

- ‌14 - نافعة:

- ‌15 - بشرى:

- ‌16 - صافية:

- ‌17 - معذبة:

- ‌18 - طاهرة:

- ‌1).19 -حرمية:

- ‌20 - مروية:

- ‌21 - سالمة:

- ‌22 - ميمونة:

- ‌23 - مباركة:

- ‌24 - كافية:

- ‌25 - عافية:

- ‌26 - طعام طعم:

- ‌27 - شفاء سقم:

- ‌28 - مؤنسة:

- ‌29 - شراب الأبرار:

- ‌30 - تكتم:

- ‌نظم

- ‌هجرة قبائل الجراهمة وقطورا إلى مكة المكرمة

- ‌زواج سيدنا إسماعيل وذهاب سيدنا إبراهيم إلى مكة لمقابلة ابنه

- ‌نظم

- ‌مسألة:

- ‌كيفية حدوث قصة الذبح الجليلة

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌قطعة

- ‌حكمة:

- ‌استطراد

- ‌لاحقة:

- ‌تكليف حضرة الخليل ببناء الكعبة المعظمة:

- ‌إخطار:

- ‌قطعة:

- ‌نظم

- ‌نظم

- ‌قطعة

- ‌لائحة فى ذكر كيف قدمت وتشكلت حكومة العمالقة والجراهمة فى مكةالمكرمة

- ‌نظم

- ‌انتقال حكومة مكة إلى يد بنى خزاعة

- ‌القصيدة:

- ‌إخطار:

- ‌الصورة السادسةتوضح كيف تم تجديد البيت العتيق فى المرة الخامسة وكيف نجح العمالقة فىتجديده

- ‌الصورة السابعةتبين طريقة تجديد البيت الأكرم فى المرة السادسة

- ‌الصورة الثامنةفى ذكر طريقة تجديد وبناء كعبة الله فى المرة السابعة

- ‌إخطار:

- ‌انتقال حكومة مكة المكرمة إلى قصى بن كلاب بن مرة:

- ‌استطراد:

- ‌نشأة الإجازة:

- ‌جاهلية العرب:

- ‌الذيل:

- ‌تأسيس مدينة مكة المعظمة المشهورة

- ‌استطراد:

- ‌الحجابة:

- ‌السقاية:

- ‌الآبار الموجودة فى مكة المعظمةقبل ظهور بئر زمزم الشريف

- ‌ طوى

- ‌ بذر

- ‌ سجله

- ‌حفر، سقية، أم أحراد، سنبلة، غمر:

- ‌مسألة:

- ‌لاحقة:

- ‌اللواء:

- ‌الندوة-معناها الاجتماع:

- ‌السفارة:

- ‌النظارة:

- ‌صاحب القبة ومعناه ناصب الخيمة:

- ‌الأزلام:

- ‌طريقة التفاؤل وإجراء القرعة بالأزلام:

- ‌قرعة العرب فى الجاهلية

- ‌لعب القمار فى الجاهلية

- ‌خازن الآلات والأموال:

- ‌رفادة:

- ‌شكل السماط

- ‌القيادة:

- ‌اختلاف قريش:

- ‌مطالعة:

- ‌تعريف الكهانة

- ‌ العرافة

- ‌الزجر والطيرة:

- ‌حكاية:

- ‌الصورة التاسعةفى تفصيل كيفية بناء الكعبة المعظمة للمرة الثامنة

- ‌ فتوى:

- ‌ صورة الفتوى الشريفة:

- ‌إخطار:

- ‌ ظهور حية كبيرة فوق الكعبة:

- ‌صور الأنبياء وقصص مثيرة للعجب والحيرة

- ‌ حكاية:

- ‌‌‌ حكاية:

- ‌ حكاية:

- ‌صورة دخول عبادة الأصنام إلى أرض الحجاز:

- ‌بدء ظهور عبادة الأصنام على وجه الأرض

- ‌الكلمات المسموعة من أصنام أهل مكة

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌ حكمة:

- ‌ الأبيات

- ‌الأبيات التى سمعها وائل من داخل الصنم

- ‌شعر

- ‌ادعاء جمشيد الألوهية

- ‌ظهور طقوس الوثنية بين أحفاد إسماعيل

- ‌أول من اعتنق عبادة الأصنام من بنى إسماعيل:

- ‌إخطار:

- ‌معلومات خاصة بالجن والشياطين

- ‌لننتقل للبحث عن إبليس:

- ‌ حكاية:

- ‌ حكاية:

- ‌ الأبيات

- ‌قصة الفيل العجيبة:

- ‌بلاد الحبشة:

- ‌استطراد:

- ‌معلومات خاصة فى صورة خلقة الفيل وكيفية العناية به:

- ‌فى تعريف رصانة أبنية القليس:

- ‌قصة بيت أصنام بنى بغيض:

- ‌هجوم ملك الروم .. بقصد تخريب كعبة الله القيوم:

- ‌الصورة العاشرةفى تجديد مبانى الكعبة المقدسة للمرة التاسعة

- ‌خطبة ابن الزبير:

- ‌الصورة الحادية عشرةفى تجديد مبانى الكعبة المقدسة للمرة العاشرة

- ‌حادثة غريبة:

- ‌ترجمة حال ابن الزبير:

- ‌مطالعة:

- ‌تعريف مراتب وألقاب الخلافة والسلطنة والمملكة بالإجمال

- ‌حكام أوربا:

- ‌الصورة الثانية عشرةفى ذكر كيفية تعمير أركان بيت الله وتشييده

- ‌حكاية غريبة:

- ‌الصورة الثالثة عشرةتجديد بيت الله للمرة الحادية عشرة

- ‌عين زبيدة:

- ‌إحدى كرامات بيت الله الحرام:

- ‌ الأسباب القهرية التى بينها المهندسون فى تقارير المعاينة

- ‌ردود المعترضين:

- ‌رغبتهم فى عدم تنظيف الحرم الشريف:

- ‌تكليف رضوان باشا بإعادة بناء بيت الله:

- ‌رؤيا غريبة

- ‌حكاية أخرى

- ‌مكافاة رضوان أغا على جهده وإخلاصه

الفصل: ‌لننتقل للبحث عن إبليس:

والدخان، ومن هنا كان من الجن من هو مطيع ومن هو عاص، ومن هو مؤمن ومن هو كافر، وقد ورد فى القرآن الكريم:{وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ} (الحجر:27) وقد اختلفوا فى هذه النار ولذا قال بعضهم إنها نار الشمس، وقال الآخرون إنها نار البرق.

‌لننتقل للبحث عن إبليس:

هل إبليس من الملائكة؟ أم هو من الجن؟ وقد اختلف فى هذه المسألة أيضا.

بناء على رأى فريق أن إبليس كان من طائفة الجن التى استكبرت على وجه الأرض وعصت، وقد سل الملائكة سيوفهم وأسروا إبليس وساقوه إلى السماء وبهذا دخل فى زمرة الملائكة وإذا ما قلنا إن إبليس من الجن والملائكة نكون قد أصبنا الحقيقة الآن.

وبناء على قول فريق آخر إن إبليس من حيث الفعل من الجن ومن حيث النوع من الملائكة، فهو من ناحية فعله من الكفار.

يقول الإمام الماوردى فى كتابه المسمى (النبوة) وهو ينقل أقوال المنكرين: «إن خالق الكائنات خلق سكنة البحر والبر مثل الإنسان والنعامة والحيوانات المفترسة والطيور العادية والحشرات من الماء والطين كما خلق الحيوانات التى تعيش فى داخل الماء مثل الضفدع والسمك من نباتات الماء وأن هذه الأجناس الأربعة التى خلقت من أربعة من أصول صاعدة مثل الملائكة والجن فهم الصاعدون، واثنين من الأصول الأربعة هابطة مثل حيوانات البر والبحر فهى من الهابطة.

وقد اعتذر الإمام الماوردى عن نقله هذا الكلام قائلا: «إن ما ينقله ليس من رأيه ولكن هدفه من نقل هذا الكلام أن يفحم خصمه ويسكته بنقل ادعائه وكلامه» .

وقال الشيخ أبو طاهر-رحمه الله-مرة أخرى: إن هؤلاء الجن عند ما تكتمل صورتهم تزول صورتهم الأصلية بالقدرة الإلهية، يتشكلون بشكل آخر لا يشبه صورتهم الأصلية.

ص: 383

كما أن الإنسان قد تحول إلى لحم وعظم وبشرة بعد أن غابت عنه صورة الماء والطين والتراب، وكما اختلفت أشكال الحيوانات المفترسة والطيور والحيوانات الأخرى، وتشكلت بأشكال متغيرة كذلك زالت من الملائكة والجن والشياطين صورة الهواء، وداخلهم مكون من مصنوعات العالم-جل شأنه-إلى أشكال وهيئات لطيفة خاصة بهم لذا يطلق عليهم المخلوقات الروحانية.

إن المخلوقات الروحانية تتميز بعضها عن بعض بأشكال لطيفة خاصة بكل نوع؛ إلا أنه لا يعرف هيئاتهم إلا خالق العالم-سبحانه وتعالى-إذ يقول:

{وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ} (المدثر:31).إن تشكل المخلوقات الروحانية ودخولهم إلى صور متنوعة نستطيع أن نشبهه بتغيير ملابسنا.

وإن هذه المخلوقات الروحانية تمر فى هواء الجو مثل علائم السماء المخضرة المحمرة أو المصفرة أو ألوان أخرى مختلفة. كما أن «عبد الله بن عباس» بينما كان جالسا فى المسجد النبوى الشريف مع والده رأى بمفرده صورة الرسول-صلى الله عليه وسلم -مع جبريل، ولما أخبر الرسول-صلى الله عليه وسلم-بذلك أخبره أنه سيصيبه العمى ولكنه سيتفقه فى أمور الدين ويتفوق فى التأويل والتفسير.

إن الله-سبحانه وتعالى-قد قدر لهذه المخلوقات أوضاعا تستطيع بها أن تتشكل بصور مختلفة وقت ما تريد مثلما نحن نقدر أن نغير ملابسنا وقتما نشاء تغيير الملابس لنا وتغيير الصور لها. وكل موجود يتصرف بالشكل الذى قدر له فإن ملابسنا الثقيلة تتكون من الصوف والمنسوجات والحرير وملابس المخلوقات الروحانية تتكون من المنسوجات اللطيفة مثل الهواء والأشعة ومع ذلك فأجسام الملائكة والجن أخف من الهواء وأرق منه.

وعند ما يريد الله-سبحانه وتعالى-أن يرى لنا الملائكة والجن يجعل للهواء كيفية خاصة ويأمر الملائكة والجن أن يتشكلوا بالشكل الذى يريدونه فيشاهدهم الناس حينئذ على الشكل الذى تشكلوا به.

قال الله-تعالى-فى حق الملائكة: {وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ} (الأنعام:9).

ص: 384

وإن كان من المستحيل أن يتحول الملك فى الحقيقة إنسانا ولكنه يدخل فى شكل الإنسان بواسطة الهواء، لأن الهواء إذا تكاثف مثل السراب يمكن رؤيته.

وإذا قيل ما معنى قول الله-تعالى-: {إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} (الأعراف:27).يجاب بأنه لا يمكن رؤية الجن على شكله الذى خلقه الله سبحانه وتعالى؟ ولكن يمكن رؤيته على شكل الكلب أو الهر بل إن رؤيته على هذا الشكل هو ما يحدث فى أكثر الأوقات.

تفضل الشيخ الجليل وقال: «إن واحدا من الجن وجه إلى سبعين سؤالا خاصا بالتوحيد وطلب منى الإجابة بعد أن تشكل على شكل فصيلة الكلاب التى تسلم من الدنس وحدث ذلك فى ليلة من الليالى وقد غسل فرش المسجد الجامع بالماء والطين وطهره ظنا منه أنه كلب حقيقى» .

قد أجبت على أسئلة الجن فى تأليفى اللطيف المسمى ب «كشف الحجاب والران عن وجه أسئلة الجان» .

وإذا ما قيل «هل سيحتجب الجن منا فى الجنة أيضا؟» يجاب عليه: بأن الأمر سينعكس فى الجنة كما أننا لم نرهم فى الدنيا وهكذا لن يروننا فى الجنة من حيث نراهم نحن كما أن بعض الخواص منا يراهم فى الدنيا وهكذا سيرانا بعض الخواص منهم».

سؤال- هل تتغير أصواتهم وفق تغير أشكالهم أم تظل أصواتهم الأصلية دون تغيير؟

جواب- تتغير أصواتهم وفق الشكل الذى يتشكلون به إنسانا كان أو بهيما أو حيوانات أخرى.

سؤال- إذا ما تشكل الجن بصورتنا هل يستطيعون أن يتلفظوا بكل الحروف كما نتلفظ نحن؟!

جواب- تطابق بعض حروفهم حروفنا بينما تخالف بعض حروفهم حروفنا عند الحديث لأن أجسامهم اللطيفة لا تتحمل الحروف الغليظة والصلبة التى نلفظها.

ص: 385

سؤال- كيف نستطيع أن نفهم كلامهم ناقص الحروف؟

جواب- إنهم لا يتحدثون بحقيقة حروفنا بل بالحروف المماثلة لها، فإذا تكلموا بحقيقة حروفنا وأنقصوا حرفا من كلامهم لما فهم منهم شيئا.

سؤال- هل يستطيعون الحديث بكلامنا وهم متشكلون فى صورة غيرنا؟

جواب- لا يستطيع أى مخلوق روحانى أن يقوم به إلا إذا كان شيئا خارقا للعادة.

سؤال- قيل فيما سبق «خلق الجن من مارج من نار» والمارج معناه المختلط ما كنه هذا الاختلاط؟

جواب- المارج «نار تحتوى على مواد رطبة ومن هذه ينشأ اللهيب والشعلة اشتعال الهواء لذا تحتوى على الرطوبة.

سؤال- الشياطين هم المردة والأشقياء من الجن فلم يدخلون فى كلمة الجان اسم الجنس؟

جواب- إن سبب دخول الشياطين فى اسم الجنس لأن الجان مخلوق بين الإنسان والملائكة.

والجان مخلوق عنصرى وهذا هو علة تكبره-لو كان خلق طبيعيا خالصا لما تغلبت عليه طبيعته العنصرية ولظل دون تكبر مثل الملائكة.

الجان مخلوق برزخى فى نشأته. فهو يحتجب ويتشكل فهو أقرب إلى الأرواح النورية لاحتوائه على لطافة النار من جهة كما أن له وجهة أخرى عن طريق النيابة فهو من عنصر الرماد كما أشار إليه الإمام الماوردى رحمه الله.

ويجرى الشيطان فى جسم الإنسان مجرى الدم، ولكن الإنسان لا يشعر به، لو لم ينبهنا لذلك النبى-صلى الله عليه وسلم-لظلت ملابسة الشيطان لنا وإلقائه الوسوسة فى صدورنا مجهولا لدينا. إن الشياطين لا يظهرون لنا إلا فى حالة تجسمهم إلا أنهم أكثر قدرة على الاستتار من الجان.

سؤال- ما الفرق بين الجسد والجسم؟

ص: 386

جواب- هناك فرق بين الجسم والجسد: والجسم يرى عادة، فهو إما لطيف لا يرى وأما شفاف أو كثيف.

وأما الجسد فهو حالة المخلوقات الروحانية حينما تظهر فى اليقظة بالأجسام.

وبعض الأجساد تظهر فى صورة تشبه الأجسام فى شعور النائم ومع هذا كل ما ذكر ليس أجساما بذاته ونفسه.

سؤال- هل صورة الجن أو الملك هى عين صورتهما عند ما يظهران ويشاهدان؟

جواب- نعم إن الملك والجن هما حقيقة نفسيهما كما أن الكلام المكون من الحروف والأصوات فى الحقيقة كلام الله. قيل لأحد الناس عرّف الجن فقال:

«إن الجن حيوان ناطق هوائى» .

سؤال- هل هناك من الجن من لا يصدق القسم الذى يحلفه الإنسان بأسماء الله تعالى الحسنى؟

جواب- نعم يصدقون جميع الأيمان التى تحلف بأسماء الله-بخلاف الإنسان -إذ ليس بمقدورهم ردها.

يقول الشيخ أبو طاهر «إن الجن لا يتخابر ولا يجاوب إلا بالرقى إذا ما قرئت رقية على مجنون فكأنك تلقى على الجن شعاعا من الشمس فيضطر إلى الطاعة وتمنعه من العصيان. قد سخرت لسيدنا سليمان-عليه السلام-الريح كما سخر الجان. إن الجان مخلوقات بالغة اللطف والدقة والرقة والخفاء حتى إذا اختلطت بالفضة المذابة فى البوتقة فتسبب الرجرجة والاضطراب كما يسبب للإنسان الذى يحل فى جسمه. وعند ما تقرأ الرقى على مجنون يزعجونه وهذا ثابت بالحديث الشريف الذى يخبرنا بأن «الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم» .

سؤال- ما الدليل على أن الجن مكلف بالإيمان؟

جواب- الدليل هو قول الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} (الأحقاف:29).

ص: 387

وقد رأى النبى-صلى الله عليه وسلم-سبعة نفر من الجن تحت نخلة ثم خط خطا حول عبد الله بن مسعود وأمره بألا يخرج من هذه الدائرة.

يقول عبد الله بن مسعود-رضى الله عنه: «قد استمعت إلى نبى الإنس والجان-صلى الله عليه وسلم-وهو يحاكمهم ويفصل منازعاتهم كما سمعت أصواتهم» .

ثم علمهم النبى-صلى الله عليه وسلم «سورة الرحمن» كما جاء فى كتب التفسير وأمرهم بأن يؤدوا الصلاة.

سؤال- هل هناك دليل على دخولهم الجنة؟

جواب- نعم يدخلون، فقد سئل ابن عباس مثل هذا السؤال وبعد ثمانية أيام من البحث والتدقيق أجاب أن قول الله تعالى:{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} (الرحمن:56).دليل على دخول الجن فى الجنة.

قال الضحاك: إن الجن يدخلون الجنة ويجازون وفق أعمالهم مثل الإنس.

وقال «سفيان» إنهم سينجون من النار بثواب إيمانهم ولكنهم سيمتثلون لقول الله- تعالى لهم «كونوا ترابا» .

وبناء على قول الشيخ أبى طاهر أن أكثر الجن لا يعتقدون فى البعث كما جاء فى الآية الكريمة: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً} (الجن:7).

سؤال- هل سيظل الجن ممنوعا من استراق السمع منذ بعثة النبى-صلى الله عليه وسلم-إلى يوم القيامة؟! أم المنع لوقت معين؟

جواب- الحقيقة أنهم سيمنعون إلى يوم القيامة، وبما أن الشهب تحرقهم عن الاستراق لذا لن يستطيعوا أن يخبرونا بأخبار الغيب.

سؤال- ما حقيقة الشهب؟

جواب- هناك قولان فى هذا الخصوص:

1 -

أنّ الشهب نور بعد ما يحرق بشدة نوره الجن، يعود إلى مكانه ثانيا.

2 -

أنّ الشهب نجوم، تنزل من تحت السماء فتحرق الجن ولا تعود.

ص: 388

سؤال- هل إبليس أبو الجن كما يروى فى أقوال الناس؟

جواب- ليس إبليس أبا الجن. بل وجد الجن قبل إبليس ولكن إبليس أول العصاة.

سؤال- ما مدى قدرة إبليس؟

جواب- عمل إبليس هو أن يأتى الناس من حيث لا يشعرون ويهلكهم أو يلقى فى قلوب الناس الوسواس بحيث ينقص منزلة الناس عند الله، وإبليس لا يستطيع أن يؤثر فى عباد الله المؤمنين الأتقياء ولا أن يتسلط عليهم كما بينه الله- سبحانه وتعالى-ولكنه يتسلط على الغافلين عن وحدانية الله ومن يشركون به.

إن الذين يتجنبونه ويحذرونه ولا يتبعونه ينجون من دسائسه وكيده.

وما أعظم دسائس إبليس وما أشدها وأكثرها فإذا ما انصرف الإنسان عن دسيسة من دسائسه فإنه يأتيه من طريق آخر ويسلك جميع السبل ليحمل الإنسان على اتباع طريق العصيان.

ومن جملة دسائس إبليس أنه يحمل للناس كشوفا صحيحة وعلوما تامة ويحاول أن يخفى الذى يقوم بهذا العمل، ومن إحدى دسائسه أنه يكشف للناس معاصى الآخرين ويهتك خفاء الأشياء ويظهر عورات الناس والشخص الذى يطلع على مثل هذه الأحداث يظن أنه وصل إلى درجة عظيمة من الفراسة دون أن يعرف أنها عطية الشيطان له وقد أصبح الشيطان سمعا له وبصرا.

إن مثل هذا العبد يجب أن يبادر بالتوبة حتى لا يكون من الهالكين.

ومن دسائس إبليس الخفية لأكثر الأولياء. هو الظهور فى قلب الولى وأن يدخل حيث يتوجه إليه بالتضرع والابتهال فيدخل العرش حينا والكرسى حينا والسماء حينا آخر. وإذا كان فى علم الله أن ينجى هذا العبد عرّفه أن كل هذه من حيل الشيطان، وهكذا يخيب إبليس فى سعيه ويضيع وقته سدى أما إذا لم يحفظ الله-سبحانه وتعالى-عبده هذا-نعوذ بالله-فيكون من الهالكين.

ص: 389

سؤال- هل يتسلط الشيطان لظاهر الإنسان أو لباطنه؟

جواب- إن شياطين الجن يتسلطون لباطن الإنسان بينما يتسلط شياطين الإنس لظاهره وباطنه وإذا ما وقع إغواء أو وسواس لظاهر الإنسان من قبل شياطين الجن إنما يقع بناء على إذن من شياطين الإنس.

سؤال- هل عداوة الشيطان أكثر شدة لأبى البشر أم لذريته؟

جواب- عداوة الشيطان أكثر لبنى آدم، لأن بنى آدم خلقوا من ماء والماء ضد النار واليابس يجمع بين آدم وإبليس، فقد خلق أحدهما من التراب والآخر من النار واجتماع التراب مع النار ليس كاجتماع الماء والنار. لأجل ذلك صدقه عند ما أقسم أنه كان ينصح آدم ولكن الأنبياء ذوى الشأن لم يصدقوه لأنهم خلقوا من مادة مضادة للمادة التى خلق منها الشيطان.

وقد سلحنا الله-سبحانه وتعالى-بعلامات تقوم مقام «البصر الظاهر» وأودعها فى قلوبنا بواسطة الشرع الشريف حتى نقاوم هذا العدو الشرس كما جند الملائكة فى عالم الغيب لحراستنا.

سؤال- يخبروننا أن هناك نوعا من الشيطان ليس بإنس ولا جن، هل هذا الخبر صحيح؟

جواب- نعم إنه صحيح. إن الشيطان فى جميع أحواله شيطان-صحيح، أن الشيطان فى جميع أحواله شئ حسى ويمكن أن يكون معنويا أيضا. وهذا يحدث عند ما يجتمع أباليس الجن مع شياطين الإنس ويتحاورون ويتشاورون فيما بينهم عندئذ يظهر شيطان جديد معنوى.

سؤال- ما الفرق بين هؤلاء الشياطين الثلاثة؟

جواب- إن شياطين الإنس أو الجن يفتحون أبوابا فى قلوب العباد للتوجه لغير الله-سبحانه وتعالى-بوساوسهم، أما الشيطان المعنوى فيستنبط من هذه الوساوس شبهات وضلالات لا يستطيع أن يستنبطها لا إبليس ولا غيره.

ص: 390

ويتخذ الشيطان أحيانا جسما إنسانيا ويبذل جهده لإغواء الناس وإضلالهم، كما تدل عليه الآية الكريمة:{وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً} (ص:34).

والمثل على ذلك يأتى الشيطان ويحاول أن يخالف العبد أوامر الله وإذا ما رأى أن دسيسته لن تقبل، يغير طريقته قائلا:«إن الله-سبحانه وتعالى-لن يؤاخذك إذا فعلت كذا» محاولا خداعه، وإذا ما أحس أنه لن يفلح فى هذه الطريقة أيضا يقول بحسن نية «إنك إذا أحسنت ظنا بالله تعالى فهو لا يؤاخذك لأنك عبد الله سواء فى طاعتك أو عصيانك والله-سبحانه وتعالى-يصنع شيئا ويقدره» .

إن الشيطان يعلم جيدا أن المؤمن لن يعصى الله بدون تأثير خارجى كالتأويل والتزيين والوسوسة. لو كان المؤمن يعصى الله بدون وسوسة إبليس لما أوجد الله سبحانه وتعالى-الشيطان.

سؤال- كيف يتناكح الجن؟

جواب- إن تناكح الجن يشبه تداخل الأدخنة المنبعثة من فرن للفخار، ويتلذذ الشخصان بتداخل بعضهما فى البعض ويشبه حملهم بتلقيح النحل ويتم بمجرد الرائحة.

سؤال- هل للجن قبائل وعشائر مثل الناس؟

جواب- نعم لهم قبائل وعشائر. وقد قامت فيما بينهم حروب كبيرة. وما نعرفه ونراه من الأعاصير ما هى إلا أثر من آثار حروبهم، وأحيانا يسدون الطريق لهبوب الرياح فى أثناء حروبهم فتنتج عنه قيام الأعاصير المثيرة للتراب والغبار، ولكن ليس كل إعصار نتيجة لحروب الجن.

سؤال- من الذى سمى أولا باسم الشيطان؟

جواب- أطلق على شخص اسمه الحارث. وقد عصى الحارث هذا ربه فطرده الله-سبحانه وتعالى-وتناسل الشياطين كلهم منه. ولكن من آمن منهم مثل «هامة بن الهام بن لاقيس بن إبليس» التحق بصنف الجن المؤمنين ومن ثبت منهم على الكفر ظلوا شياطين.

ص: 391